تعهد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان، اليوم الأربعاء، بـ"إحقاق العدالة ومحاسبة الجناة في جرائم الإبادة الجماعية ضد الأيزيديين" في قضاء سنجار بمحافظة نينوى (400 كم شمالي بغداد).
وقال القاضي زيدان، خلال مؤتمر لاستذكار الإبادة الجماعية ضد المكون الإيزيدي الذي ينظمه المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي بالتعاون مع الجامعة الأمريكية ببغداد الذي عقد اليوم، إن "الجرائم ضد الإيزيديين جرح غائر في قلب الوطن، هز ضميره وضمير الإنسانية بأجمعها وأن القضاء العراقي ثابت في موقفه بإحقاق العدالة ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء".
وأضاف: "نجتمع اليوم في ذكرى أليمة، ذكرى جرحٍ غائر في قلب الوطن، جريمة وحشية ارتُكبت بحق إخوتنا من أبناء المكوّن الإيزيدي، فهزّت ضمير العراق، بل ضمير الإنسانية بأجمعها".
وأضاف: "لقد عايشنا في تلك الأيام السوداء قتلا جماعيا وتهجيرا قسريا وانتهاكا للكرامة الإنسانية، سقط الآلاف من الشهداء، وتوارى آلاف آخرون بين مفقود وأسير، فيما بقي الناجون وما زالوا يعيشون ألم الفقد ومرارة الفجيعة".
وأكد أن "هذه المأساة لم تكن اعتداءً على جماعة بعينها فحسب، بل كانت اعتداءً على إنسانيتنا جميعا وعلى قيمنا وعلى وجودنا المشترك".
وشدد زيدان أن "القانون لا يعرف استثناءً، والعدالة لا تقبل تهاونًا، ولا مكان على أرض العراق لمجرم يفلت من العقاب"، موضحا أن "المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي اضطلع بدور محوري في أرشفة وحفظ الأدلة المتعلقة بهذه الجرائم، وفي توثيق شهادات الناجين والضحايا وفق معايير دقيقة تكفل سلامة الملفات القضائية".
وأوضح أن "هذا الجهد الإستثنائي لا يهدف فقط إلى محاكمة الجناة بل إلى حفظ الحق للأجيال القادمة، وضمان ان تبقى هذه الجرائم حية في ذاكرة العدالة، كما يعمل المركز على تعزيز التعاون مع الدول والمنظمات الدولية لملاحقة المجرمين أينما وجدوا، ومنعهم من الإفلات من العقاب".
وكان مسلحو داعش اقتحموا قضاء سنجار الذي يضم الأغلبية الأيزيدية في العراق في الثاني من أغسطس عام 2014 بعد السيطرة على أغلب مدن محافظة نينوى منتصف العام نفسه وقاموا بقتل وتهجير وسبي نساء هذا المكون في جريمة إبادة جماعية غير مسبوقة.
وكشف منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان ديندار زيباري، في أحدث تقرير بشأن ضحايا الأيزيديين، عن أن "عناصر داعش أقدموا على اختطاف 6417 مواطنا إيزديا، حيث تم حتى الآن إنقاذ 3590 شخصا منهم.
وقال زيباري، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ11 للإبادة الجماعية: "لا يزال 290 ألف نازح إيزدي يتواجدون في مخيمات إقليم كردستان وخارجها وتم إرسال أكثر من 1100 من النساء الايزيديات الناجيات إلى ألمانيا لتلقي العلاج".
وأرجع المسئول الكردي عدم قدرة الايزيديين على العودة إلى ديارهم إلى "عدم استقرار المنطقة، وغياب الخدمات الضرورية، ووجود قوات غير شرعية في سنجار ومحيطها".