في ذكرى النصر.. أكتوبر 1973 السلاح والسياسة بين ميادين القتال وكواليس القرار - بوابة الشروق
السبت 4 أكتوبر 2025 11:57 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

في ذكرى النصر.. أكتوبر 1973 السلاح والسياسة بين ميادين القتال وكواليس القرار

محمود عماد
نشر في: السبت 4 أكتوبر 2025 - 6:34 م | آخر تحديث: السبت 4 أكتوبر 2025 - 6:34 م

تحل هذه الأيام الذكرى الثانية والخمسون لانتصار السادس من أكتوبر المجيد عام 1973، ذلك الحدث الفاصل في التاريخ المصري الحديث والمعاصر.

يعد انتصار أكتوبر محطة شديدة الأهمية، أحاطت بها تفاصيل وأحداث مصيرية غيرت شكل المنطقة بأكملها، وما تلا الحرب كان بمثابة بداية لتحولات كبرى على المستويين السياسي والعسكري.

في ذكرى الانتصار، نعود إلى أحد أهم الكتب التي تناولت تلك الحرب وما سبقها وما تلاها بالتوصيف والتحليل والتوثيق، وهو كتاب «أكتوبر ٧٣.. السلاح والسياسة» للكاتب الصحفي الأشهر محمد حسنين هيكل.

أكتوبر ٧٣ نهاية حروب الثلاثين سنة

يُعد هذا الكتاب الجزء الأخير من رباعية الجورنالجي الشهيرة «حرب الثلاثين سنة»، التي تناول فيها ثلاثة عقود من الحروب والنزاعات في المنطقة.

وتضم الرباعية كتب: «ملفات السويس»، «سنوات الغليان»، «الانفجار..1967»، وأخيرا «أكتوبر ٧٣.. السلاح والسياسة».

من نكسة يونيو إلى قرار الحرب

يتناول هيكل في كتابه اللحظات الحرجة سياسيًا وعسكريًا في تاريخ مصر المعاصر، بدءًا من وفاة جمال عبد الناصر وتولي نائبه أنور السادات المسؤولية الثقيلة، ثم التحضير لمعركة الحسم مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة يونيو 1967.

ويغوص بنا في كواليس السياسة، حيث كانت محاولات إحلال السلام دون اللجوء إلى الحرب قائمة، قبل أن تتبدل المعادلات وتفرض الظروف حتمية المواجهة المسلحة.

السادات بين التسوية السلمية والحرب التي لا مفر منها

يقسم هيكل كتابه إلى ثلاثة أجزاء تضم 42 فصلا، يبدأها ببداية الطريق قبل الحرب، والخيارات المطروحة أمام مصر والعرب، مع إظهار إرادة السادات الذي كان يميل بداية إلى تسوية سلمية.

غير أن الواقع فرض الحل العسكري الذي اعتبره هيكل حتميا، مشيرا إلى أن السادات رغم رغبته في السلام اتخذ قرار الحرب بشجاعة كاملة.

التنسيق المصري السوري وتحديد ساعة الصفر

يستعرض هيكل في فصول الكتاب التنسيق بين الجبهتين المصرية والسورية، واللقاءات التي جمعت القيادات العسكرية في البلدين، ثم يتحدث عن تحديد موعد الحرب، الذي تأجل أكثر من مرة قبل أن يحسم في أكتوبر 1973.

كما يتطرق إلى الهواجس السياسية والإعلامية والدبلوماسية التي شغلت بال السادات، خاصة الموقف الدولي عند اندلاع الحرب، ودور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والأمم المتحدة والدول العربية.

قادة النصر وخطط العبور

ويتناول هيكل قادة المعركة، بدءا ممن تولوا إعادة بناء الجيش بعد النكسة، والذين اختارهم جمال عبد الناصر قبل الرحيل، وهم محمد فوزي وزير الحربية في ذلك الوقت، وعبد المنعم رياض رئيس الأركان في ذات الوقت، وصولا إلى القادة الثلاثة الأبرز لانتصار أكتوبر أحمد إسماعيل وزير الحربية في حرب النصر، سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش وقت الحرب، والجمسي رئيس هيئة العمليات، مؤكدا أنهم كانوا مكمّلين لبعضهم البعض.

كما يعرض تطور الخطط العسكرية منذ عهد عبد الناصر، بدءًا بخطة جرانيت 1 التي تطورت لاحقا إلى جرانيت 2، ويؤكد أن الهدف الرئيسي للحرب كان تغيير الموقف القائم على الأرض لفرض واقع سياسي جديد.

يوميات الحرب.. من الطلقة الأولى وحتى وقف إطلاق النار

يروي الأستاذ أحداث الحرب يوما بيوم، مستندا إلى وثائق ومذكرات متعددة، بعضها حصل عليه هيكل من الرئيس السادات نفسه، إلى جانب مذكرات لقادة إسرائيليين.

ويصل بنا إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار، وفض الاشتباك، ومباحثات الكيلو 101، موضحا الدور المحوري لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر في مسار المفاوضات.

وثائق الحرب وشهادة هيكل

تتميز كتابة هيكل بأنها لا تكتفي بالتأريخ والتوثيق، بل تمزج بين التحليل السياسي وشهادة معايشة الحدث، إذ كان قريبا من صناع القرار وممن شاركوا في صياغة التوجيه الاستراتيجي للحرب.

كما يضم الكتاب في نهايته ملحقا وثائقيا غنيا يحتوي على مستندات رسمية وخاصة، مما يمنحه بعدا توثيقيا فريدا يميزه عن غيره من الكتب التي تناولت حرب أكتوبر.

مرجع هام لفهم العلاقة بين السلاح والسياسية

ويظل كتاب «أكتوبر ٧٣.. السلاح والسياسة» مرجعا هاما لفهم ما جرى في ميادين القتال وغرف القرار على حد السواء؛ لفهم طبيعة عملية السلاح التي أوصلتنا لعملية السياسة، وهي وثيقة هامة لكل من يريد أن يدرك كيف صنعت لحظة العبور، وكيف تغير بعدها وجه المنطقة بأكملها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك