انتشرت فى السنوات الأخيرة ظاهرة محيرة يقف الإنسان أمامها ذاهلا، وهى ظاهرة أن يفارق الإنسان الحياة فى ثوان معدودات دون سابق إنذار. تكررت واقعة ذهب إلى فراشه فباغته الموت ولم يصحُ. أو أن يتعرض أحدهم لما يطلق عليه موت الفجأة. فينتهى فى لحظات شاب يافع فى عز أيام شبابه. تكررت الظاهرة حتى أنها طالت شبانا أصحاء رياضيين، بل أسماء لامعة فى عالم الرياضة.. ما السر وراء ذلك الموت الغادر المفاجئ الذى يتسبب فى وفاة الإنسان فى شرخ الشباب؟
يعدد العلم أسباب توقف القلب المفاجئ والذى غالبا لا تجدى معه أى محاولات للإسعاف. والذى معه يتوقف تماما ضخ الدم للمخ وكل الأعضاء الحيوية فتتوقف الحياة بلا رجعة.
< طفرات جينية: كشف علماء دنماركيون عن سر ذلك الموت الغامض معللين حدوثه بطرفة جينية موروثة مسئولة عن إنتاج بروتين مهم يعمل كجهاز حساس لقياس تركيز شوارد الكالسيوم فى خلايا الجسم، الأمر الذى يمكن أن يحدث معه خلل مفاجئ فى قياس تركيز الكالسيوم فى خلايا عضلة القلب مما يتسبب فى توقفها المفاجئ فى انقباضة لا تبسط بعدها.
< مرض تضخم عضلة القلب: أكثر أسباب الوفاة عند الشباب خاصة الرياضيين فى الملاعب والتى يعلن فيها الموت عن وجوده بلا سابق إنذار أو أعراض، الأمر الذى يجعله بالفعل مفاجئا مر الأثر..
فيه تبدو عضلة القلب سميكة، الأمر الذى يقلل من قدرتها على الانقباض وضخ الدم بكفاءة فى شرايين الإنسان.
< تشوهات فى شرايين القلب التاجية التى يتراجع عملها نتيجة انضغاطها نظرا لتشوه مساراتها أثناء بذل أى جهد خاصة إذا ما كان جهدا كبيرا.
< خلل فى كهرباء القلب قد يكون موروثا أو مكتسبا. تختلف أنواع الخلل لكن الخطير منها يؤدى إلى توقف القلب فجأة عن العمل مما يجعل انقاذ الإنسان بالفعل صعبا إن لم يكن مستحيلا.
يظل الموت المفاجئ لغزا على العلم حله ولكن أليست هناك أى مقدمات تعلن عنه أو تنبئ بقدومه؟
يجب مراجعة تاريخ كل مريض بصورة مدققة فللأسف ليس هناك أى دليل يشير إلى احتمال أن يصاب الإنسان بالموت المفاجئ إلا تاريخا أسريا لوفاة مماثلة أو تعرض الإنسان لإغماءات متكررة دون سبب واضح أو مبرر موجود.