فجرت تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان عاصفة من ردود الأفعال الإعلامية والدبلوماسية فى منطقة الخليج العربى، على الرغم من مسارعة قطر إلى التنصل من هذه التصريحات وإعلان تعرض موقع وكالة الأنباء القطرية التى نشرت التصريحات لعملية اختراق.
كانت التصريحات المنسوبة لأمير قطر قد أشارت إلى توتر العلاقة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وكذلك توتر العلاقات مع مصر والإمارات والبحرين ورفضت اعتبار إيران قوة معادية للدول العربية، واعتبرت حركة حماس الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى.
فيما سارعت الدوحة لنفى صحة التصريحات، واصلت وسائل إعلام فى بعض دول الخليج العربية نشر تلك التصريحات فى دلالة على تشككها فى النفى.
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومى القطرى، سيف بن أحمد آل ثان، إن موقع الوكالة تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن. مشددا على أن الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق فى هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل الذى وصفه بـ«المشين».
ودعت وكالة الأنباء القطرية الرسمية وسائل الإعلام إلى تجاهل ما ورد من تصريحات مغلوطة منسوبة لأمير البلاد.
وذكر التقرير، المنسوب للشيخ تميم على موقع الوكالة قبل حذفه، أن أمير البلاد انتقد فى كلمة خلال مراسم تخريج دفعة من المجندين، أمس، تجدد التوتر بين الدول العربية وإيران.
وبحسب التقرير، قال الأمير تميم إن«إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، مؤكدا أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة»، مشيرا إلى أن بلاده نجحت فى بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران فى وقت واحد».
وأشار الأمير تميم إلى أن الرئيس ترامب يواجه مشكلات قانونية فى بلاده، كاشفا عن توتر فى العلاقة مع إدارته. وقال إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكى إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها فى تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع.
وأضاف: «سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليميا ودوليا، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها».
قال الشيخ تميم: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب على الرغم من جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا فى التحالف الدولى ضد داعش»، مضيفا: «إن الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سببت الإرهاب».
وأضاف: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله».
ودعا مصر والإمارات والبحرين إلى «مراجعة موقفهم المناهض لقطر»، ووقف «سيل الحملات والاتهامات المتكررة التى لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة»، مؤكدا أن قطر لا تتدخل فى شئون أى دولة، مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه. كما اعتبر أن حركة حماس هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة القطرية لوكالة «رويترز» إن «الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية لكنه لم يدل بأى حديث أو تصريحات».
وكانت قنوات العربية وسكاى نيوز والحدث قد بادرت بفتح تغطية مباشرة على الهواء للتعامل مع التصريحات المنسوبة للأمير تميم، كما حظرت الإمارات، اليوم، موقع وقناة الجزيرة وتعرضت الأخيرة لهجوم عنيف من قبل شخصيات إماراتية من أبرزهم الفريق ضاحى خلفان.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن آل ثان، إنه لم يصرح بسحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وأن تصريحه أخرج عن سياقه.
وكانت الوكالة المخترقة قد نشرت خبرا منسوبا إلى وزير الخارجية القطرى، أعلن فيه «سحب سفراء قطر لدى السعودية، ومصر، والكويت، والبحرين، والإمارات، ومغادرتهم هذه الدول خلال 24 ساعة». وأضاف: «وزير الخارجية، يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت». الأمر الذى نفته الوكالة فى وقت لاحق وأكدت أن موقعها كان مخترقا.
وجاءت تلك التطورات بعد أربعة أيام من شكوى قطر علنا من أنها كانت هدفا لسيل من الانتقادات المنسقة من جانب أطراف غير معروفة قبيل زيارة ترامب تشير إلى دعم الدوحة لجماعات إرهابية فى الشرق الأوسط.
وشهدت العلاقات بين قطر ودول الخليج العربية الأخرى صدعا استمر ثمانية أشهر فى 2014 بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين. حينما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، ثم عادوا بعدما قالت قطر إنها لن تسمح لجماعة الإخوان المسلمين باستغلالها لأنشطتها.