تمر اليوم - 12 فبراير، ذكرى رحيل جورج أبيض، الذي رحل في فبراير 1959 عن عمر ناهز 78 عاما.

يعد جورج أبيض، أحد رواد المسرح الحديث، وصاحب بصمات مسرحية بارزة، ففرقته المسرحية ضمت في بدايتها نجوماً لمعوا بعد ذلك أبرزهم نجيب الريحاني.

وقدمت فرقته أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة على مدار 20 عاما، ومع بداية السينما الناطقة قدم أبيض أول فيلم غنائي مصري، وهو فيلم" أنشودة الفؤاد" عام 1932.

وتم اختياره كذلك كأول نقيب للمهن التمثيلية في 1943، وساهم في تأسيس معهد الفنون المسرحية وظل يدرس به حتى وفاته في 1959.

ومع ذكرى رحيله نستعرض مواقف بارزة من حياة الرائد المسرحي جورج أبيض في التقرير التالي:

* قدم مسرحية سياسية فأعجب الخديوي بدوره!

عاش جورج أبيض في بداية حياته من المعاناة والفقر، ليقرر الهجرة من موطنه لبنان متوجها إلى مصر طلباً للعمل، وبتسلام بالفعل عمل بسكك حديد الإسكندرية لأنه كان متخصصاً بالتلغرافات اللاسلكية.

ولكن حب التمثيل لم يفارقه، ليبدأ أبيض في عام 1902 بتكوين فرقة مسرحية، ولم يكتف بذلك بل أرسل رسالة للخديوي عباس حلمي الثاني، تحمل في طياتها دور المسرح وأهميته في تقدم الشعوب، وحاجة مصر الماسة لمسرح ومدرسة مدعمين من الدولة، غير أن الخديوي لم يرد على رسالته، وانتظر أبيض عامين دون يأس أو استسلام، حتى عام 1904، فأرسل للخديوي بطاقة يدعوه فيها لحضور مسرحية "البرج الهائل" على مسرح زيزينيا، ويقبل الخديوي الدعوة في هذه المرة، وبعد انتهاء المسرحية أبدى الخديوي إعجابا كبيرا بأبيض، وقرر إرساله لبعثة لفرنسا لدراسة التمثيل.

* يوسف وهبي أقنعه بالانضمام لفرقته مع محنته المالية!

مر مسرح جورج أبيض بضائقة مالية كبيرة في 1926 وتوقفت العروض المسرحية للفرقة، ومع تردد الخبر، فكر يوسف بك وهبي مؤسس فرقة "رمسيس" في إقناع أبيض بأن يتعاونا معاً بغرض تقوية الفرقة.

وتحدثت الكتابة راوية راشد عن تلك الواقعة في كتابها "يوسف وهبي: سنوات المجد والدموع" الصادر عن "دار الشروق" في 2016.

وتذكر راشد أن وهبي ذهب لمنزل جورج أبيض بجاردن سيتي لإقناعه بالانضمام لفرقته، وبعد مجهود طويل نجح وهبي في إقناعه بعد شروط كثيرة، أهمها أجر مرتفع، ووضع أسمه في بداية العرض، وتقديرا لمكانة أبيض وافق وهبي على تلك الشروط.

وكتب الكاتب الكبير توفيق الحكيم مقالا في صحيفة "البلاغ"، يشيد كثيرا بهذا التعاون الذي ضم اثنين من عمالقة المسرح، ووصفه بأنه دليل على أن الشعب المصري لا يقل ثقافة أو رقياً عن الشعوب الأوروبية، لأن مصر بها عظماء بالمسرح يقدمون إبداعا لا يقل عن المسارح في أوروبا.