كشفت دراسة جديدة أن توفير مساحات للأشجار والأنهار والزهور؛ سيؤدي إلى عالم جيد ليس فقط لرفاهية الناس، بل لكوكب الارض أيضا، فمتى كانت آخر مرة قمت فيها بزيارة الحديقة أو استمتعت بتأمل الأزهار؟

يقول الباحثون في جامعة بليموث البريطانية، إن الأشخاص الذين يزورون المساحات الخضراء والحدائق أسبوعيًا، ولديهم مستوى معين من الارتباط بالطبيعة الأم، يشعرون بتحسن بدني وعقلي، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يزورون الطبيعة بانتظام هم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات صديقة للبيئة.

وفقا لموقع (studyfinds) فإن هذا البحث يشير إلى أن الحل المناسب لمشاكل صحة الفرد والكوكب سهل، وهو الخروج في نزهة في الريف، وهذه الطريقة هي الأفضل لمواجهة تغيرات المناخ التي أصبحت نقاشا سياسيا مثيرا للانقسام، وكذلك المشاكل العقلية التي لا يتم مناقشتها بشكل صريح في المجتمع.

كانت هذه الدراسة بمثابة تعاون بين الجامعات البريطانية كجامعة إكسيتر وجامعة ديربي وجامعة بليموث، وهيئة نيتشرال إنجلاند، وتعتبر هذه الدراسة أول بحث منفرد يدرس العلاقة بين الطبيعة وصحة الإنسان والرفاهية والإجراءات المؤيدة للبيئة.

يقول لين مارتن أحد الباحثين من جامعة بليموث: "في سياق التحضر المتزايد، من المهم أن نفهم كيف أن ارتباطنا بالموارد الطبيعية لكوكبنا لها علاقة بصحة وسلوك الإنسان، وتشير نتائجنا إلى أن إعادة الارتباط الجسدي والنفسي بالطبيعة يمكن أن يكون مفيدًا لصحة الإنسان وسعادته، وفي الوقت نفسه يشجع الأفراد على التصرف بطرق تحمي الأرض".

وقد توصل الباحثون إلى استنتاجاتهم، بعد تحليل الردود على استطلاع "مراقب المشاركة مع البيئة الطبيعية" (MENE)، وقاست تلك المبادرة اتصال المشاركين بالطبيعة من خلال الوصول إلى المساحات الخضراء وتواتر الزيارات الطبيعية، كما سئل المشاركون عن مدى ارتباطهم نفسيا بكوكب الأرض.

يقول ماريان إسبانيا، الرئيس التنفيذي لناتشورال إنجلاند: "من أهم أولويات إنجلترا الطبيعية أن تطلق العنان لإمكانات البيئة الطبيعية للمساعدة في مواجهة التحديات التي نواجهها كمجتمع، مثل ضعف الصحة البدنية والسعادة العقلية، وأزمة تغير المناخ والخسارة المدمرة للحياة البرية" .

وتابع: "توفر هذه النتائج رؤى جديدة حيوية حول الحاجة إلى عدم زيادة التواصل مع الطبيعة فحسب، بل حول أنواع الخبرة التي تساعد الأشخاص حقًا على بناء علاقة عاطفية، والتي تعد مفتاحًا لإطلاق العنان للفوائد الصحية بالإضافة إلى إلهام الناس لاتخاذ إجراءات للمساعدة بيئتهم، ونحن نتطلع إلى استخدام البحث مع العديد من شركائنا لدعم المزيد من الناس من جميع مناحي الحياة للاستفادة من الطبيعة المزدهرة".