نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسئول في البيت الأبيض، أنه من المتوقع أن يستقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع، بشكل غير رسمي في الرياض، اليوم الأربعاء، في لقاء هو الأول من نوعه منذ ربع قرن؛ حينما التقى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، بالرئيس الراحل حافظ الأسد في جنيف عام 2000.
وقال المسئول الأمريكي: "وافق الرئيس على إلقاء التحية على الرئيس السوري أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية غدًا".
من جانبه أضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، أنه يعتزم رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن الخطوة تهدف إلى منح البلاد "فرصة للازدهار".
وتابع ترامب: “تلك العقوبات كانت تشل الاقتصاد السوري، وكانت ضرورية في وقت سابق، لكن الآن آن الأوان كي تلمع سوريا من جديد".
وعقب الإعلان، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر احتفالات في عدد من الشوارع السورية، حيث خرج مواطنون على متن سياراتهم، رافعين الأعلام ومرددين هتافات ترحيب بالقرار الأميركي.
ويكتسب لقاء ترامب مع الشرع أهمية خاصة؛ حيث إن علاقة الرئيس السوري الجديد مع الولايات المتحدة اتخذت منحيات درامية، بوجوده في سنوات شبابه الأولى في مواجهاتها ضمن صفوف القاعدة، ما جعله على قوائم المطلوبين، ومع سقوط نظام الأسد تبدلت لهجة الطرفين من الصدام للتقارب والتعاون.
*الجهاد في العراق وسجن بوكا
بدأ الشرع الذي كان يُعرف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، مسيرته القتالية في العراق عقب الغزو الأميركي عام 2003، حيث التحق بتنظيم القاعدة هناك الذي شكّل لاحقًا النواة الأولى لتنظيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وفي عام 2005، اعتُقل في معسكر بوكا، أحد أبرز مراكز الاعتقال التي أنشأتها القوات الأميركية، وهناك تبلورت قناعاته الجهادية، وتعرّف على أبو بكر البغدادي، الذي سيصبح لاحقًا زعيم التنظيم المعروف بـ"داعش"، بحسب تقرير نشرته "بي بي سي".
على رادار واشنطن: كيف أصبح الجولاني هدفًا بعشرة ملايين دولار
نقلاً عن قناة "الحرة" الأميركية، فقد انخرط أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، في الساحة الجهادية عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث التحق بتنظيم القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، واعتُقل لاحقًا من قبل القوات الأميركية وقضى خمس سنوات في أحد سجونها.
وفي عام 2011، ومع اندلاع الثورة السورية، كلّفته قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بتأسيس فرع تابع لها داخل سوريا، فأسس جبهة النصرة التي أصبحت لاحقًا أحد أبرز أفرع القاعدة في المنطقة.
وفي عام 2013، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسم الشرع على قائمة الإرهاب الدولية، متهمةً جبهة النصرة بتنفيذ تفجيرات وهجمات تسببت بمقتل آلاف المدنيين.
ووفقًا لتقرير لمركز “ستراتفور” نُشر في العام ذاته، كان يُنظر إلى الجولاني باعتباره أحد الأعمدة الأساسية لمشروع القاعدة الإقليمي، خاصة بعد أن صرّح في مقابلة أنه وسّع التنظيم من مجموعة محدودة إلى آلاف المقاتلين في أشهر.
وفي عام 2016، أعلن الجولاني فك ارتباطه بالقاعدة وتغيير اسم جماعته إلى "جبهة فتح الشام”، ثم إلى "هيئة تحرير الشام"، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، إلا أن وزارة الخارجية الأميركية وصفت الخطوة بأنها "مناورة تكتيكية"، بحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
وفي عام 2017، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد موقعه أو اعتقاله، وظلت المكافأة سارية حتى بعد سقوط الأسد والظهور العلني للشرع في تجمعات شعبية أو لقاءات مع صحف ومحطات أجنبية.
وبعد نحو أسبوعين، أبلغت مبعوثة أميركية زعيم الإدارة الجديدة بإلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، بينما رحبت بـ"الرسائل الايجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدا بمحاربة الإرهاب.
*الشرع يبارك فوز ترامب: زعيم سيجلب السلام
وعقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، أصدر أحمد الشرع بيانًا رسميًا بصفته ممثلاً للإدارة الجديدة في سوريا، قال فيه: "لقد جلب العقد الماضي معاناة هائلة لسوريا، حيث أدى الصراع إلى تدمير أمتنا وزعزعة استقرار المنطقة. نحن على ثقة من أن الرئيس ترامب هو الزعيم الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة"