رصد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة «فاو» لأسعار الغذاء، ارتفاعًا في الأسعار بنحو 3.9% في أكتوبر الماضي مقارنة بشهر سبتمبر ليسجل بذلك أكبر زيادة له منذ يوليو 2012.
وأرجع المؤشر، هذا الارتفاع الحاد الذي سجله إلى الزيادات في عروض أسعار السكر والزيوت النباتية ومنتجات الألبان، بينما سُجلت زيادة أكثر تواضعًا في أسعار الحبوب وظلت أسعار اللحوم مستقرة.
وارتفعت أسعار الحبوب بنحو 1.7% عن مستوياتها في سبتمبر، وأرجع المؤشر هذا الارتفاع في جانب كبير منه إلى ارتفاع أسعار القمح والذرة‘ إذ سجلت عروض أسعار القمح زيادات أكبر نجمت في معظمها عن المخاوف من تأثير الجفاف على القمح الشتوي في بعض البلدان وتدهور توقعات الإنتاج في أستراليا، بجانب تحسن أسعار الذرة، وهو ما يُعبِّر في جانب كبير منه عن تباطؤ مبيعات المزارعين في الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر منتج ومصدِّر للذرة في العالم، وفي المقابل هبطت أسعار الأرز على إثر الهبوط الملحوظ في قطاع الأرز العطري والأرز الياباني.
وصعد مؤشر «فاو» لأسعار الزيت النباتي 6.2% لأسباب من بينها مخاوف من أن تسبب ظاهرة «النينيو» المناخية أضرارًا لإمدادات زيت النخيل من إندونيسيا في 2016.
وارتفعت أسعار منتجات الألبان بنحو 9.4% في أكتوبر الماضي مقابل سبتمبر، إذ أدّت المخاوف من انخفاض إنتاج الألبان في نيوزيلندا خلال الموسم الحالي لإنتاج الألبان في يونيو إلى ارتفاع الأسعار في أوقيانوسيا في سبتمبر وأكتوبر على حدٍ سواء، وتبعتها أسعار الصادرات من الاتحاد الأوروبي، التي ظلت بالرغم من ذلك أقل من عروض الأسعار في أوقيانوسيا.
كما سجلت أسعار مسحوق الحليب الكامل الدسم ارتفاعًا حادًا بنحو 21% خلال الشهر، وطرأت أيضًا زيادات ملحوظة على كل منتجات الألبان الأخرى.
وظلت أسعار اللحوم دون تغيير يذكر، لتستمر بذلك فترة ممتدة من الاستقرار العام الملحوظ منذ مارس 2015، ومن بين أنواع اللحوم التي يغطيها المؤشر، لم يسجَّل تغيير كبير إلاّ في لحوم الأغنام التي ارتفعت أسعارها بنسبة بلغت 8% بسبب قلة الكميات المتاحة للتصدير في أوقيانوسيا؛ ولم تطرأ تغييرات كبيرة على أسعار سائر فئات اللحوم.
أما أسعار السكر فقد ارتفعت بنسبة 17.2% عن مستوياتها في سبتمبر، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له منذ فبراير 2015، وترجع الزيادة الحادة خلال هذا الشهر مقارنة بالشهر الأخير إلى الظروف الجوّية، فقد أدّت التأخيرات التي نجمت عن غزارة الأمطار في مناطق الإنتاج الجنوبية الوسطى في البرازيل، التي تعد أكبر منتج للسكر في العالم، إلى التأثير سلبًا على محصول قصب السكر؛ وساهمت التقارير التي أفادت بتلف المحصول جراء الجفاف الشديد في الهند وتايلند والفلبين وجنوب أفريقيا وفييت نام في زيادة دعم أسعار السكر الدولية.