تماثيل أثرية غامضة من خريسان بالأردن.. ربما استخدمت في «عبادة الأسلاف» - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 2:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تماثيل أثرية غامضة من خريسان بالأردن.. ربما استخدمت في «عبادة الأسلاف»

محمد نصر
نشر في: السبت 18 يوليه 2020 - 4:29 م | آخر تحديث: السبت 18 يوليه 2020 - 4:29 م

أشار بحث جديد لعلماء آثار إسبان، إلى أن تحفًا مصنوعة من حجر الصوان يبلغ عمرها نحو 10 آلاف عام، عُثر عليها في موقع دفن من العصر الحجري الحديث في الأردن، قد تكون تماثيل بشرية عبرت عن نوع من التصوير المبكر للأقارب المتوفين، وربما تم استخدامها لـ"عبادة الأسلاف".

على بعد 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة الأردنية، عَمان، اكتشف الفريق الإسباني عام 2016 أكثر من 100 قطعة أثرية غامضة في موقع خرايسين الأثري، تعود إلى 7500 قبل الميلاد.

في عام 2014، كان الفريق الأثري قد بدأ في حفر الموقع الذي يعتبر من أقدم الأدلة على وجود القرية، حيث بنى الناس المنازل وعاشوا على مدار السنة، منذ 9000 عام قبل الميلاد حتى 7000 عام قبل الميلاد على الأقل، وفقا لمجلة "نيو ساينتست" العلمية.

وفقا للبحث المنشور في مجلة "Antiquity" المتخصصة في علم الآثار، 6 يوليو الجاري، وجد العلماء القطع الأثرية في طبقات تعود إلى الألفية الثامنة قبل الميلاد؛ ويفترض الباحثون أن القطع ربما "تم تصنيعها والتخلص منها" خلال الاحتفالات الجنائزية "التي تضمنت استخراج الرفات البشرية ومعالجتها وإعادة دفنها".

بحسب موقع "لايف ساينس" الإخباري للعلوم، بعد أن اكتشف أحد أعضاء الفريق في خرايسين العديد من القطع الأثرية المصنوعة من الصوان، التي يتراوح حجمها من 1 إلى 5 سم، اقترح أنها ربما ترمز إلى شخصيات بشرية، مع رأس بارز يحيط به فتحتان على كل جانب يمكن أن تمثل قمة الكتفين والوركين.

شكك الفريق البحثي في افتراض زميلهم الدكتور خوان خوسيه ايبانييث، الباحث في العصر الحجري الحديث بمعهد ميلا اي فونتانالس لأبحاث العلوم الإنسانية بإسبانيا، وقال إيبانييث إن فكرته قوبلت لأول مرة بابتسامات ساخرة ومتشككة.

ولكن عندما وجد الفريق المزيد من قطع الصوان ذات الشكل الغريب، أخذوا الفكرة على محمل الجد. يقول ايبانييث: "لقد سلمنا بأنها كانت جميعها أشياء متناسقة وملائمة لبعضها ولم تكن معروفة من قبل".

يبرهن البحث على أن شكل "آلة الكمان" الذي يميز تلك القطع الغريبة المكتشفة، يشبه أشكال منحوتات الشرق الأدنى من العصر الحجري الحديث التي تصور الأشخاص بشكل لا لبس فيه، وفقا لـ"لايف ساينس"، حيث قارن الفريق إحصائيا أبعاد القطع المكتشفة في خرايسين بأبعاد المنحوتات البشرية المكتشفة في موقع عين غزال الأثري من العصر الحجري الحديث، ووجد أن تشبه آلة الكمان أيضا.

وتابع ايبانييث: "كان على علماء الآثار الأكثر تشككا في فريقنا قبول ذلك، على الأرجح كانت تماثيل بشرية".

وفقا لـ"لايف ساينس"، فقد استخدم مجتمع العصر الحجري الحديث في خرايسين حجر الصوان على نطاق واسع لصنع الأدوات الحجرية، والتي شملت شفرات القطع والكشط. وربما كانت قطع الصوان قد استخدمت كسلاح أو أداة، حيث إن الفتحات الجانبية المزدوجة في القطع -والتي فسرها علماء الآثار على أنها الأكتاف والوركين- يمكن أن تكون قد استخدمت لربط الصوان على رمح. إلا أن القطع المكتشفة لم يكن لديها حواف يمكن استخدامها للقطع، ولم تكن هناك علامات على التآكل، مما يشير إلى أنها لم تستخدم أبدًا كأدوات.

وفقا لـ"ايبانييث"، إضافة إلى ذلك، فإن القطع تم العثور عليها في موقع للدفن حيث تم دفن البشر، حيث أظهرت الحفريات أن العديد من المقابر تم فتحها بعد الدفن، وتمت إزالة بعض الأجزاء، الرؤوس وعظام الأطراف الطويلة في الغالب، ثم استخدمها السكان في الطقوس، قبل إيداعها في حفر في المقبرة. كما أودعت أوعية حجرية وسكاكين وأدوات أخرى في نفس الوقت.

وأوضح ايبانييث: "نعتقد أن التماثيل كانت جزءًا من أدوات الطقوس هذه، ربما تم صنعها واستخدامها خلال طقوس تذكر الميت".

• تغييرات العصر الحجري الحديث

ويقول ايبانييث: "بالرغم من أن رسم وتصوير الحيوانات كان شائعًا حتى أوائل العصر الحجري الحديث، إلا أن تصوير الأشخاص لم ينتشر إلا بعد حوالي 8500 قبل الميلاد. وقد تفسر تماثيل خرايسين السبب"، موضحا أنه إذا كانت التماثيل دليلاً على طقوس عبادة الأسلاف، فإن تصاعد هذا الشكل من العبادة في جميع أنحاء المنطقة قد يفسر الوتيرة المتزايدة لتصوير البشر، مشيرا إلى أن العلاقة بين الأحياء وأجدادهم كانت مهمة في المجتمعات الزراعية الأولى في العصر الحجري الحديث، حيث كانت التنظيمات الاجتماعية متجذرة في مناطق محددة.

لا يزال بعض العلماء غير المشاركين في الدراسة غير مقتنعين بالنتائج، حيث رفض آلان سيمونز من جامعة نيفادا، الذي قاد عمليات التنقيب عن عدد من التماثيل من العصر الحجري الحديث في عين غزال، قائلا إن تفسير الذي طرحه البحث بأن القطع هي تماثيل بشرية "غير معقول"، إلا أن "الاقتراح بأن هذه "التماثيل" ربما استخدمت لتذكر الموتى مفتوح لتفسيرات أخرى.

وتقول كارينا كروشر، من جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة، وقد درست مدافن العصر الحجري الحديث في أماكن أخرى في الأردن، إنها قبلت بفكرة أن تكون القطع الأثرية المكتشفة هي تماثيل بشرية، لكنها تضيف أن الممارسات الجنائزية قد تمثل محاولة "لإبقاء الموتى على مقربة"، بدلاً من كونها شكلاً من أشكال عبادة الأسلاف.

في حين تقول أبريل ناويل، عالمة آثار في جامعة فيكتوريا الكندية، لمجلة "نيو ساينتست"، إن فرضية الفريق تثير اهتمامها لكنها فرضية تشير إلى أن "البشر جيدون جدًا في تخيل الوجوه في الأشياء الطبيعية"، مضيفة: "إذا أطلعك أحدهم على صورة (التماثيل) دون معرفة موضوع البحث، فربما لن تجيب بأكثر من كونها صورة لأدوات حجرية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك