قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه يجب الإيمان بوجود الجن لأنه ذكر في القرآن الكريم، موضحًا أنه ليس من أصول الإيمان، لكنه يجب الإيمان به من باب إخبار القرآن به لأنه لا يمكن تكذيبه.
وأضاف «الطيب»، خلال برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر قناة «سي بي سي»، مساء الأربعاء، أنه يجب التفرقة بين الإيمان بالملائكة والإيمان بالجن، لأن الأول أصل من أصول الدين وينهدم الإيمان بدونه ولا يمكن الإيمان بالله دون الملائكة، بينما الإيمان بالجن ليس له نفس المنزلة، لكن يجب الإيمان به إيمانًا بالقرآن، معقبًا بأن من يقول بأن الجن خرافة، فهو يكذب القرآن الكريم.
وأوضح أنه ليس هناك مجال لاتقاء الجن إلا بالتحصن بالله والالتجاء إليه بالأذكار والأدعية والتعوذ من شر الجن صباحًا ومساءً وعند النوم، لافتًا إلى إمكانية قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وبعض الأدعية اتقاء للجن، كما كان يفعل النبي.
وعن إمكاينة «مس الجن» للإنسان، قال إن الحديث في هذه المسألة كثير، وأصبح يرتزق به واتخذه البعض شماعة لتعليق الأخطاء عليها، متابعًا: «ليس للجن على عباد الله الصالحين سلطان، إذا التزم بالأدعية والقرآن، ولكنه يستضعف الإنسان الضعيف، لكن ذلك لا يعني التلمس ويتكلم بصوته، فهذه أمور خيالات».
وذكر أن قوة الجن تكمن في الوسوسة والتضليل والغواية، وهذا مثل دور الإنس الذي يضل صاحبه، مضيفًا أن من يدعي معالجة التلمس بالجن كاذبون ومخادعون ومزيفون لوعي الأمة.
واستطرد: «يجب ألا يخشى المؤمن بالله الجن، بل يقهره لأنه لا يستطيع الاقتراب منه».
وعن التعوذ بالعمل أو الحجاب، قال إن هذا الحديث «فارغ»، ومن يتحدث بذلك لا يعي موطن المشكلة، متسائلًا: «لماذا اختفت الآن ظاهرة الزار، إذا كانت حقيقية؟».
وأوضح أن الجن كائنات غيبية منهم الصالحون والطالحون ومنهم من يدخل النار أو الجنة، ويتزوجون بطريقة لا نعلمها، مضيفًا أن هذا العالم لا نعرفه إلا من خلال النصوص المعصومة التي أخبرتنا عنه، وهي لم تتعرض لهذه الأمور، بينما الحديث فيها مجرد تخيلات.