سكان غزة المنهكون يأملون في انفراجة مع اقتراب محادثات السلام - بوابة الشروق
الإثنين 6 أكتوبر 2025 3:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

سكان غزة المنهكون يأملون في انفراجة مع اقتراب محادثات السلام

غزة/تل أبيب (د ب أ)
نشر في: الأحد 5 أكتوبر 2025 - 8:30 م | آخر تحديث: الأحد 5 أكتوبر 2025 - 8:30 م

مع اقتراب محادثات وقف إطلاق النار الجديدة في مصر، يعيش كثير من سكان غزة حالة من التردد بين الأمل والتشكيك.

منذ بداية العام، تقيم رنا سلامة (33 عاما) مع أطفالها الثلاثة في مبنى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كان يُستخدم سابقا كمدرسة. ينامون على فرشات رقيقة ويطهون على مواقد غاز صغيرة.

وقالت سلامة، في إشارة إلى الحرب المستمرة منذ عامين على قطاع غزة: "في كل مرة يُثار الحديث عن وقف إطلاق النار أو مفاوضات في مصر، يبدأ الناس في الملجأ بالهمس والأمل في أن تكون هذه هي أخيرًا نهاية الحرب."

وأضافت: "لكن بعد كل هذه المحادثات الفاشلة، تعلمنا ألا نرفع سقف التوقعات." وأوضحت أنها لا تملك إجابة لأسئلة أطفالها حول موعد عودتهم إلى منزلهم في شمال غزة.

وتابعت: "أريد أن أصدق أن المحادثات ستجلب الهدوء، لكنني أخشى أن أُصاب بخيبة أمل مرة أخرى. كل ما أريده هو العودة إلى منزلنا في بيت لاهيا – حتى لو كان متضررا – وأن ينام أطفالي في أسرّتهم دون صوت القنابل."

ووصف محمود عيسى (54 عاما)، بائع خضروات في سوق الزاوية بمدينة غزة، كيف أن السوق الذي كان يعج بالحركة من الصباح حتى المساء قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، أصبح شبه خال الآن.

وقال: "كل زبون يمر يسألني نفس السؤال: هل سمعت شيئًا من القاهرة؟ الناس متعطشون للأخبار السارة، وليس للطعام."

وأوضح أن الجميع يريد أن يصدق "أن هذه المرة ربما تنجح المحادثات في إنهاء القتال." وأضاف: "لكننا رأينا هذا السيناريو كثيرًا من قبل".

وأشار إلى أن الأسعار مرتفعة، والإمدادات شحيحة، ومعظم العائلات لا تستطيع حتى شراء الطماطم أو البصل.

وقال: "إذا توقفت القنابل، ربما أتمكن من إعادة فتح كامل متجري، وربما يعود الصيادون إلى البحر، وربما تتنفس المدينة من جديد. لا أطلب الكثير – فقط السلام كي نعمل ونعيش."

بينما وصفت حنين القدرة، طبيبة تبلغ من العمر 38 عاما في مستشفى الشفاء بمدينة غزة المنكوبة، الظروف المروعة التي تعيشها.

وقالت: "كل يوم في المستشفى يبدو وكأنه حالة طوارئ لا تنتهي. نستقبل المصابين على مدار الساعة – أطفال، أمهات، كبار السن – وأحيانًا نضطر لعلاجهم على الأرض لعدم توفر أسرة كافية."

وأشارت إلى أن جزءا منها يجرؤ على الأمل حين تسمع عن المحادثات في مصر، "ربما، فقط ربما، يكون هذا هو الوقت الذي قد يحدث فيه تغيير."

لكن جزءا آخر منها يبقى حذرا. "لقد مررنا بالكثير من فترات التهدئة المؤقتة التي انتهت بمزيد من الهجمات." وأوضحت أن الطواقم الطبية منهكة، تعمل دون إمدادات تقريبًا، وتعيش حالة من الإنهاك النفسي.

وتابعت "إذا تمكنت هذه المحادثات من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، فسينقذ ذلك الأرواح ويمنحنا فرصة لإعادة بناء النظام الصحي. أكثر ما أخشاه هو أن يمضي العالم قدمًا ويترك غزة تنزف من جديد."

ومن المتوقع أن تُعقد غدا الاثنين في مصر محادثات حول خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وستركز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس على وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين كخطوة أولى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك