رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران انخفضت حدتها أمس الجمعة ، على الأقل وقتيا ، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع عن توجيه ضربة عسكرية لإيران لحفظ الأرواح هناك.

وأضافت الصحيفة - في عددها الصادر اليوم السبت - أن هذا التطور فتح الطريق أمام دعوات آخرين من زعماء العالم إلى الدبلوماسية.

وصرح ترامب أمس بأنه قرر في وقت متأخر أمس الأول إلغاء ضربة عسكرية على إيران قبل عشرة دقائق فحسب من الموعد المقرر لانطلاقها، بعد أن علم أن من شأنها أن تودي بحياة 150 شخصا ، وقال إن مثل هذا الإجراء لم يكن ردا يتناسب مع إسقاط إيران طائرة استطلاع أمريكية دون طيار فوق مضيق هرمز الخميس.

وفي تلك الأثناء ، قالت إيران إنها أيضا اتخذت خطوات لتلافي وقوع خسائر بشرية أمريكية خلال عملياتها حيث أسقطت تلك الطائرة المسيرة لكنها لم تطلق النيران على طائرة عسكرية أمريكية تحمل طاقما وكانت تحلق على مقربة منها.

وأقر الجيش الأمريكي بالفعل بأن طائرة استطلاع من طراز (P8) كانت في محيط الطائرة المسيرة التي أسقطت، وكانت تجري طلعة روتينية "تتفق مع القانون الدولي".

وذكرت الصحيفة أن القرارين في كل من واشنطن وطهران يشيران إلى احتمال وجود اتفاق ضمني لتجنب وقوع خسائر في الأرواح في الصراع القائم على خلفية العقوبات الأمريكية والبرنامج النووي الإيراني ومنازعات إقليمية أخرى، لكنها استدركت قائلة إنه في حين يقول الطرفان إنهما لا يريدان حربا، لا يقر أي منهما بوجود هذا الاتفاق الضمني.

ولفتت الصحيفة إلى أن عددا من زعماء العالم الآخرين استغلوا هذا الانخفاض اللحظي في حدة التوترات للدعوة إلى المحادثات؛ إذ أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تجنب التصعيد .. قائلا : "أدعو جميع الأطراف المعنية إلى العقلانية وخفض التصعيد والآن إلى النقاش" .. مشيرا إلى أن قمة قادة مجموعة العشرين في اليابان هذا الأسبوع تتيح فرصة "لإيجاد بعض من الحلول الدبلوماسية الملموسة لهذا الوضع".

أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فصرحت أيضا بأنها تأمل في "حل سياسي لوضع متوتر للغاية".
ووضعت واقعة الهجوم الإيراني على طائرة الاستطلاع الأمريكية دون طيار حدا لمواجهة كانت آخذة في التوسع على مدى الأسبوع الماضي ، تضمنت أيضا اتهامات أمريكية لإيران بمهاجمة ست سفن تجارية بالألغام وبالمسؤولية عن إطلاق صواريخ على أهداف أمريكية وغربية في أنحاء المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية - لم تسمه - قوله إن إسقاط الطائرة المسيرة أقنع ترامب بأن إيران تقصر هجماتها في المعظم على التقنية الأمريكية ولا تستهدف القوات ؛ ما أدى إلى قراره بإلغاء الضربات الجوية.

وأشار المسؤول إلى أن هذا النهج يمثل ابتعادا هائلا عن التقارير الاستخباراتية التي أظهرت الشهر الماضي أن إيران تدرس هجوما محتملا في على القوات الأمريكية في العراق، مشيرا إلى أنه في اللحظة التي يلحق فيها أذى بحياة أمريكي واحد، سيلقى هذا برد عارم.