دراسة حديثة بقيادة باحثة مصرية تكشف عن وجود فرع مندثر من النيل بٌني على ضفافه 31 هرما - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 4:17 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دراسة حديثة بقيادة باحثة مصرية تكشف عن وجود فرع مندثر من النيل بٌني على ضفافه 31 هرما

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 17 مايو 2024 - 5:16 م | آخر تحديث: السبت 18 مايو 2024 - 8:45 ص

نشرت دورية نيتشر العلمية دراسة حديثة مثيرة حول حقيقة بناء 31 هرما مصريا على امتداد فرع قديم مُندثر لنهر النيل، عرضه تفاوت بين 200 و700 متر، والدراسة أُجريت برئاسة الباحثة وعالمة المصريات إيمان غنيم، وشارك فيها تيموثي ج.رالف، وسوزان أونستين، ورغدة البهيدي، وجاد القاضي، ومحفوظ حافظ، ومحمد فتحي، ومجدي عطية، وغيرهم.

ووفقاً للفريق المنتمي إلى جامعة نورث كارولينا: " في هذه الدراسة نقدم أدلة الاستشعار عن بعد والجيومورفولوجية وحفر التربة والأدلة الجيوفيزيائية لدعم وجود فرع نهر قديم مفقود منذ فترة طويلة، وتقديم أول خريطة للوضع الهيدرولوجي القديم في المنطقة الممتدة من الليشت إلى الجيزة".

أوضح الباحثون أن العثور على فرع الأهرامات ليس فقط أمرًا حاسمًا لفهم سبب بناء الأهرامات في هذه المناطق الجغرافية المحددة، ولكن أيضًا لفهم كيفية الوصول إلى الأهرامات وبنائها من قبل السكان القدماء، "لقد تكهن العديد من العلماء بأن المصريين القدماء استخدموا نهر النيل للمساعدة في نقل مواد البناء إلى مواقع بناء الأهرامات، ولكن حتى الآن، لم يتم اكتشاف فرع النيل القديم هذا أو رسم خرائط له بالكامل، ويمكن أن تساعد هذه الدراسة على فهم الوضع الهيدرولوجي السابق لهذه المنطقة بشكل أفضل، والذي سيساعد بدوره في معرفة المزيد عن المعايير البيئية التي ربما أثرت على قرار بناء هذه الأهرامات في مواقعها الحالية خلال فترة مصر الفرعونية".

وأشارت الدراسة إلى أن "صور رادار الاصطناعي SAR وبيانات الارتفاع الرادارية عالية الدقة لسهل فيضان النيل وأطرافه الصحراوية، بين جنوب اللشت ومنطقة هضبة الجيزة، توفر دليلاً على وجود أجزاء من فرع نهر قديم رئيسي يحد 31 هرمًا يعود تاريخها إلى المملكة القديمة إلى الفترة الانتقالية الثانية من 2686 إلى 1649 قبل الميلاد، وتمتد بين عصر الأسرات".

ذكرت الدراسة أن الأمر كان مُحاطاً بصعوبة بالغة نظراً لأن الفرع محجوباً بالحقول المزروعة في سهول فيضان النيل، إلا أن التعبيرات الطبوغرافية الدقيقة لهذا الفرع السابق، والتي أصبحت الآن غير مرئية في بيانات الأقمار الصناعية الضوئية، يمكن تتبعها على سطح الأرض من خلال بيانات رادار TanDEM-X (TDX) ومؤشر الموقع الطبوغرافي (TPI).

ويشير تحليل البيانات إلى أن قناة التوزيع الجانبية هذه تقع بين 2.5 و10.25 كم غرب نهر النيل الحديث، ويبدو أن عمق القناة السطحية للفرع يتراوح بين 2 و8 أمتار، ويبلغ طول القناة حوالي 64 كم وعرضها 200-700 م، وهو ما يشبه عرض مجرى النيل المجاور المعاصر، وحجم فرع الأهرامات واستمراريته الطولية وقربه من جميع الأهرامات في منطقة الدراسة يدل على وجود ممر مائي وظيفي ذو أهمية كبيرة.

كما تُظهر عينات الرواسب -التي تم جمعها باستخدام حفار التربة العميق- وجود رواسب متوسطة إلى خشنة في العمق، مثل الرمال، التي تعتبر نموذجية لرواسب قنوات النهر، وهذا يُرجح وجود فرع نهري نشط بالقرب من موقع الأهرامات في الماضي.

وبهذا تكون نتائج الدراسة متفقة مع ما خلصت إليه دراسة سابقة من أن المهندسين المصريين القدماء يرجح أنهم استعانوا بقناة مائية مندثرة من الأفرع القديمة لنهر النيل، لنقل مواد البناء والمؤن إلى هضبة الجيزة، وتوضح النتائج الحديثة كيف كان فرع النيل القديم يلتف على طول مواقع العديد من الأهرامات، ويقع مجمع الموانئ الذي افترض الباحثون أنه خدم الأهرامات على بُعد أكثر من 7 كيلومترات غرب نهر النيل الحالي، وأسفرت عمليات الحفر الأساسية التي تم إجراؤها خلال أعمال التنقيب حول الجيزة الحديثة عن أدلة في طبقات صخرية تتوافق مع فرضية وجود فرع قديم لنهر النيل يمتد نحو قاعدة الأهرامات.

أشار الباحثون إلى أن الأهرامات الملكية في مصر القديمة ليست آثارًا معزولة، بل انضمت إلى عدة هياكل أخرى لتشكل مجمعات، إلى جانب الهرم نفسه، حيث يضم مجمع الهرم المعبد الجنائزي بجوار الهرم، ومعبد الوادي بعيدًا عن الهرم على حافة مسطح مائي، وجسر طويل منحدر يربط بين المعبدين، والجسر هو ممر احتفالي مرتفع، يوفر الوصول إلى موقع الهرم وكان جزءًا من الجوانب الدينية للهرم نفسه، وفي منطقة الدراسة تبين أن العديد من ممرات الأهرامات تسير بشكل متعامد مع مجرى فرع الأهرامات وتنتهي مباشرة على ضفة النهر.

وترجح الدراسة وجود عدد لا يحصى من معابد الوادي في مصر لم يتم العثور عليها حتى الآن، وبالتالي ربما لا تزال مدفونة تحت الحقول الزراعية ورمال الصحراء على طول ضفة نهر فرع الأهرامات، "ومع ذلك، فقد نجت خمسة من معابد الوادي هذه جزئيًا وما زالت موجودة في منطقة الدراسة، وتشمل هذه المعابد معابد الوادي للهرم المنحني، وهرم خفرع، وهرم منقرع من الأسرة الرابعة؛ ومعبد الوادي لهرم ساحورع من الأسرة الخامسة، ومعبد الوادي لهرم بيبي الثاني من الأسرة السادسة، وجميع المعابد المذكورة ترجع إلى عصر الدولة القديمة، وتم العثور على هذه المعابد الخمسة الباقية بجوار ضفة نهر فرع الأهرامات، مما يشير بقوة إلى أن فرع النهر هذا كان يعمل بشكل متزامن خلال عصر الدولة القديمة، في وقت بناء الهرم".

وساعد تحليل الارتفاع الأرضي للأهرامات "الـ 31" وقربها من السهول الفيضية، داخل منطقة الدراسة، في تفسير الموقع ومستوى المياه النسبي خلال الفترة ما بين عصر الدولة القديمة والفترة الانتقالية الثانية (حوالي 2649-1540 قبل الميلاد)، أي أن فرع الأهرامات هذا كان يتمتع بمستوى مرتفع من المياه خلال الجزء الأول من الدولة القديمة، خاصة خلال الأسرة الرابعة، ويتضح ذلك من ارتفاع الأرض والمسافة الطويلة من السهول الفيضية للأهرامات التي يرجع تاريخها إلى تلك الفترة، وأظهرت بيانات الدراسة أن فرع الأهرامات قد وصل إلى أدنى مستوى له خلال الأسرة الخامسة، واستمر الفرع المائي في التحرك شرقًا حتى فقد تدريجيًا معظم امداداته المائية في عصر الدولة الحديثة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك