«أبناء رفاعة» لبهاء طاهر.. قصة الصراع الدائم بين الثقافة والسلطة - بوابة الشروق
الخميس 20 نوفمبر 2025 8:20 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

«أبناء رفاعة» لبهاء طاهر.. قصة الصراع الدائم بين الثقافة والسلطة

كتبت ــ شيماء شناوى:
نشر في: السبت 4 مايو 2019 - 4:44 ص | آخر تحديث: السبت 4 مايو 2019 - 4:44 ص

فى خمسة عشر فصلًا يأتى كتاب «أبناء رفاعة» للكاتب الكبير بهاء طاهر، الصادر عن «دار الشروق»، لتدور فصوله على اختلافها فى فلك اهتمامات واحدة انشغل بها «طاهر»، فى مؤلفاته القصصية والروائية وكتاباته البحثيه على السواء، وهى «الثقافة والحرية»، أو بتعبير أدق «ثقافة الحرية»، ودور المثقف فى المجتمع، والعلاقة مع الآخر، والصلة بالغرب، والاستقلال الثقافى، وإشكالية التبعية الثقافية لدول الغرب، وحرية الفرد فى التعبير عن رأيه، واحترام الرأى والفكر الآخر.
فى الجزء الأول من الكتاب يرصد المؤلف، الصعود التدريجى للمجتمع المصرى، من ظلام الجهل والتبعية للدولة العثمانية، إلى أنوار الحداثة والحرية، بفضل جهود مثقفيها، أمثال: «رفاعة الطهطاوى، والإمام محمد عبده، وقاسم أمين، وأحمد عرابى، وعبدالله النديم، وغيرهم من الأجيال المتعاقبة، كطه حسين ويحيى حقى، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ممن لعبوا أدوارًا أساسية فى إحداث التغيير الفكرى للمجتمع، والذى بدأ منذ فجر تأسيس الدولة المصرية الحديثة، على يد مؤسسها محمد على باشا، وبعثاته التعليمية وحتى يومنا هذا.
لا يفوت بهاء طاهر فى فصول كتابه، أن يتناول إشكالية التبعية الثقافية للغرب، وزعم البعض أن الثقافة الحديثة فى مصر ما هى إلا اقتباسًا مباشرة أو نقلًا حرفيًا عن الغرب، مؤكدًا أن تلك الثقافة الجديدة قد تبلورت فى معظم الأحيان، من خلال الصراع مع الغرب، والرفض للكثير من قيمه ومنطلقاته، والعودة إلى الثوابت الثقافية للذات المصرية، وإحياء القيم النبيلة فى حضارتنا الإسلامية، التى طمستها عصور الظلام فى المملوكية العثمانية، قائلًا: «من هنا كان صراع الثقافة المصرية الحديثة ضد «التغريب والتتريك»، سعيًا لتأكيد ذاتية ثقافية مستقلة».
كما يرد «طاهر» على من يزعمون أن المصريين كانوا يعيشون عصرًا ذهبيًا قبل قيام الدولة الحديثة، مؤكدًا أنهم يجهلون ما كان عليه حال مصر، مستشهدًا بما عاناه المصريون فى العصر «المملوكى العثمانى»، حيث لم يكن لهم «حق فى الحياة»، فكان المماليك وجند الإنكشارية يلعبون بسيوفهم فى رقابهم، إما للسلب والنهب أو لمجرد إرضاء شهوة القتل، وقت كانت رءوسهم تعلق على باب زويلة، فى أقل شبهة أو إساءة أومخالفة للأوامر السلطانية أو المملوكية، للدرجة التى هددت باندثار المصريين، مستعينًا بما سجله «الجبرتى» فى «تاريخ عجائب الآثار فى التراجم والأخبار»، وجاء فيه: «ثم جاءوه به «المتهم» فقطعوا رأسه»، مؤكدًا أن حق الدفاع لم يكن معروفًا فى ذلك العصر، ولم تكن هناك مهنة اسمها المحاماة، والتى عرفتها مصر فى عام 1868، بفضل مثقفين «رفاعة الطهطاوى» و «على مبارك» اللذين خاضا معركة نشر التعليم فى مصر، والذى نقل الشعب المصرى من موات كامل، إلى أولى عتبات الحياة.
كما ضمن بهاء طاهر فصول كتابه مقالات عن أدباء أحبهم أمثال «يحيى حقى، ويوسف إدريس، ويحيى الطاهر عبدالله، وطه حسين، صاحب النصيب الأعظم فى الكتاب، حيث تناوله المؤلف على مدار فصلى هما: «الثورة على المثقفين» و«نحن والغرب فى أدب طه حسين»، ليختتم كتابه بالإشارة إلى أن التحدى الحقيقى أمام مجتمعنا اليوم هو «أن يُستكمل بناء الحرية، الذى ناضلت من أجله أجيال المثقفين المتعاقبة، الذين أضاءت أعمالهم وأقوالهم حياة الوطن».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك