كشفت رسائل بريد إلكتروني أصدرها مشرعون أمريكيون أن عالم اللسانيات والفيلسوف الأمريكي البارز نعوم تشومسكي وصف علاقته مع رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين بأنها كانت "تجربة قيمة للغاية"، مما يشير إلى علاقة عميقة جمعت بينهما.
وكان إبستين الذي عمل بالاستثمار المصرفي، وعرف بقربه من العديد من النجوم والساسة حول العالم، انتحر في محبسه عام 2019 حيث أدين في قضايا إدارة شبكة للاتجار بالجنس استغلت فتيات قاصرات.
وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن مثل هذه التعليقات من تشومسكي - أو المنسوبة إليه - تشير إلى أن علاقته بإبستين كانت أعمق بكثير من مجرد نقاشات سياسية وأكاديمية عابرة، بحسب ما سبق وصرح المفكر الأمريكي.
كما أفيد أن تشومسكي (96 عاما) اعترف أيضا بتلقي نحو 270 ألف دولار من حساب مرتبط بإبستين، وذلك في سياق تسوية توزيع أموال مشتركة تتعلق بزواجه الأول، وذلك على الرغم من تأكيد أستاذ اللغويات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه لم يتلق "بنس واحد" مباشرة من إبستين.
وتضمن الرسائل الإلكترونية التي تم الكشف عنها في 12 نوفمبر الجاري من قبل أعضاء جمهوريين في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي مراسلات إبستين مع شخصيات سياسية وأكاديمية وتجارية بارزة، من بينهم وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لاري سامرز، وستيف بانون، الحليف المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما تكشف هذه الرسائل أن العلاقة بين إبستين وتشومسكي كانت وثيقة إلى حد مناقشتهما اهتمامات موسيقية وحتى الحديث عن رحلات محتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تشومسكي كتب في رسالة: "التقيت جيفري إبستين قبل نحو ست سنوات. ومنذ ذلك الحين كنا على تواصل منتظم، وشهدت بيننا نقاشات طويلة ومتعمقة في كثير من الأحيان حول مجموعة واسعة جدا من الموضوعات، بما في ذلك تخصصاتنا وأعمالنا المهنية، إضافة إلى العديد من المجالات التي نتشارك الاهتمام بها. لقد كانت تجربة قيمة للغاية بالنسبة لي".
ولا يُعرف ما إذا كان تشومسكي قد أرسل الرسالة فعلا إلى أي جهة. ومع ذلك، فهي تمتدح إبستين بوصفه الشخص الذي علم تشومسكي "تعقيدات النظام المالي العالمي" بطريقة لم تستطع "الصحافة الاقتصادية ولا الدوريات المهنية" القيام بها.
كما تتباهى الرسالة بمدى اتساع شبكة علاقات إبستين. وجاء فيها: "ذات مرة، بينما كنا نناقش اتفاقيات أوسلو للسلام، التقط جيفري الهاتف واتصل بالدبلوماسي النرويجي الذي أشرف عليها، ما أدى إلى تبادل حي للأراء بيننا".
وسردت الرسالة أيضا كيف رتب إبستين لقاء لتشومسكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.
وتضيف الرسالة أن إبستين ساعد "بنجاح محدود" زوجة تشومسكي الثانية، فاليريا، في محاولاتها لتعريفه بـ“عالم الجاز وروائعه".