يتردد الكثيرون على عيادات الأطباء لتوقيع الكشف ومعرفة سبب الألم الذي يشعرون به، فبغض النظر عن توضيح سبب هذا الألم، إلا أن كثيرًا من الأطباء يصرفون الأدوية لتلك الحالات ويوصون بأن يتناولوه سواء قبل الطعام أو بعده أو خلال تناول المريض للأدوية.

وتشير دراسات علمية، إلى أن تفاعلات الطعام مع الأدوية قد تُشكّل تهديدًا كبيرًا على سلامة وفعالية الأدوية، بدءًا من تقليل فعالية بعض الأدوية وانتهاءً بسمّية عقاقير أخرى، وفقًا لموقع "BBC News".

وتستعرض "الشروق"، في هذا التقرير العلاقة بين الطعام والدواء، وهل هناك أطعمة تزيد من فعالية الدواء وأخرى ترفع من مخاطره؟

* أطعمة تقلل من فعالية بعض الأدوية

يُقلل تناول الخضروات الورقية الغنية بفيتامين"K" من فعالية أدوية منع التجلط، كما أن منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالألياف تُعيق امتصاص بعض المضادات الحيوية.

ويُشدد الأطباء على أهمية تحقيق التوازن بين النظام الغذائي والجرعات الدوائية، وعدم التوقف عن تناول أطعمة صحية مثل الخضروات، مع ضبط الجرعة بما يتناسب مع العادات الغذائية للمريض.

* الجريب فروت يمكن أن يجعل الدواء سامًا

يزيد عصير الجريب فروت كمية بعض الأدوية في مجرى الدم، مما يرفع من قوة الجرعة، لأنه يُثبط إنزيم "CYP3A4" المسئول عن تكسير أنواع عديدة من الأدوية، وبالتالي تصبح تركيزاتها سامة على جسم الإنسان، مثل بعض أدوية الملاريا، وأدوية فيروس "HIV"، وعقاقير خفض الكوليسترول، وضغط الدم، بالإضافة إلى تلك المستخدمة بعد زراعة الأعضاء لمنع رفض الجسم لها، وغيرها من الأدوية، وفقًا لمديرة مرصد تفاعلات الأدوية والأعشاب بجامعة كويمبرا بالبرتغال.

* أعشاب لا تناسب مرضى القلب والسرطان

بعض الأعشاب مثل "عرق السوس، والكركم، والخرشوف"، قد تتفاعل مع أدوية القلب والاكتئاب والسرطان والمضادات الحيوية، وقد يكون التفاعل بسيطًا لا يتسبب في مشاكل، وأحيانًا قد يكون سامًا لدرجة تهدد حياة المريض.

* النظام الغذائي الكيتوني يساعد في علاج السرطان

بالرغم من العلاقة المعقدة بين الدواء والطعام، إلا أن العلماء يحاولون توظيف هذه التفاعلات لعلاج الكثير من الأمراض، عبر ابتكار أنظمة غذائية تتوافق مع طبيعة الدواء الذي يتناوله المريض وتسمح له بالعمل بأقصى كفاءة.

ووجد عالم الأحياء الخلوية في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن بعض أدوية السرطان تكون أكثر فعالية عند تناولها مع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتين والخضار، مثل النظام الكيتوني.

لا يزال التفاعل بين الغذاء والدواء خاضعًا للكثير من الدراسات والتجارب التي يقوم بها العلماء، ويبقى التحدي الأكبر في العدد الهائل من تفاعلات الطعام مع الأدوية، وصعوبة التفرقة بين هذه التفاعلات. فعندما تتداخل التفاعلات الكيميائية في الجسم مع مكونات الطعام والدواء، تصبح العملية ضخمة وصعبة الفصل، إلا أن الأمل موجود باستمرار، في أن يأتي يوم يتمكن فيه الأطباء من وصف نظام غذائي مكمّل للعلاج الدوائي، لتحسين نتائجه وزيادة فعاليته.