كشف عدد من رؤساء المجالس التصديرية عن وجود فرص كبيرة لمضاعفة حجم الصادرات المصرية إلى السوق الروسية، وتعمل تلك المجالس على دراسة البنود والعقبات والتسهيلات التى يمكن أن تقدمها الحكومة، خصوصا تسهيل عمليات النقل والحصول على المعلومات اللازمة عن أهم احتياجات السوق الروسية الآن.
وتخطط المجالس لدخول قطاعات جديدة ولأول مرة إلى روسيا، للاستفادة من هذه السوق الضخم.
وتنتظر المجالس وفد الشركات الروسية الذى سيزور مصر يناير المقبل، للتنسيق معها والاتفاق على تعويض معظم المنتجات التى تحتاجها السوق الروسية بعد حظر الصادرات التركية.
وتعد الفرصة حاليا مواتية أمام المصدرين، بعد القرار الروسى بحظر دخول الصادرات التركية لروسيا، لزيادة حجم الصادرات المصرية، التى شهدت انخفاضا ملحوظا خلال الـ 10 شهور الاخيرة من 2015، وهو ما دفع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، إلى عقد اجتماعا خلال الايام الماضية مع رؤساء المجالس التصديرية، لمناقشة كيفية الاستفادة من التوتر الروسى التركى وزيادة الصادرات المصرية إلى السوق الروسية، لاسيما وأن حجم الصادرات التركية بلغ العام الماضى لروسيا نحو 6 مليارات دولار.
وكلف قابيل رئيس جهاز التمثيل التجارى، بعقد اجتماعات مكثفة مع المستشار التجارى الروسى بالقاهرة لبحث هذا الأمر وتسهيل نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الروسية. وطلب من نظيره الروسى دينيس مانتوروف، إمداد مصر بقائمة وارداتها من تركيا حتى يتسنى لها ترتيب زيارة للمستوردين الروس إلى مصر للتعرف على الشركات المصرية المنتجة وبحث سبل توفير جميع احتياجاتهم من تلك المنتجات خلال الفترة المقبلة.
وتوقع المهندس على عيسى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن ترتفع حجم صادرات مصر الزراعية إلى السوق الروسية بنسبة تتراوح ما بين 15ــ20%.
وقال عيسى: «بدأ المجلس بالفعل دراسة كيفية زيادة صادراته إلى السوق الروسية، قطاع الحاصلات الزراعية يمتلك فرصا، لاسيما فى ظل زيادة الطلب عليها والدليل على ذلك التطور الملحوظ الذى شهدته صادرتنا خلال السنوات الماضية، حيث تصدر مصر ما بين 600 إلى 650 ألف طن منتجات زراعية بقيمة تصل إلى 310 ملايين دولار».
وأضاف أن تسهيل عملية نقل المنتجات إلى السوق الروسية وتيسير رحلات شحن جوى إلى جانب توفير خط بحرى سريع (رورو) سيعمل على سرعة نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الروسية بشكل كبير.
وقال أحمد الوكيل رئيس مجلس الأعمال المصرى الروسى، إن هناك فرصا تجارية واستثمارية كبيرة بين مصر وروسيا، فزيادة الصادرات والاستثمارات سيكون محور اهتمام ونقاش مع الوفد الروسى الذى سيزور القاهرة خلال الفترة القادمة برئاسة وزير الصناعة الروسى دينيس مانتوروف.
وأوضح الوكيل ان المجلس يعمل الآن على الاستفادة من العلاقات القوية التى تربط البلدين، وتابع: «لدينا توجه للترويج لفرص الاستثمار المتاحة فى السوق المصرية، وتنمية حجم مشروعات الشراكة بين القطاعيين الخاص المصرى ــ الروسى، بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجارى». 
وأشار الوكيل إلى أن الصادرات المصرية ستكون الرابح الأكبر ومن أكبر المستفيدين من توتر العلاقات بين تركيا وروسيا، ويهدف المجلس خلال الفترة القادمة إلى تذليل جميع العقبات التى تواجه المستثمرين من الجانبين، بالإضافة إلى العمل على زيادة حجم الصادرات المصرية إلى السوق الروسية.
ويتوقع الوكيل حدوث طفرة كبيرة فى حجم العلاقات التجارية بين البلدين خصوصا بعد انضمام مصر للاتحاد الأوراسى الاقتصادى.
وقال محمد قاسم رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، إن المجلس يعمل الآن على كيفية استعادة السوق الروسية الذى فقدته صناعة الملابس الجاهزة خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أنه بالرغم من حجم الصادرات الضئيلة للسوق الروسية، إلا ان الدراسات تؤكد امكانية زيادتها وبكميات كبيرة. وأشار إلى أن المجلس ينسق مع مختلف الجهات سواء جهاز التمثيل التجارى أو وزارة الصناعة، وباقى المجالس التصديرية لتحقيق اكبر مكاسب من قرار الروس بحظر الصادرات التركية.
وأكد أيضا سعيد أحمد، رئيس المجلس التصديرى للمفروشات المنزلية، عن وجود فرص كبير لقطاع المفروشات، لاسيما وان المنتجات التركية تعتبر من اهم المنافسين لمصر فى روسيا بشكل خاص، والسوق الأوروبية بشكل عام.
وأضاف أحمد أن المجلس بدأ بالفعل فى جمع المعلومات المطلوبة عن السوق الروسية وسيعرضها على الشركات المؤهلة للتصدير، متوقعا ارتفاع حصة القطاع التصديرية بنسب لا تقل عن 15%.
وقال هانى برزى، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إن المجلس يعكف حاليا على تحديد أوجه الاستفادة من الفرص المتاحة، وتابع: «سنطرق الأبواب، وسنقوم ببعثات ترويجية وعقد اتفاقات وشراكات مع كبريات السلاسل التجارية الموجودة فى السوق الروسية لضمان نفاذ منتجاتنا إلى هناك».
الجدير بالذكر أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا، شهد ارتفاعا كبيرا خلال العام الماضى 2014 بنسبة 86% ليصل إلى 5.4 مليار دولار، كما ارتفعت الصادرات المصرية خلال نفس الفترة بنسبة 22.3% لتصل إلى 540 مليون دولار. 

وتتمثل أهم الصادرات المصرية لروسيا فى البطاطس والخضراوات المجمدة والبرتقال والأجهزة الكهربائية، فى حين يستحوذ القمح والبترول على النصيب الأكبر للواردات المصرية من روسيا، بينما بلغ إجمالى الاستثمارات الروسية فى مصر نحو 70 مليون دولار، معظمها فى قطاعات السياحة والإنشاءات، فى حين بلغت الاستثمارات فى روسيا نحو 9 ملايين دولار.
ــــ