بعد اكتشاف أول حالة في مصر.. كل ما يهمك معرفته عن جدري القرود: ليس له علاج والعدوى محدودة - بوابة الشروق
الأربعاء 28 مايو 2025 3:08 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد اكتشاف أول حالة في مصر.. كل ما يهمك معرفته عن جدري القرود: ليس له علاج والعدوى محدودة

منى زيدان
نشر في: الأربعاء 7 سبتمبر 2022 - 10:26 م | آخر تحديث: الأربعاء 7 سبتمبر 2022 - 10:26 م

ينتقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، وذلك وفقا للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في بيانات سابقة عن المرض.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان مساء اليوم لأول مرة إيجابية مواطن مصري للإصابة بفيروس جدري القرود، حيث تم اكتشاف إصابته من خلال إجراءات الترصد الوبائي التي تقوم بها الوزارة وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل.

وأوضحت الوزارة أن المريض يبلغ من العمر 42 عاما، وهو من الحاصلين على الإقامة بأحد الدول الأوروبية، والمترددين عليها.

وذكرت الصحة أن المريض حالته العامة مستقرة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات الصحية والوقائية مع مخالطيه وفقا لبروتوكولات العلاج والمتابعة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.

وبهذا تكون مصر قد سجلت أول حالة إصابة بجدري القرود.

ما طبيعة مرض جدري القرود؟

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود مرض نادر يظهر أساسا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها، بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، وأنه لا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم المسبق ضد الجدري أثبت نتيجة عالية في الوقاية أيضا من جدري القردة.

وأضافت إلى أن جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل حدة، وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

وتنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وثقت في إفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.

وأكدت المنظمة أنه من المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

كيف ينتقل المرض؟

وتابعت المنظمة في بيانات المكتب الإقليمي، أنه يمكن انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لوثت مؤخرا بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

وأشارت المنظمة إلى أن المرض ينتقل في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أي بيانات تثبت أن جدري القردة يمكنه الانتشار بين البشر بمجرد انتقاله من شخص إلى آخر.

وقالت المنظمة إن فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) تتراوح بين 6 أيام و16 يوما، ويمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.

مجريات العدوى:

وأوضحت أنه يمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين، فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)، وفترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، التي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتابعت: يكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماما.

ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، فضلاً عن قرنيتها (مقلة العين)، ويصاب بعض المرضى بتضخم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

وذكرت المنظمة أن عادة ما يكون جدري القردة مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوما، ويصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعا بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.

وتشتمل التشخيصات التي يجب أن ينظر في إجرائها على أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية.

وأكدت المنظمة أن عدوى جدري القردة في إفريقيا تحملها أجناس كثيرة من الحيوانات منها السناجب المخططة، وسناجب الأشجار والجرذان الغامبية، والفئران المخططة، والزغبات والمقدمات.

وأوضحت أن الوقاية من اتساع نطاق انتشار جدري القردة عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات، حيث قد يسهم تقييد عمليات نقل الثديات الإفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاما فعالا في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج إفريقيا.

إلى جانب أنه يجب ألا تطعم الحيوانات المحبوسة ضد الجدري، بل ينبغي عزل تلك التي يحتمل أن تكون مصابة منها بعدوى المرض عن الحيوانات الأخرى ووضعها قيد الحجر الصحي فورا.

وينبغي وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي ومناولتها في إطار اتخاذ التحوطات المعيارية وملاحظتها في غضون 30 يوما من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بجدري القردة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك