#كيف_أضحت! (9).. سمرقند: مدينة القباب الزرقاء والقلب النابض لعالم المعرفة والفن - بوابة الشروق
الجمعة 23 مايو 2025 9:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

#كيف_أضحت! (9).. سمرقند: مدينة القباب الزرقاء والقلب النابض لعالم المعرفة والفن

منال الوراقي:
نشر في: الأربعاء 21 أبريل 2021 - 11:55 ص | آخر تحديث: الأربعاء 21 أبريل 2021 - 11:59 ص

بين الكتب والروايات إلى الأفلام، ترددت مدن وأماكن تاريخية عديدة على مسامعنا وأعيننا، حتى علقت بأذهاننا ونُسجت بخيالنا، بعدما جسدها الكتاب والمؤلفون في أعمالهم، لكننا أصبحنا لا نعلم عنها شيئا، في الوقت الحالي، حتى كثرت التساؤلات عن أحوال هذه المدن التاريخية الشهيرة، كيف أضحت وأين باتت تقع؟.

 

بعض هذه المدن تبدلت أحوالها وأضحت أخرى مختلفة، بزمانها ومكانها وساكنيها، فمنها التي تحولت لمدينة جديدة بمواصفات وملامح غير التي رُسمت في أذهاننا، لتجعل البعض منا يتفاجئ بهيئتها وشكلها الحالي، ومنها التي أصبح لا أثر ولا وجود لها على الخريطة، ما قد يدفع البعض للاعتقاد بأنها كانت مجرد أماكن أسطورية أو نسج خيال.

 

لكن، ما اتفقت عليه تلك المدن البارزة أن لكل منها قصة وراءها، ترصدها لكم "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، من خلال الحلقات اليومية لسلسة "كيف أضحت!"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء المدن والأماكن الشهيرة التي علقت بأذهاننا وتخبركم كيف أضحت تلك المدن حاليا.

…..

 

تردد اسم مدينة سمرقند كثيرا بين كتب التاريخ والروايات حتى علق بأذهان بعضنا، إلى أن تناولها المسلسل الأردني الذي حمل اسمها عام 2016 للمخرج إياد الخزوز، الذي دارت أحداثه في إطار تاريخي مشوق حول حياة السلاطين في مملكة تحومها الأسرار والحكايات، متناولة شخصية حسن الصباح مخترع أول فرقة قتل مسلح في التاريخ، وعلاقته بعمر الخيام ذلك المستنير الذي يحاول إدارة الحكم وتولي مسئولية البلاد في ظل آلية فهم الدين.

 

تعد سمرقند من أهم مدن أوزباكستان، وواحدة من أقدم المدن في العالم، وأشهر مدن بلاد ما وراء النهر، وأحد مدن العالم المبهرة بجمالها وتاريخها وتراثها، كما أخرجت للإنسانية الكثير من العلماء الذين ملأوا الدنيا نورًا وعلمًا، وفقا لتقرير أعده الأزهر.

 

موطن كبار العلماء المسلمين

أهم ما يميز مدينة سمرقند، أنها تعد موطنًا للعديد من كبار العلماء المسلمين، ومركزا للعلم والفن والثقافة عبر التاريخ، فهي تتمتع بإرث تاريخي ومعنوي، وتحتضن العديد من الآثار الممتدة إلى عصور مديدة، فضلا عن أنها كانت فيما مضى القلب النابض لعالم المعرفة والفن.

 

سمرقند.. مدينة القباب الزرقاء

اكتسبت سمرقند، التي تقع في آسيا الوسطى، شهرة أيضا لكثرة القباب المزخرفة فيها، فلقبت بـ"مدينة القباب الزرقاء"؛ نظراً لقبابها المزينة بزخارف البلاط الأزرق، وكثرة المعالم الأثرية والثقافية التاريخية فيها من مساجد وحمامات وخانات، إذ تعتبر المدينة بمثابة متحف مفتوح يبوح لزوارها بالكثير من أسرارها.

 

أولى المستوطنات البشرية

تقع مدينة سمرقند التاريخية في واحة كبيرة في وادي نهر زرافشان في شمال شرق أوزبكستان، وتعتبر مركز التقاء الثقافات في العالم، فتاريخها يمتد إلى 1500 سنة قبل الميلاد، حيث نشأت أولى المستوطنات البشرية فيها، وصولاً إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر اللذين شهدا أوج ازدهارها بوصفها عاصمة الإمبراطورية التيمورية، وفقا لموقع منظمة اليونسكو.

 

سر تسمية المدينة التاريخية

تعتبر مدينة سمرقند التاريخية ملتقى للثقافات في العالم، وبوتقة لتفاعلها وصبها في نسيج واحد متعدد الألوان، فهي تأسّست في القرن السابع قبل الميلاد تحت اسم افراسياب وبلغت أوج ازدهارها في العصر التيموري، خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وفقا لموقع اليونسكو.

 

أما بالنسبة لتسمية المدينة، فيُروى أنها استُمدّت من شخصية تاريخية هامة اسمها "سمر"، وأضيف إليها كلمة "قند" وتعني المدينة، لتصبح فيما بعد سمرقند، وخضعت بعدها المدينة ذات المخزون التاريخي والثقافي الكبير، في مراحل مختلفة لسيطرة الفرس، واليونان، والصينيين، والعرب، والمغول، والأتراك.

 

كيف مرت سمرقند بالعصور المختلفة؟

عقب سيطرته على سمرقند في العصور الوسطى، أعلنها تيمورلنك، مؤسس إمبراطورية تيمور العظمى، عاصمة لدولته، ثم جاء بأفضل المعماريين والفنانين والحرفيين من شتى بقاع الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب؛ لبناء سمرقند بأفضل شكل ممكن، ما جعلها مركز ثقل العالم في تلك المرحلة من التاريخ، قبل أن تتحول المدينة إلى مركز علمي عالمي في عهد ابنه أولوج بيك.

 

وعلى مدار القرون الماضية، نجحت المدينة في نيل إعجاب زوارها، لا سيما أنها كانت من أهم أجزاء طريق الحرير، ولا تزال المدينة التي حظيت بمكانة واسعة في أشعار ومدائح وروايات الشعراء والكتّاب، لتحافظ على رونقها التاريخي حتى وقتنا الحالي.

 

وجهة سياحية تجمع ثقافات متنوعة

واليوم، تعد مدينة سمرقند أفضل الوجهات السياحية في أسيا، التي تجمع ثقافات متنوعة، بين الفارسية، الهندية، الصينية، العربية، والغربية، فيد وصفتها منظمة اليونيسكو بمفترق طرق الثقافة، بعدما أدرجتها على قائمة التراث العالمي عام 2001.

 

فمَن يزُر سمرقند، تدهشه القصور التي تزين المدينة، بداية من قصر دلكشا، أو القصر الأزرق، حيث يطغى اللون الأزرق الفيروزي جدرانه، ولكن لا تكتمل الرحلة في هذه المدينة الساحرة، إلا بزيارة قصر باجبهشت، أي "روضة الجنة"، الذي بني من الرخام الأبيض المستورد خصيصاً من مدينة تبريز.

 

وغدا نستكمل معكم موضوعات سلسلة #كيف_أضحت.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك