سكان منازل الإباجية: كسبنا النظافة وخسرنا أكل عيشنا - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تعقيبا على قرارات إخلائهم..

سكان منازل الإباجية: كسبنا النظافة وخسرنا أكل عيشنا

منازل الإباجية - تصوير: ابراهيم عزت
منازل الإباجية - تصوير: ابراهيم عزت
سلمى خطاب
نشر في: السبت 22 نوفمبر 2014 - 9:26 م | آخر تحديث: السبت 22 نوفمبر 2014 - 9:49 م

حزم ما بقي من سكان منازل الإباجية أمتعتهم وكل ما تحويه منازلهم المتهالكة من أثاث، في انتظار يوم الأحد لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية إخلائهم من بيوتهم ونقلهم إلى مدينة بدر على طريق القاهرة – السويس.

ففي الأسبوع الماضي بدأت محافظة القاهرة عملية إخلاء المنازل التي تقع على أطراف جبل المقطم، مما يشكل خطورة على سكانها لتزايد احتمالات سقوط أحجار من الجبل عليها، ونقلت المحافظة في المرحلة الأولى ٢٥ أسرة إلى مدينة بدر، وبقي ما يقرب من ٣٤ أسرة لإخلائهم في المرحلة الثانية المقرر تنفيذها، غدا الأحد.

في المنازل التي يحتاج الوصول إليها المشي في طرق ملتوية، وصعود منحدرات عدة، سيطر الترقب والحماس على السكان الذين انهمكوا في حزم أغراضهم استعدادًا للنقل، وبينما تجلس «الحاجة ما شاء الله عبد الصمد» على عتبة منزلها، وتتابع حفيدتها وهي تجمع الملابس داخل الغرفة، قالت للشروق: "مبسوطة إنهم اخيرا هينقلونا من هنا، تعبنا، وأولادنا مرضوا من كتر الحشرات والفئران بقي لهم ٢٠ سنة بيقولوا هينقلونا ومبينقلوناش".

التقطت جارتها «الحاجة إحسان» طرف الحديث من شباك منزلها، متسائلة عن الطريق الذي ستذهب منها ابنتها إلى جامعة حلوان بعد أن يتم النقل، ثم شاركت «إيمان أحمد» التي تعيش في هذه المنازل منذ ٢٠ عامًا، وتعمل بمصنع قريب في منطقة المنشية قائلة: "بقى لهم كتير بيقولوا هينقلونا في مناطق قريبة، مكناش نعرف أن النقل هيكون في مدينة بدر، إحنا كدة كسبنا النظافة بس أكل عيشنا هيقف".

ويعمل أغلب سكان هذه المنازل في مصانع قريبة في منطقة المنشية، أو كباعة في ميدان السيدة عائشة، ما جعلهم يتساءلون عن الكيفية التي سيعملون بها عقب نقلهم إلى مدينة بدر التي تبعد عن القاهرة بما يقارب ٤٦ كيلو مترًا، ولا خطوط مواصلات مباشرة بينها وبين منطقتي المنشية والسيدة عائشة، حيث تقع أماكن عمل أغلب السكان.

تقع المنازل في أدوار على منحدرات الجبل، يربطها سلالم رخامية، تبدو جديدة ولا تشبه البناء القديم المتهالك للبيوت نفسها، تحكي الحاجة «ما شاء الله عبد الصمد» التي تعيش في المنطقة منذ 35 عامًا، قصة هذه السلالم قائلة: "من 15 سنة سقطت بعض الأحجار من الجبل علينا، وهدمت عددًا من المنازل وكان من المقرر نقلنا حينها، إلا أن الحي جاء ورمم البيوت التي تأثرت، وركب تلك السلالم ولم ننقل حينها".

بينما قال «عبد الخير محمد أحمد سرحان»، الذي يعيش في تلك المنطقة منذ 40 عامًا، "أن ما جعل المحافظ يسرع من نقلنا، أنه حين جاء لافتتاح جمعية تعاونية منذ شهرين، وجد منزلا عليه صورة الرئيس المعزول محمد مرسي، فقال حينها هذه المنطقة ستزال".

تتذكر أميمة محمد ٢٨عامًا، الأيام الممطرة في الشتاء الماضي، والتي اضطرت أن تقضيها في الشارع خارج المنزل مع أبنائها الثلاثة بعد أن تسببت مياه الأمطار في ماس كهربائي بحوائط المنزل المتهالك الذي سقط دهان حوائطه بفعل المياه وقلة أعمال الصيانة.

وتعيش أميمة في هذا المنزل كمستأجرة منذ ٤ سنوات، إلا أنها تخشى ألا تحصل على بيت بديل في مدينة بدر ويحصل عليه المالك الأصلي الذي تستأجر منه الشقة، حيث قالت: "المفروض المحافظة كانت تيجي تعمل حصر وتشوف مين اللي عايش هنا فعلا، صاحب البيت عنده شقه تانية تمليك، أنا مليش مكان غير هنا، لو ما ادونيش شقة في مدينة بدر هرجع هنا ولوهدوا البيت على دماغي مش همشي".

الأمر نفسه مع علي رضا الذي استأجر منزلا في تلك المنطقة منذ 7 سنوات، ولديه عقد إيجار من المالك الأصلي للبيت، إلا أنه يبدي تخوفه من عدم اعتراف المحافظة بذلك، وتمليك الشقق في مدينة بدر للملاك الأصليين للبيوت في منازل الإباجية، وتجاهل المستأجرين، رغم أن الملاك لا يعيشون في المنطقة ولا يتعرضون للخطورة التي يتعرضون لها. حسب قولهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك