تنامي الإرهاب في غرب إفريقيا.. هل نجحت الاستراتيجية العالمية في مكافحته؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تنامي الإرهاب في غرب إفريقيا.. هل نجحت الاستراتيجية العالمية في مكافحته؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 8 مارس 2021 - 4:52 م | آخر تحديث: الإثنين 8 مارس 2021 - 4:52 م

تنتشر بعض الجماعات الإرهابية في قارة إفريقيا، خاصة في الجنوب الإفريقي، ومنها بوكو حرام، وجماعة نصرة الإسلام المرتبطة بالقاعدة، وداعش في غرب إفريقيا، وداعش في الصحراء الكبرى، وحركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، وغيرها، وتم اتخاذ العديد من الاستراتيجيات لمواجهة نمو هذه المجموعات المسلحة، ولكن هل حققت نجاحات على أرض الواقع؟

في آخر إصدارات مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، أعد مجموعة من التقارير والأبحاث التحليلية، التي ناقشت قضايا سياسية واقتصادية وأمنية مختلفة ترتبط بسكان القارة الإفريقية، وكان من ضمنها "العناصر المغيبة في مقاربات دول منطقة الغرب الإفريقي لمكافحة الإرهاب"، والذي أعده محمدو بمب درامي، الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية بداكار.

ويقول درامي: "إن دول الغرب الإفريقي، في سبيلها نحو مناهضة تحدي الإرهاب انساقت مع المقاربة العامة التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب، فإن الأمم المتحدة قد وضعت منذ سنة 2006 استراتيجية عالمية عرفت تحت اسم استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وهذه الاستراتيجية على أهميتها لم تنجح إلى الآن في إيقاف النزيف الناتج عن الإرهاب الدولي، فقد نشأ بين ظهرانيها كيان داعش ولم تنجح في محاصرة أيديولجيته، لمنعها من أن تتسرب إلى البلدان الإفريقية، ومنها مالي ونيجيريا وكوت ديفوار وبركينا فاسو".

ورصد الباحث عدة أسباب لعدم نجاح هذه الاستراتيجية، كان على رأسها أن أي مقاربة لانتشال الإرهاب العضال من سياقه الواقع فيه، يجب أن تكون منبثقة من السياق نفسه، وهو ما لم يحدث مع الوضع الإفريقي، ما تسبب في دوران الحلول خارج الفلك وعدم تلامس المشكلة على أرض الواقع.

وأضاف أن الاستراتيجية العالمية بنيت في كثير من أجزائها على منطق استخدام ما يسمى بـ"القوة الصلبة" المتمثلة في القوة العسكرية والاقتصادية، لمعالجة مشكلة الإرهاب الدولي، وهذه الدول الإفريقية بالنظر لمستواها الاقتصادي تفتقد العدة الأساسية التي يتوقف عليها تنفيذ هذه الاستراتيجية وبذلك تكون غير متجانسة مع واقع المنطقة.

وذكر درامي، عدة جوانب ينبغي أن تشملها بالضرورة تدابير مكافحة الإرهاب في سياق الغرب الإفريقي، وهي: تطوير سياسات فك العزلة الاقتصادية والإدارية للأقاليم النائية، وذلك لكسر الشعور بعدم الانتماء الذي يصاحب سكان هذه المناطق، حيث يقول درامي إن مما يجعل حس الانتماء الوطني ضعيق وهش الشعور بالتهميش الذي ينتج عن ضعف حضور السلطات الإدراية في الأقاليم النائية، وضعف الاهتمام الاقتصادي بها، ما يتخذه ذو النزعات الإنفصالية ذريعة لبث دعوة الاستقلال.

وذكر الباحث أمثلة على هذا، ومنها شمال بوركينا فاسو، حيث إن الذين يقومون بالهجمات الإرهابية في الدولة يركزون أنشطتهم الإجرامية على شمالها، في المنطقة التي تسمى الساحلية حيث نجد حضورا للسلطات.

والنقطة الأخرى المهمة، هو تبني سياسة تدبير الحقل الديني، من خلال الحفاظ على تبيعة المؤسسات الرسمية تحت قيادة الدولة، وذلك لا يتعارض مع كون بعض الدول الإفريقية علمانية الدستور، وكثير من الدول تجمع بين الإشراف على المؤسسات الدينية إلى جوار البنود العلمانية، مثل بلجيكا والنمسا.

وذكر الباحث أنه ركز على هذه النقطة لأن دول الغرب الإفريقي بدافع احترام حرية الاعتقاد والممارسة تركت أمر دور العبادة إنشاء وتيسييرا في يد الطوائف الدينية، ولم تسيجها بسياج من الضبط والتنظيم والمراقبة، فتنقلب هذه المؤسسات أحيانا إلى بؤر يصدر منها ما يؤدي إلى العنف والخطاب التحريضي.

ويقول درامي، أن مشكلة عدم اعتناء السلطات بضبط الخطاب الديني تكمن في أن بعض من ليس عنده حس مرهف بالمسؤولية قد يستغل الخطاب الديني الذي يحمله في تسفيه أو معاقبة الذي يخالفونه في الدين أو المذهب الفقهي أو العقائدي، والتحريض على بعضهم البعض.

وأضاف أن الحرية المطلقة في مجال الدين إذا لم تسيج بسياج من الضوابط قد تنقلب في كثير من الأحيان إلى عامل مؤذٍ واضطرابات اجتماعية.

لقراءة النص الأصلي للدراسة.
https://kfcris.com/pdf/21b27bd9728644da5892094fa645e32d602ba4435680f.pdf?fbclid=IwAR0_iV0gro_gG1aRA-saF3Y-FvUmtcI3PLSIjqe4_ttT-xM3Ai-i595c1J0



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك