هديل غنيم لـ«الشروق»: أهدف لتبسيط السير الذاتية لمبدعينا لمنح الطفل الثقة على تحقيق أحلام يظنها بعيدة - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هديل غنيم لـ«الشروق»: أهدف لتبسيط السير الذاتية لمبدعينا لمنح الطفل الثقة على تحقيق أحلام يظنها بعيدة

هديل غنيم
هديل غنيم
حوار ــ شيماء شناوي:
نشر في: الجمعة 5 فبراير 2021 - 7:44 م | آخر تحديث: الجمعة 5 فبراير 2021 - 7:44 م

ــ يجب إتاحة الكتب الجيدة للأطفال فى المدارس والمكتبات العامة
ــ صعوبة الكتابة عن «محفوظ» كانت فى استخلاص قصة حياته وترتيبها زمنيا لتناسب الأطفال
ــ قررت الكتابة عن «زويل» أثناء عملى معه بجامعة «كالتك» وإجاب أسئلتى فى لقاءاتنا بالمكتبة
♦ تناولت فى «هذه عدساتك يا عبلة» علاقة الأطفال بالأحياء التى يسكنونها
♦ ناقشت فى «كابتن شيرين» قدرة الفتيات على المنافسة وعن الفرصة المهدرة حين يسقطهم المجتمع من حساباته
♦ الجهة التى يجب أن تكون معنية بأدب الطفل هى المؤسسة التعليمية
♦ أدب الأطفال الجيد يحترم الطفل ويسليه ويخاطب عقله ويفسح المجال لخياله
♦ ازدهار أدب الطفل يتطلب تنمية الموارد البشرية من كتاب ورسامين ومصممين ومحررين وتثقيفهم

مغرمة بالمعرفة، شغوفة بتبسيط أدب المبدعين الكبار إلى الصغار، لتروى لهم قصة «نجيب محفوظ من البداية»، وتخبرهم عن «رحلات أحمد زويل»، وما حدث خلال «سنة فى قنا» وكيف نجحت «كابتن شيرين» وما حدث فى «عيد ميلاد حرف الضاد» وكيف قضت «ليالى شهرزيزى»، وغيرها من المؤلفات التى رُشحت ونالت عددا من الجوائز العربية.

قال عنها الأديب والناقد الراحل علاء الديب: «عقل فنى نقى، جاد فى الوصول إلى كتابة سهلة واضحة قائمة على الفكرة والمضمون فى أبسط طريقة لتوصيل وعى جديد».. إنها الكاتبة هديل غنيم واحدة من أبرز مؤلفى أدب الطفل والناشئة، والحاصلة على الماجستير فى الدراسات الثقافية من كلية لندن للاقتصاد، برسالة موضوعها «تجربة استقبال القراء المصريين لمجلة ميكى الأمريكية بعد تمصيرها».

حول أهمية أدب الطفل والشروط التى تضمن تقديمه بصورة جيدة، وتأثير محدودية الجوائز الممنوحة لأدب الأطفال والناشئة فى إنعاش سوق النشر، وأبرز التحديات التى يواجهها بشكل عام كان لـ«الشروق» هذا الحوار مع صاحبة كتاب «هذه عدساتك يا عبلة» الصادر حديثا عن دار الشروق:

> بداية حدثينا عن طرف الخيط الذى قادك لتأليف «من البداية.. نجيب محفوظ» وما الصعوبات التى واجهتك فى تأليفه؟
ــ الفكرة بدأت باقتراح وفكرة طرحها المهندس إبراهيم المعلم رئيس مؤسسة الشروق، وتحمست على أساسها للتجربة لأننى أحب قراءة التراجم والسير، وأجد فيها متعة وفائدة، وبالرغم من وجود عدد كبير من الكتابات الجيدة عن نجيب محفوظ، إلا أن معظمها عبارة عن حوارات أجراها معه صحفيون وأدباء مثل جمال الغيطانى ورجاء النقاش وإبراهيم عبدالعزيز. فكانت الصعوبة هى استخلاص قصة حياته والتركيز على ما رواه عن طفولته وشبابه بالذات، ثم ترتيب المراحل زمنيا بشكل خطى واضح مناسب للأطفال.

> وماذا عن فكرة تبسيط السيرة الذاتية للدكتور أحمد زويل فى كتاب للأطفال وكواليس إعداده؟
ــ الأمر بدأ بعد نجاح تجربتى فى تبسيط سيرة حياة نجيب محفوظ للأطفال، وشجعنى مرة أخرى المهندس إبراهيم المعلم على خوض التجربة ثانية بالكتابة عن أحمد زويل. فى البداية لم أتحمس كثيرا لسببين: أولا، لأن انطباعى عن العالم المصرى الأمريكى وقتها كان سطحيا، على عكس علاقتى بأدب نجيب محفوظ وإعجابى القديم به. وثانيا، أنى خشيت أن يكون كتابى تكرارا لما نشره بالفعل فى كتابه الناجح جدا «عصر العلم»، الصادر عن دار الشروق. ثم شاء القدر أن أسافر وأقيم فى حرم جامعة كالتك التى يعمل بها الدكتور زويل فى كاليفورنيا، وهناك التقيت بطلابه وزملائه واتطلعت على إنجازه العلمى بفهم أعمق. وأعتقد أنه قدَّر هذا النوع من التقصى ورحَّب بالإجابة عن أسئلتى فى عدد من اللقاءات فى مكتبه بالجامعة ومن هنا جاء كتاب «رحلات أحمد زويل».

> كتابك «هذه عدساتك يا عبلة» حمل فكرة فلسفية عن رؤية كل منا للحياة.. حدثينا عن ذلك؟
ــ بدأت قصة «عبلة» وأنا فى ذهنى سؤال عن علاقة الأطفال بالأحياء التى يعيشون فيها، خاصة وأن هناك فروقا واضحة بين الأحياء القديمة والجديدة، وبين الأحياء المهملة، والأحياء المعتنى بمظهرها ونظافتها. ثم ثارت عندى أسئلة أخرى: كيف يكون الأطفال مفهومهم عن الجمال؟ وأين يرون الجمال، وماذا يحدث حين يشتاقون إلى صورة عن الجمال غير متوفرة لديهم؟ وأثناء الكتابة وجدت الإجابة فى الاختلافات بين أفراد أسرة عبلة، فكل منهم له مفهومه الخاص عن الجمال، وعلاقته الخاصة بالحى، بل وهم منتجون للجمال أيضا لا مجرد مستهلكين. وبالرغم من الاختلاف بينهم فى رؤيتهم للعالم وفى تطلعاتهم، إلا أنهم متحابون ومتحدون كأسرة.

> «كابتن شيرين» يتناول رغبة فتيات كثيرات فى ممارسة كرة القدم.. هل قصدتى ذلك من البداية.. وماذا عن ظهور محمد صلاح فى الكتاب؟
ــ كابتن شيرين ليس فقط عن رغبة الفتيات فى لعب كرة القدم، ولكن عن قدرتهن على اللعب والمنافسة. وهى عن الفرصة المهدرة التى يعانى منها الأولاد أنفسهم والمجتمع ككل حين يُسقط الفتيات من حساباته. وحرصت فى القصة أن أبين أن التفوق الرياضى ليس موهبة يولد بها الشخص، وإنما نتيجة التمرين الجاد، وروح الفريق، بل والاهتمام بالتفاصيل مثل الأكل الصحى والتسخين مثلا! لم أشر لمحمد صلاح فى النص، لكنه كان اختيار الناشرة الأستاذة أميرة أبو المجد والرسام الفنان هانى صالح، وجدتها فكرة لطيفة أن تظهر صورته تزين الجدار فى خلفية أحد مشاهد القصة، ولو كنت أعرف وقتها عن سارة عصام أول لاعبة مصرية محترفة فى الدورى الإنجليزى لكنت اقترحت وضع صورتها أيضا.

> هل يمكن اعتبار تبسيط السيرة الذاتية لكبار مبدعينا هو مشروعك الأدبى؟
ــ بل واحد من مشروعاتى التى أتمنى أن أنجز منها المزيد. وما يهمنى فى السير، ليس الاحتفاء بعظمة من نحبهم ونحترمهم من الشخصيات المؤثرة، بل التركيز على الأشياء العادية بل والأقل من عادية والصعوبات فى حياتهم، بحيث يرى الطفل أشياء من نفسه ومن ظروفه منعكسة فى حياة هؤلاء الكبار، فتمنحه الثقة والإقدام على تحقيق أحلام قد يظنها بعيدة أو تحتاج موهبة خارقة وظروفا خارقة.

> ما أهمية دور أدب الأطفال فى تربية الطفل وبناء شخصيته؟
ــ اعتياد الطفل قراءة الأدب الجيد صغيرا، سيكبر متذوقا للأدب، لديه حصيلة لغوية وسعة خيال تمكنه من أن تثقيف نفسه بنفسه، سيكون أقدر على الانتقاء والتمييز. الأدب يساعد الصغير والكبير على فهم طبيعة الحياة واختلاف طبيعة النفس البشرية وفهم الآخر بل وفهم الذات.

> وفى رأيك لماذا لا يحظى أدب الأطفال بالدعم المستحق من المؤسسات المعنية؟
ــ المؤسسة التى يجب أن تكون معنية بأدب الطفل هى المؤسسة التعليمية. فى البلدان التى يرتفع فيها مستوى اللغة والقراءة والإبداع يعتمد مدرس اللغة على أدب الطفل والقصص المنشورة فى الكتب الخارجية فى التدريب على تعلم القراءة والكتابة.

> هل تؤثر محدودية جوائز أدب الأطفال والناشئة فى إنعاش سوق النشر؟
ــ الجوائز تقوم بدور فى تحفيز وتشجيع المبدعين من ناحية، وتنبيه القراء النقاد ومساعدتهم فى اختيار ما هو جيد من ناحية أخرى، مما يساعد على رواج الكتب. فإذا كانت الجائزة ذات سمعة ومصداقية بمعنى أنها تتمتع بالنزاهة والشفافية وتبعد عن المجاملات الشخصية، يكون لها تأثير إيجابى فى إنعاش السوق.

> ما الشروط التى يحتاجها تقديم أدب أطفال جيد؟
ــ لا أدرى إن كان من الممكن وضع شروط لتقديم الأدب الجيد. لكن أدب الأطفال الجيد فى رأيى هو الذى يحترم الطفل، يسليه ويخاطب عقله ويفسح المجال لخياله، كما يخاطب مشاعره المختلفة، وإحساسه الفطرى بالطبيعة والجمال والعدالة والمتعة.

> ما المعايير التى تحدد ملاءمة المحتوى لجمهور من صغار السن من عدمه؟
ــ كلما صغر السن كلما زادت المعايير التى يجب مراعاتها: بساطة القصة، وموسيقية الكلمات، وحجم الكتاب وعدد الصفحات، وعدد الكلمات ووضوحها فى كل صفحة، ومناسبة اللغة من حيث سهولتها وقربها من اللغة التى يتحدثها الطفل ويسمعها. كذلك حجم الصور ونوع الرسومات ووضوح الألوان وقدر تعقد التفاصيل التى تحتويها. وفى السن الصغيرة يجب التفرقة بين الكتب التى يقرأها الطفل وبين الكتب التى يقرأها له الكبار.

> ما الوصفة التى نحتاجها فى العالم العربى للنهوض والازدهار بأدب الأطفال؟
ــ لا أعتقد أن هناك وصفة موحدة يجب أن يتبعها الجميع، ولكن هناك مكونات أساسية إن جاز استكمال التشبيه: أهمها الموارد البشرية الجيدة: من كتاب ورسامين ومصممين ومحررين وهم فى حاجة إلى تعليم وتثقيف ورعاية مستمرة ليس فقط لاكتشاف مواهب جديدة ولكن استمرار الفرص التى تنمى مهاراتهم وترفع مستوى إبداعهم. التفرغ للإبداع والعمل بجدية يتطلب عوائد وحقوق مادية عادلة. المكون الثانى هو أيضا الأول: وهم القراء الصغار من الأطفال الذين إن تعلموا وقرأوا وأبدعوا فى الصغر يصبحون هم مبدعى ومعلمى المستقبل. والاهتمام بالقراء يعنى إتاحة الكتب الجيدة لهم فى المدارس والمكتبات العامة. وثالثا حركة نقدية تواكب وتفحص وتميز بين ما يصدر من أعمال أدبية وفنية للأطفال وهى لا تتوقف عند نقاد الأدب فحسب ولكن تشمل كذلك معلمى اللغة العربية وأمناء المكتبات الذين يتفاعلون مع الأطفال أثناء القراءة.

> وما رأيك فيمن يقول إن أدب الأطفال لا يشمل الكتب الكوميديا المصورة بحجة أنها سطحية؟
ــ الكوميديا ركن أساسى فى أدب الطفل، وهى ليست سهلة. وأنجح الكتاب هم القادرون على إضحاك طفل وإسعاده من خلال الكلمة والصورة. الكتب المصورة الآن تتناول كل شىء وتخاطب كل الأعمار ويقدم من خلالها القصص والروايات والسير والعلوم المبسطة، بل ويقدم من خلالها التاريخ والفلسفة والاقتصاد. أما إذا كان القصد المجلات المصورة فهذا وسيط آخر وفن مختلف وهو لا يشكل فقط الكوميديا وإنما المغامرات والخيال العلمى والقصص البوليسية. ما يميز الأدب هو تفرده وقدرته على البقاء، بعكس الكتابة التى تتبع نمط جاهز متوقع يتم استهلاكه سريعا ونسيانه سريعا أيضا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك