بعد اختياره شخصية الدورة 51 لمعرض الكتاب.. مشكلات القاهرة بعيون جمال حمدان - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد اختياره شخصية الدورة 51 لمعرض الكتاب.. مشكلات القاهرة بعيون جمال حمدان

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: السبت 25 يناير 2020 - 3:42 م | آخر تحديث: السبت 25 يناير 2020 - 3:42 م

افتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2020، والذي يقام من 22 يناير وحتى 4 فبراير لهذا العام، وتم اختيار الدكتور جمال حمدان، شخصية المعرض في دورته الـ51، والدكتور جمال حمدان هو أحد أبرز الجغرافيين المصريين، درسة بكلية الآداب قسم الجغرفيا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة ريدج البريطانية، وهو من مواليد قرية "ناي" بمحافظة القليوبية في 4 فبراير 1928.

وفي ضوء هذه المناسبة تستعرض "الشروق" واحدا من كتب الراحل جمال حمدان، من خلال قراءة في كتابه "القاهرة" الصادر عن الهيئة العامة للكاتب.

يقسم الكاتب جمال حمدان الكتاب لعدة عناوين تتناول القاهرة بشكل جغرافي وسكاني واقتصادي وتاريخي، وهم "القاهرة.. دراسة في جغرافية المدينة" و"مركز رغم الامتداد" و"المركزية الوظيفية" و"المركزية الحضارية" و"ميزان العاصمة" و"مشكلات القاهرة".

بدأ حمدان حديثه عن القاهرة قائلا: "إن حصرت العواصم المخضرمة العريقة في الدنيا فلعل القاهرة وأسلافها أو بأسلافها هى أم المدن جميعا وعلى أية حال فقليل هى المدن التي يمكن –كدمشق- أن تناقسها في هذه الصدارة، ويكفي أن نقول أنه قد يعادل مجموع تاريخها حفنة ليست بالقليلة من عواصم العالم الجديد مجتمعة".

ويقول حمدان في هذه المقدمة أن الدراسات المتوفرة عن القاهرة ككل قليلة لأن الغالب عليها إما التاريخ عموماً أو تاريخ العمران أو الآثار، أما دراسة المدينة ككل حي وكمجتمع مركب متلاطم مضرم يضرب في وعاء جغرافي واضح المعالم وبارز التضاريس، فذلك ليس بكثير.

ويتحدث حمدان عن موقع القاهرة من بين المدن المصرية فيقول: "موقعها هو خاصرة مصر مجمع الوادي والفرعين وملتقى الصحراوين، كأنما القطر كله على ميعاد فيه؛ ولذا تحركت فيه العاصمة عبر العصور ولكن دون أن تخرج عن مجاله المغناطيسي".

وكان نصيب هذا الجزء من الشرح في إطار الحدود التي تلتف حول القاهرة والأماكن ومنسوب مياه نهر نيل وفق كل منطقة والأراضي، ويقول في هذا إن قيمة موضع القاهرة إذا وضعت في الميزان فإن لها مزايا لا شك أنها واضحة فالضفة الشرقية محمية بـ3 جهات "النهر والتلال ومفتوحة من الشمال فقط، ثم إن وجود التلال الشرقية يوفر للمدينة مادة بناء ثمينة من الحجر مثلما يوفر لها النهر خامة الطوب، وهو بذلك يوضح أسباب اختيارها كعاصمة لمصر.

وأكمل أن المدينة ظلت وسيطة تحتل رقعة متواضعة محدودة في المنطقة ولم تخرج من قوقعتها التاريخية والجغرافية إلا في أواخر العصور الوسطى وعلى استحياء ذلك، ثم مع القرن الماض فقط تمددت تمددا جديدا، ويصف مراحل تكولن المدينة بأنهم 3 فقط الأولى نووية والثانية تكوينية والثالثة الانفجارية.

ويناقش بعد ذلك تحولات القاهرة وكونها عاصمة الصناعة المصرية، بالإضافة إلى محورية وجود السكك الحديدية وأهمية موقعها داخل القاهرة، وأماكن تمركز الصناعات الخفيفة والورش مثل التي توجد في منطقة مصر القديمة بالإضافة إلى أنها مقر للصناعات الثقيلة.

وينتقل للحديث بعد ذلك عن الطبوغرافيا الاجتماعية –أساس التوزيع الجغرافي للطبقات الاجتماعية- ويقول إن الطبوغرافيا ليست تقسم اجتماعي فقط بل أيضاً الجنسية والديانة والطائفة ووضع الأقليات في المناطق، ثم يتناول التقسيم الطبوغرافي للقاهرة ويتحدث عن الطبقات الاجتماعية التي تسكنها ومستويات الحياة بكل منطقة فيها.

ويتابع قائلا: "لعل أبرز ما يلاحظ هو أن مبدأ الفصل السكني سائد عامة بمعنى أن لكل طبقة منطقة ولكل منطقة طبقة، وأهم من ذلك أن الفصل السكني سلمي أي أن الطبقات تتدرج من منطقة إلى أخرى، كما تتدرج في السلم الاجتماعي وبتفسير أوضح فإن منطقتي الطبقة الغنية ورقيقة الحال يندر أن يكونا متلاصقتين بل الأغلب تندفع بينهما منطقة الطبقة الوسطى، وتفصل بينهما كالذي في منتصف المدينة على محور جاردن سيتي ثم المنيرة ثم القلعة.

وفي عنوان آخر كبير هو "مركزية رغم الامتداد" ويضم تحته فرعين الأول مركزية الجغرافية والثاني المركزية الوظيفية –البيروقراطية- والمركزية الحضارية "العاصمية"، ويتناول في هذا الجزء النمو في كلا من منطقتي الدلتا والصعيد مقارنة إياهم بالقاهرة وأوجع القصور التي أصابت كل الأماكن التي تقع خارج حدود القاهرة، كما يتحدث عن مركزية الجهات الحكومية وثباتها في العاصمة مع تهميش لكافة المناطق الأخرى.

فيقول في أولى سطور هذا الجانب:" لعل من أبرز ملامح الشخصية المصرية المركزية الصارخة طبيعيا وإداريا وحضارية وهى صفة متوطنة لأانها قديمة قدم الأهرام مزمنة حتى اليوم".

وتحت كلمة شهادة للتاريخ يقول: "قد لا نبالغ كثيرا إذا قلنا إن تاريخ مصر ليس إلا تاريخ العاصمة والمتصفح لتاريخ الجبرتي، مثلا لا يمكن أن يخطئ هذا الاحساس، ودائما الإحساس الطاغي هو إيجابية العاصمة وسلبية الأقاليم، كأنما العاصمة تاريخ محفوظ أو مجمد بمثل ما يبدو النهر عندها تاريخا سائلا أو جاريا ثم خارجهما يتخلخل".

ويوجد في الكتاب الكثير من الخرائط والإحصائيات التي تشرح وتوضح نظريات صاحبها من أرقام للنمو في مناطق مختلفة وخرائط توضيحية لما يذكره.

وبعد أن تحدث بالتفصيل عن نسب النمو في القاهرة ومقارنتها بنظائرها في أكثر من موضع وصل حمدان لعنوان جديد هو "الهرم الأكبر أم الورم الأكبر" قائلا: "الآن لا سبيل إلى الشك في أن القاهرة قد بلغت حجما مفرطا وتلعب دورا طاغيا في كيان البلد، كما لا سبيل إلى إنكار أن هذا الإفراط والطغيان إنما هو على حساب البلد أيضا، بل لا سبيل إلى الدهشة إذا أضفنا أنه قد ارتد إلى صدرها هى نفسها وأصبح عاملاً مضادا يهدد كيانها، فواضح أن القاهرة الكبرة أقرب اليوم في لاندسكيبنا الحضاري أن تكون الورم الأكبر منا إلى الهرم الأكبر فلقج تحولت القاهر الكبرى من مجمع مدني إلى كائن أخطبوطي ولا نقول سرطاني يمتص دم الأقاليم كما يبتلغ الأرض الزراعية، ومن الواضح أن القاهرة الكبرى تعدت دور النافورة الحضارية إلى دور البالوعة...".

وفي آخر أجزاء الكتاب يتحدث الكاتب عن مشكلات القاهرة فيقول: "كل هذا وهو قليل من كثير عن معنى تضخم العاصمة على حساب البلد، ولكن يبقى أخيرا كيف أنه جاء على حسابها هى نفسها من السخرية أو لعله منطق الطبيعة في التصحيح أن هذه التضحك مثلما أدى إلى فقر الدم الحاد ولين العظام والضمور والشلل الزاحف في الأطراف أي في الريف والأقاليم ارتد على الرأس أي على العاصمة نفسها مهددا إياها بخطر انفجار في الشرايين، وبهذا أصبحت العاصمة تهزم أغراضها بنفسها، وتعاقب نفسها بنفسها في الوقت الذي تدفع فيه الأقاليم والريف الثمن مضاعفا".

ويناقش في هذا الجزء مشكلة الازدحام السكاني ومشكلة السكن والمواصلات والتلوث ذاكرا نسب وإحصاءات حول هذه الأزمات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك