طيلة 14 عامًا كان رجله الأول ويُنفذ تعليماته، وكان ولاءه الأول والأخير له، ولم يكن يتخيل أن ينقلب عليه ويتبرأ منه ومما فعله بأوامر منه...هذا هو حال مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه موجة كبيرة من الاتهامات، تدفعه للاعتراف بخطايا الرئيس، والذي قوبل بنفي من ترامب بأنه كان على علم بما كان يفعله كوهين، وأنه لم يطلب منه خرق القانون.

كوهين يعمل كمحامي لدى ترامب ومستشار خاص له منذ عام 2006 وحتى مايو 2018، وكان يُعد أحد أقرب الشخصيات المقربة للرئيس الأمريكي؛ نظرًا للثقة به.

وعقب خروجه من البيت الأبيض وانتهاء عمله مع الرئيس الأمريكي، بدأت تحقيقات فيدرالية ضده، وواجه ثماني تهم منها مايتعلق بمخالفات في "تمويل الحملات الانتخابية والتزوير الضريبي والتزوير المصرفي"، وأكد المحامي المخضرم أن كل مافعله كان بعلم من الرئيس الأمريكي. لتبدأ موجة من السجال والنفي والاتهامات المتبادلة بينه وبين الرئيس.

وترصد «الشروق» أبرز محطات الصراع بين الرئيس دونالد ترامب ومحاميه السابق مايكل كوهين.

- كوهين من الاعترافات للسجن...

تزوير استطلاع رأي لصالح ترامب:

صباح اليوم الجمعة، اعترف مايكل كوهين، أنه شارك في تزوير استطلاعات للرأي تخص ترامب بمعرفة من الرئيس الأمريكي.
وكتب كوهين عبر تويتر: "فيما يتعلق بمقال "وول ستريت جورنال" حول التزوير في الاستطلاع، فإنني أقدمت على ذلك بعلم من دونالد ترامب، الشخص الوحيد الذي استفاد من ذلك، أنا نادم من كل قلبي على ولائي الأعمى لشخص لا يستحق هذا الولاء".

برج ترامب في موسكو:

الاحتيال وخرق قانون الانتخابات والتزوير الضريبي والمصرفي، وتهم أخرى وجهتها المحكمة لمحامي الرئيس الأمريكي، الذي استمر في انكار جميع التهم، حتى اعترافه منتصف شهر أغسطس الماضي.

كوهين اعترف أمام المحكمة الفدرالية في مانهاتن، بتقديم إفادات كاذبة للكونجرس بشأن القضية المتعلقة بمشروع لمؤسسة ترامب في موسكو خلال استجوابه عام 2017، وبرر ذلك بسبب ولاءه لترامب وقتها.

وقال محامي الرئيس، حينها، إن مؤسسة ترامب أوقفت أعمالها الخاصة بمشروع عقارات في موسكو بحلول يناير 2016، أي قبل الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، حتى اعترافه الذي أكد خلاله أن الأعمال استمرت حتى يونيو 2016.

فيما كشف موقع "بازفيد" الإخبارى الأمريكى، أمس الخميس، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وجه محاميه مايكل كوهين، ليكذب أمام الكونجرس بشأن خطط بناء برج ترامب فى موسكو.

دفع أموال لامرأتين لضمان صمتهما:
مكتب التحقيقات الفيدرالي، عثر على مراسلات بين ترامب وكوهين، تكشف عن دفع الأخير مبالغ مالية للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، التي ادعت أنها كانت على علاقة جنسية مع ترامب.

واعترف كوهين أمام المحكمة بالتهمة، مؤكدًا أن ترامب كان على دراية بأن من الخطأ دفع أموال مقابل شراء صمت أشخاص خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

وقال كوهين، إنه سدد بطلب من ترامب مبلغي 130 و150 ألف دولار لامرأتين ادعتا أنهما أقامتا علاقات مع الرئيس الأمريكي، لشراء صمتهما وعدم التأثير عليه خلال الانتخابات.

الاعتراف أمام مولر:

أعلن كوهين في وقت سابق، أنه على استعداده للإدلاء بشهادته للمدعى الخاص روبرت مولر الذي يحقق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية 2016، وأكد محامي ترامب أن موكله كان على علم بنوايا نجله بلقاء المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا ومواطنين روس آخرين.

المعاقبة بالسجن:
في ديسمبر من العام 2018، أصدرت المحكمة حكمًا يقضي بالسجن 36 شهرًا على مايكل كوهين، ليكون أول عضو في الدائرة المقربة لترامب يُعاقب بالسجن على خلفية تحقيقات بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

وبالتزامن مع تلك العقوبة سيقضي محامي ترامب عقوبة بالسجن لمدة شهرين بتهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة أمام الكونجرس بشأن مشروع "برج ترامب" العقاري في موسكو. وبجانب عقوبتي السجن، أصدرت المحكمة حكمًا بمصادرة نحو مليوني دولار من أمواله.

- ترامب يواجه محاميه السابق...

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفوت فرصة للرد على محاميه السابق مايكل كوهين، ودائما ماكان ومازال يهاجمه وينفي علمه بكل التهم التي اعترف بها كوهين.

ترامب يرد بشأن البرج في موسكو:
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد أي صفقات في موسكو، وعلق على اعترافات كوهين: قائلاً "إنه شخص ضعيف وليس ذكيا جدا، وقد جلب لنفسه السجن لمدة طويلة، وهو يحاول الآن تقليصها من خلال افتعال هذه القصة".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "هذه الصفقة لم تعقد"، وأن إتمام الصفقة كان أحد الخيارات قبل أن يقرر التخلي عنها.

النفي بخرق قانون الانتخابات:

أكد الرئيس الأمريكي أن الأموال التي دفعها كوهين قبل انتخابات 2016، لا تشكل انتهاكًا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية.

وخلال مقابلة عبر شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال أن تسديد الأموال ليس انتهاكا للحملة، وإنها لم تُدفع من صندوق الحملة، وأنه دفعها من حسابه الشخصي.

لم أطلب من كوهين خرق القانون:
عقب الحُكم بسجن مايكل كوهين، كتب ترامب عبر حسابه الشخصي عبر موقع "تويتر"، "لم أطلب من مايكل كوهين أبدا أن يخرق القانون، لقد كان محاميًا وكان من المفترض أن يعرف القانون، ما حدث يُطلق عليه طلب المشورة وعلى المحامي مسؤولية كبيرة إذا حدث خطأ، ولهذا يحصل المحامون على أجورهم".

تعيين كوهين كان خطأ:
خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": قال ترامب إنه "لم يعط أي تعليمات مطلقا لكوهين باقتراف أي شيء سيء، وأن كل ما ارتكبه قام به بإرادته الشخصية".
وأكد ترامب أن كوهين تعاون مع مجري التحقيق لإحراج الرئيس وتقليص مدة العقوبة بالسجن، واصفًا قرار توظيفه بالخطأ.