يكتمل مرور 100 عام على ميلاد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، والذي لا تزال سيرته وتاريخه حاضرا في ذاكرة الصحافة العربية، كونه على رأس المساهمين في إثرائها بمقالاته مؤلفاته وأحاديثه التلفزيونية.
وتعد تجربة هيكل الصحفية ذات استثناء وخصوصية على أكبر قدر، حيث حاور أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه "زيارة جديدة للتاريخ" الصادر عن دار الشروق.
ولجانب نجاحه المهني وتأثيره الفكري الكبير، امتلك هيكل فلسفة في قراءة الحياة وجوانبه الروحية وعبّر عن ذلك من خلال أحد حوراته الصحفية، والتي نقلها الكاتب الصحفي محمد الباز في كتابه الصادر بعنوان "هيكل المذكرات المخفية: السيرة الذاتية لساحر الصحافة العربية".
* معنى الحياة
يقول هيكل :"أعتبر الله فى قلبى وفى عقلى، وكثيرًا ما تكلمت عن الفكرة المادية والإنسانية والعقلانية، وأن الأفكار الثلاث تترابط مع بعضها لأن الإنسان لديه احتياجات مادية ولكن لديه عقلانية الحياة تفقد كل قيمتها إذ تكلم المرء فقط عن المادة، ولا يعود هناك معنى للحياة، ضرورة الحياة أن يبقى عندك البعد العقلي والبعد الإنساني والبعد الإيماني لأن الإنسان فى النهاية كائن واحد".
*الدين ركيزة
وأكمل: "إن كان هدف المجتمعات هو الاستقرار والترقى والتقدم فإن الدين كفل هذا مباشرة فى عصور معينة، لكن جاءت عصور أخرى فى الاجتهاد الإنسانى أضافت إلى تعاليم الدين الكثير من الثراء، إن ذلك لم يحدث عندنا فقط، وإنما حدث فى الدنيا كلها، ونحن شأننا شأن غيرنا سرنا فى التطور، الدين موجود ركيزة، لكن التجربة الإنسانية أضافت وبنت حوله الكثير".
*الدين اقتناع للنهاية
وذكر هيكل أن المشكلة أنك لا تستطيع أن تكون انتقائيًا، إذا أردت أن تسير فى طريق فعليك أن تقطعه حتى النهاية، ولا تستطيع أن تقول إنك هنا علماني، وهنا إسلامي، المجتمعات لا بد أن تتسق مع نفسها أنت اخترت، أنا لا أناقش اختيارك.. ولكن امض فى اختيارك حتى النهاية، لا ترجع من منتصف الطريق، ومن ثم لا يجوز تضييع الوقت فى بلادنا بأن الدين سياسة أم لا؟ فهو سياسة، وقد حدث ذلك باختيارنا، وبكل مواثيقنا التي عملناها.