فرنسا تجهض بيانًا أوروبيًا يدعو حفتر لوقف الزحف على العاصمة.. والسراج يتعهد باللجوء للمحكمة الجنائية الدولية
جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، الدعوة إلى وقف إطلاق النار فى ليبيا من أجل تفادى معركة دموية كبرى فى طرابلس، فيما واصل الجيش الوطنى الليبى عملية «طوفان الكرامة» التى تهدف لتحرير العاصمة من الميليشيات المسلحة والإرهابية.
وقال جوتيريش للصحفيين عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن إنه «ما زال هناك وقت لوقف إطلاق النار لتفادى الأسوأ وهو معركة دموية وكبيرة من أجل طرابلس»، وفقا لوكالة رويترز.
وأضاف جوتيريش: «لدينا موقف خطير للغاية وبالطبع يجب أن ننهيه»، ولخص مندوب ألمانيا بالمنظمة الدولية كريستوف هيوسجن الرئيس الحالى لمجلس الأمن الدولى قائلا إن بقية الأعضاء كرروا دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار.
وذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة أنه التقى بالسراج وبرئيس البرلمان الذى يتخذ من طرابلس مقرا له لبحث الوضع.
وشهدت محاور القتال وخاصة فى ضواحى العاصمة الليبية طرابلس معارك ضارية بين قوات الجيش الليبى والتشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق. واستخدم الجانبان فى القتال الأسلحة الثقيلة بما فى ذلك الراجمات والطيران الحربى، حيث شنت طائرات تابعة لحكومة الوفاق عدة غارات على مواقع للجيش فى مدينة غريان فى الجبل الغربى، وعلى أهداف فى محاور القتال فى قصر بن غشير وعين زارة، وفقا لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى.
وأعلن الجيش الليبى أن قواته أسقطت طائرة حربية من طراز «إل ــ 39»، تابعة للمجلس الرئاسى كانت تحاول الإغارة على قواته دون تحديد المكان.
ونشرت قوات حفتر على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تسجيلا مصورا تقول إنه يظهر سيطرتها على قاعدة حكومية بحى العزيزية فى جنوب طرابلس، وتظهر فى الصور مركبة مشتعلة وجنود يطلقون النار فى الهواء ويرددون «الله أكبر».
فى سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية وصفتها بـ«المطلعة» القول أن فرنسا عطلت صدور بيان عن الاتحاد الأوروبى يدعو المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبى، لوقف زحف قواته على طرابلس.
وقالت فيدريكا موجيرينى، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى إن موقف الاتحاد موحد فى الدعوة إلى هدنة والعودة إلى الدبلوماسية فى ليبيا، رغم فشل المسودة.
وكانت مسودة البيان تنص على أن الهجوم العسكرى بقيادة حفتر على طرابلس «يعرض المدنيين للخطر ويعرقل العملية السياسية ويهدد بمزيد من التصعيد الذى ستكون له عواقب وخيمة بما فيها التهديد الإرهابى لليبيا والمنطقة».
وتختلف فرنسا وإيطاليا بشأن كيفية معالجة أحدث جولة من التصعيد فى ليبيا، فلفرنسا نشاط فى قطاع النفط بشرق ليبيا وقال مسئولون ليبيون وفرنسيون إن باريس قدمت لحفتر فى السنوات الماضية مساعدات عسكرية، فيما تساند إيطاليا فائز السراج رئيس حكومة الوفاق.
إلى ذلك، تعهد السراج، بإحالة ملفات كل مرتكبى جرائم الحرب وانتهاكات القانون فى ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر المكتب الإعلامى للسراج، فى بيان، عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أنه تلقى أمس الأول اتصالا هاتفيا من المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودة.
وأكدت بنسودة خلال المكالمة، حسب البيان، على أن المحكمة الجنائية الدولية لن تتهاون ولن تتردد فى مقاضاة الأفراد المتهمين بجرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية، وفقا لتعريفات القانون الدولى».