الفارس محمد أبو الغيط يترجل إلى الضوء - سيرة لا تسعها الكلمات - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفارس محمد أبو الغيط يترجل إلى الضوء - سيرة لا تسعها الكلمات


نشر في: الإثنين 5 ديسمبر 2022 - 4:00 م | آخر تحديث: الإثنين 5 ديسمبر 2022 - 9:29 م

«لو تحققت نجاتى بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذى زادت خبرتى به وتقديرى له فى أيام مرضى، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكونى محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئننى نورهم لحقيقة الخير فى الدنيا. ولو وافانى القدر بالوقت الذى قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقى نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ».

هكذا كتب الصحفى النابه والطبيب «السابق» محمد أبو الغيط، فى مقدمه كتابه «أنا قادم أيها الضوء»، قبل أن يمهله القدر ليرى صدور الكتاب، بعد أن رحل فجر اليوم الإثنين، بعد يومين من دخوله فى غيبوبة على إثر صراع صويل مع سرطان المعدة.

ترجل الفارس النبيل كما يصفه محبوه عن صهوة جواده، بعد معركة طويلة مع المرض الخبيث قرر ألا يستسلم فيها فأضاء بتجربته لمن حوله نورا بكلماته يعيدون به اكتشاف ذواتهم وعالمهم ويلهم كلا منهم قوة تساعده على تجاوز معاناته.

يروى أبو الغيط فى كتابه الذى يصدر قريبا عن «دار الشروق»، والذى بدأ مسيرته الصحفية الحافلة صحفيا بجريدتها، تجربته مع مرض السرطان وتفاصيل إنسانية أخرى.

محمد أبو الغيط، الذى درس الطب فسكنته أوجاع المرض، بدأ مسيرته المهنية عام 2012 كطبيب فى مستشفى إمبابة العام بالقاهرة، لكنه سرعان ما ترك الطب، ليشق طريقه كصحفى يستقصى الحق والحقيقة، للعمل فى مؤسسات صحفية عديدة.

بدأ عمله انطلاقا من جريدة «الشروق» التى أنتج فيها تحقيقات وتقارير صحفية بارزة ومقالات مميزة، ليتنقل بعد ذلك بين العمل فى عدد من الوسائل الإعلامية الدولية والعربية.

وخلال عمله فى «الشروق» حصل «أبو الغيط» عام 2014، على جائزة «سمير قصير» لحرية الصحافة عن مقاله «موسم الموتى الأحياء».

ولحبه للحق والبحث عنه، عمل «أبو الغيط» فى الصحافة الاستقصائية، فتميز وأبدع، وكانت النتيجة فوزه بالعديد من الجوائز المحلية والدولية، بينها فى عام 2021، حصوله على جائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، عن تحقيقاته حول قضايا اليمن وسوريا.

كما فاز عام 2019 بجائزة الميدالية الذهبية عن تحقيقه التلفزيونى العابر للحدود: «المستخدم الأخير»، والذى تتبع فيه طوال عام ونصف، رحلة العديد من الأسلحة الأجنبية المنتشرة فى أيدى أطراف الصراع فى اليمن.

وما إن أعلن خبر وفاة «أبو الغيط» حتى امتلأ الفضاء الإلكترونى بمرثيات تقطر الدموع من بين كلماتها.

ففى نعيه، وهو مجرد غيض من فيض مئات المشاركات والتغريدات، قال الكاتب الصحفى عبدالعظيم حماد عبر حسابه على فيسبوك: «جاء اليوم يا محمد لترحل كما يرحل شهاب بزغ فى ظلماء موحشة، فأنار الدنيا وآنس أهلها برهة، لكنها تكفينا نحن ومن سيأتون بعدنا مدى الحياة».

كما كتب الإعلامى محمود سعد: «ابنى الحبيب الغالى.. سوف أتكلم عنك وأحكى.. ولكن الآن وأنت تغادر إلى الضوء كما قلت.. أذكر الكل أن هذا الجميل الذى رحل كان شعاره: الفقراء أولا.. تذكروا! رحل محمد أبو الغيط صغيرا.. لكنه كان كبير الهمة والعطاء».

ولم يقف النعى عند حد زملاء الصحافة، بل نعته نقابة أطباء مصر، قائلة: «ربما هموم مهنة الطب وأوجاع وآلام المرضى هى التى دعمت موهبته، وأمدت قلمه زادا ليتميز كاتبا وصحفيا».

وقبل أيام قليلة، لم يتمكن الصحفي الاستقصائي من حضور تكريمه بـ«منتدى مصر للإعلام»، نظرا لظروفه الصحية الصعبة، بعد أن «داهمه الخبيث بتدهور جديد»، قائلا : «لا يعزيني في تلك الظروف، إلا تواصل قلوب لا يحده حدود».

ومن واقع تجربته أوصى بـ «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فحافظوا عليها، واستمعوا جيدا لصوت أجسادكم، فلا تتركوها ضحية لأمراض العظام والتوتر» . وطلب من الحضور، الصلاة والدعاء له من أجل تجاوز أزمته الحالية، لكي يكون متواجدا بينهم في الدورات المقبلة من المنتدى والتجمعات الأخرى لأبناء المهنة.
لكن أبو الغيط غادر إلى الضوء الذي يليق به، ورحل عن عالمنا فجر اليوم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك