فى أضواء النيون الخافتة ليلا بمقاطعة هوندى وسط العاصمة الكورية الجنوبية سيول، ثمة عامل بناء يشير بيديه نحو مبني يحمل الطراز الشمالى بينما يقول: "إنها حانة بيونج يانج" بنفس اسم عاصمة كوريا الشمالية.

ووفقا لـ"فرانس 24" فإنه نظرا لأنه لا توجد أى خطوط هواتف ولا بريد ولا إنترنت تربط الجنوبيين بالجارة الشمالية قرر مالك تلك الحانة أن يعيش زبائنه تجربة الإقامة فى كوريا الشمالية.

الغريب أن المالك جونج وو كوينج، لم يذهب شمال المنطقة العازلة بين الكوريتين أبدا، ولكنه قرر أن يكون مطعمه خيالا عابرا للحدود.

وكل شيء بالمبنى، يذكر بكوريا الشمالية فاللافتات صممت بالطراز الشمالى والجدران مطلية باللون الأخضر المميز لبنايات الشمال والشعارات كتبت باللون الأبيض على خلفية حمراء اشتهرت بها منشورات دعايا كوريا الشمالية.

ولكن بدلا من أن تحمل الشعارات شمالية المظهر مدحا لسياسات الزعيم الشمالى بما يخالف قوانين الجنوب فالشعارات مكتوبة بمحتوى أكثر مرحا مثل "فلنستمتع بمشروب بارد".

وبعض الشعارات جاءت محذره بنوع من السخرية، مثل "من يدخن ذلك المطعم فسيقدم لفرقة إعدام عسكرية" فى إشارة لأنواع العقوبات فى كوريا الشمالية.

وقبل أن يتم البناء أمرت الحكومة الجنوبية جونج، بأن لا يتضمن مطعمه أى صور للزعيمين الشماليين كيم إيل سونج وكيم جونج إيل وكلاهما والد وجد الزعيم الحالى كيم جونج أون.

ويقول جونج الذى كتب اسم بيونج يانج على مطعمه بالهجاء الإنجليزى "لا الشمالى"، إنه لا يهدف للترويج لكوريا الشمالية ولكن هدفه مجرد الربح.

ويضيف جونج أنه فى الأساس مالك مطعم يابانى ولكن مع الخلافات الكورية اليابانية الأخيرة، نزلت أرباح المطعم للنصف.

ولكن بالمقابل حينما أصبح المطعم شمالى يقول جونج: "كثيرون يأتون لمطعمى الجديد منهم من يحب كوريا الشمالية ومنهم من يكرهها ولكن 90% منهم جاء للمرح ليس أكثر".

وعلى منيو المطعم هناك الوجبات الشمالية كالنودلز البارد، وأنواع خمور يتم إنتاجها فى الشمال، وكذلك هناك بعض الوجبات الخفيفة التى توزع معها هدايا من تلك المتداولة بكوريا الشمالية.

ومعظم رواد المطعم هم جنوبيون فضوليون وبعض الشماليون الهاربون من الشمال.

وتقول نومن هى التى هربت من الشمال منذ 4 سنوات، إن المطعم بذل جهدا كبيرا على ما يبدو فى عمل تلك الشعارات التى تبدو مألوفة لأى شخص شمالى.

وتضيف نومان أن مثل ذلك المطعم قد يساهم بدفع العديد من القضايا كوحدة الكوريتين والترويج لها.

وتتابع نومان أنها تتمنى لو حدث ورأت بكوريا الشمالية مطعم باسم سيول أو بوسان المدينتين الشهيرتين بالجنوب، لأنها ستعلم حينها أن كوريا الشمالية تغيرت للأفضل حسب قولها.