غداة هجوم المتمردين الحوثيين فى اليمن بطائرات دون طيار "درونز" على مصفاتى نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة، رجحت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية، اليوم الأحد، أن يؤدى الهجوم إلى خفض قيمة الطرح الأولى المرتقب لأسهم الشركة فى البورصة.
وأوضحت الوكالة أنه بينما كان يناقش المصرفيون مسألة الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية خلال اجتماع في فندق ريتز كارلتون بدبي الأسبوع الماضي، كان قد تم وضع خطة الهجوم على منشأتها ، والذى تسبب في خفض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف.
وذكرت "بلومبرج" نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن "شركة أرامكو عملاق النفط السعودي قامت بتسريع الاستعدادات لطرح الأسهم الذى قد يجرى فى الرياض فى نوفمبر المقبل، حيث اجتمع العشرات من المصرفيين من مجموعة جيه.بي مورجان تشيس آند كو، ومجموعة سيتي جروب، الأسبوع الماضى، لبحث الطرح الأولى المرتقب، ومن المقرر أن يتم تقديم العروض المبدئية لعملية الطرح خلال الأسبوع الجارى.
وقال أيهم كامل، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة المخاطر السياسية "مجموعة أوراسيا": "إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيدفع الشركة لإثبات قدرتها على مواجهة تحديات الإرهاب والحرب"، مضيفا أن "الهجمات يمكن أن تعقد خطط طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام".
وقالت "مجموعة أوراسيا" فى تقرير لها: "لن يكون للهجوم الأخير على منشآت أرامكو سوى تأثير محدود على الاهتمام بأسهم أرامكو لأن المرحلة الأولى من الطرح العام ستكون محلية، فقد لا تأخذ تقديرات التقييم الحالية لأرامكو وأصولها في الاعتبار بالكامل المخاطر الجيوسياسية"
ولفتت المجموعة إلى أن الطرح على الصعيد الدولي سيكون أكثر حساسية للمخاطر الجيوسياسية.
من جهته، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي كابيتال ، محمد علي ياسين، عن اعتقاده بأن الهجوم قد يؤخر طرح أسهم أرامكو حتى في البورصة المحلية، ويمكن أن يؤثر سلبًا على عملية التقييم الخاصة بالطرح، حيث شهد المستثمرون نموذج حي لمستويات المخاطرة في عائدات الشركة المستقبلية وأعمالها، فتلك المستويات كانت منخفضة جدًا قبل الهجوم".
وتابع: "لدى أرامكو مصدر رئيسي واحد للدخل هو النفط، فهذه هي قوتها، لكنها الآن تصبح نقطة ضعفها الأكبر إذا تعطلت".
من جهته، قال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة "قمر إنرجي" للاستشارات والاستثمارات في مجال الطاقة (مقرها دبي)، إنه "سيكون من المستحيل المضي قدمًا في طرح أسهم أرامكو إذا استمرت تلك الهجمات".
وأضاف ميلز: "تقدر قيمة أرامكو مثل شركة شل أو إكسون موبيل بنحو 1.2 إلى 1.4 تريليون دولار، لكن تلك القيمة ستنخفض بشكل كبير إذا قمنا بتطبيق عوامل الخطر الخاصة بعمل الشركة".