تواصل غضب الأئمة من محاولة وزارة الأوقاف، فرض الخطبة المكتوبة عليهم، مؤكدين أن ذلك يلغى شخصية الإمام تماما ويقضى على الإبداع والاجتهاد فى توصيل مفاهيم الإسلام الصحيحة للمواطن البسيط، وكشف أحد الخطباء، عن وجود تحركات لتنظيم وقفة احتجاجية أمام الوزارة، خلال أيام، ثم نقلها إلى مجلس النواب، للاحتجاج على قرار الوزير محمد مختار جمعة، مشيرا إلى أن معظم الأئمة لم يلتزموا بالخطبة المكتوبة خلال صلاة الجمعة.
وأضاف الخطيب ــ الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن معظم الأئمة يرفضون بشدة قرار وزير الأوقاف، بتطبيق الخطبة المكتوبة التى تهين وتحقر من وضعهم ــ بحسب قوله، ويرون أن ذلك يجعل الإمام مثل الآلة الناطقة، ويقضى على الإبداع والاجتهاد فى نشر الثقافة الإسلامية بمفهومها الصحيح.
ومن جهته، قال رئيس القطاع الدينى فى وزارة الأوقاف، جابر طايع، إن الخطبة المكتوبة ستؤدى فى المحافظات جميع طواعية بمبادرة من الدعاة ودون إلزام من الوزارة، حيث تلقت من وكلائها فى جميع المحافظات موافقة على أدائها، على حد تأكيده.
وأوضح «طايع»، أن الوزارة بصدد تشكيل اللجنة العلمية، لإعداد وصياغة الخطبة المكتوبة، وتابع «لحين انعقاد اللجنة ووضع برنامج عملها وإخراجها خطبة نموذجية، سنضع نموذجا استرشاديا، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالموضوع أو بجوهره وعدم الخروج عليه أو على الوقت المحدد ما بين 15 و20 دقيقة».
وخصصت وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة المكتوبة، أمس، عن «العفة والمروءة والترفع عن الدنايا»، فى الوقت الذى حضر الدكتور محمد مختار جمعة، الخطبة، فى مسجد السيدة زينب بالقاهرة.
وتباين مدى التزام الخطباء بالخطبة المكتوبة سواء داخل القاهرة أو فى المحافظات، حيث التزم أغلب خطباء وأئمة المساجد بالوادى الجديد بإلقاء خطبة الجمعة الموحدة من ورقة مطبوعة، فى ظل تشديد مديرية أوقاف الوادى الجديد.
وتحدث الخطباء عن خلق العفة وضرورة التعفف والابتعاد عن المعاصى ورضا النفس برزقها.
كما التزم أغلب خطباء جنوب سيناء، بموضوع الخطبة، وهو العفة والمروءة، حيث قال خطيب أحد مساجد طور سيناء «ليس من العفة والمروءة أن نجرد إحدى نساء اهل الكتاب فى صعيد مصر من ملابسها».