وطنيات ثورة 1919 (13): «برسوم يبحث عن وظيفة».. أول فيلم مصري يوثق لفترة الثورة ومطالبها - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (13): «برسوم يبحث عن وظيفة».. أول فيلم مصري يوثق لفترة الثورة ومطالبها

حسام شورى:
نشر في: الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:35 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:35 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.

••••••••••••

 

يعتبر عام 1923 علامة فارقة في حقبة ثورة 1919 وفي تاريخ مصر؛ إذ تحقق فيه أحد أهم مطالبها باقرار أول دستور مصري، بعد الاستقلال في عام 1922.
وعلى الجانب الآخر، يعتبر عام 1923 محطة مهمة في تاريخ السينما المصرية؛ إذ خرج فيه فيلم «برسوم يبحث عن وظيفة»، وهو أول فيلم روائي صامت في مصر وإفريقيا مدته لا تتجاوز الـ16 دقيقة.

 

وطالما خرج الفيلم في هذه الحقبة، فبالطبع لن يكون بمعزل عن الوضع الاجتماعي والسياسي الذي كانت تعيشه مصر وقتها؛ فتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى، بين الترابط بين المسلمين والمسيحيين، فالبطل «برسوم»، هو مواطن مسيحي تربطه علاقة صداقة قوية بالشيخ «متولي»، والاثنان عاطلان عن العمل، ويعانيان من الفقر والجوع، ثم يتنافسان للحصول على وظيفة في أحد البنوك، الذى أخطأ مديره عندما دعاهما إلى مأدبة غداء بمنزله؛ ظنا منه أنهما رجلا أعمال، إلا أنه يكتشف الحقيقة ويطردهما، لتتوالى الأحداث بينهما، في ظل استمرارهما في البحث عن وظيفة.
الفيلم من بطولة: بشارة واكيم، عادل حميد، فيكتوريا كوهين، فردوس حسن، عبد الحميد زكي، محمد يوسف، سيد مصطفى، وانتاج وتصوير وإخراج محمد بيومي.

وبلغت ميزانيته قرابة الـ100 جنيه.

كان لافتا للنظر أن الفيلم، الذي يتعرض للوحدة الوطنية، يجمع ممثلين مختلفين في دياناتهم، كما كانت طبيعة المجتمع المصري حينها، فنجد بين أبطاله المسلم والمسيحي واليهودي.

يبدأ الفيلم بمجموعة من اللوحات التوضيحية، والتي تستمر خلال أحداثه، مكتوب عليها عبارات تفسر بعض مشاهد الفيلم، مكتوبة بالأبيض على لوحات سوداء ومترجمة إلي اللغة الفرنسية.
وتظهر لوحة مكتوب عليها: «بمطالعة الجرائد يستعين الشيخ متولي على مقاومة الجوع الذي لا بد منه».

 

يتبعها مشهد للشيخ متولي (بشارة وكيم) وهو يطالع جريدة «البلاغ»، ثم مشهد لامرأة تقوم بإلقاء الكثير من الجرائد من شباك منزله. ويجري الشيخ متولي على تلك الجرائد ويأخذها جميعها بنهم ثم يتبع ذلك المشهد لوحة «الجوع كافر».

ويظهر برسوم (عادل حميد)، البطل الآخر للفيلم، وهو مسيحي، ودلل المخرج على ذلك بأن بمجرد استيقاظ برسوم من النوم يؤدي بعض الصلوات وفي خلفيته على الحائط صورة للمسيح، يعلوها لوحة لعلم المملكة المصرية الوليدة ذي الهلال والثلاث نجوم، وأسفلهم عبارة «فليحيا الارتباط».

 

فكما هو واضح، أراد محمد بيومي توثيق حالة الوحدة التي يعيشها المجتمع، والتي كانت تمثل أبرز شعارته خلال ثورته «يحيا الهلال مع الصليب»، كما أنه قدم صورة حقيقية لحال المجتمع في هذه الفترة تحت الاحتلال الإنجليزي لمصر وبعد رفع الحماية عنها، إذ كان يعاني من الجوع والفقر والبطالة.

 

وهو ما عبر عنه في عبارات مثل «الجوع كافر» و«بني آدم فاضي للإيجار ولو باللقمة»، ومشهد استيقاظ برسوم النائم في كومة من القش والقمامة ويظهر عليه علامات الفقر، ومشهد لأحد الممثلين وهو يسرق رغيف العيش من «برسوم» فينقض عليه الشيخ «متولي» بالضرب، كذلك الصورة العامة لأغلب مباني الفيلم (بالرغم من جمال تصميمها) وملابس المارة فيه، والتي تبدو عليها البؤس والفقر.

 

عبر أيضا عن الروح التي كانت مسيطرة على أغلب المواطنين، بالرغم من سوء أحوالهم المعيشية، فكانوا حريصين على وطنيتهم، والتطلع لغد أفضل، وهو ما يظهر في مشهد للشيخ متولي وهو يبحث عن وظيف داخل الصحيفة، وقد وضع على حائط منزله صورة للزعيم سعد زغلول، وتحته مباشرة علم المملكة المصرية.

 

وتستمر أحداث الفيلم، لينتهي بالقبض على الصديقين، بعدما ضبطهما شرطي وهما نائمان على أحد الأرصفة بعد تناولهما وجبة دسمة مع مدير البنك.

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك