شهد السودان توترات كبيرة بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ بالبلاد، وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية، وحل مجلس السيادة، ومجلس الوزراء وهو ما وصفه تجمع المهنيين السودانيين بـ "الانقلاب".
ويعد البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي" الأطراف الفاعلة الرئيسية في المشهد السوداني منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير، بالإضافة إلى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أصبح رهن الإقامة الجبرية، حسبما أعلنت وزارة الإعلام السودانية.
حمدوك وحميدتي والبرهان، أضلاع مثلث قاد السودان خلال العامين الماضيين، لكنه كان مثلثا مختلفا غير متساوي الأضلاع، شهد توترات وتجاذبات طيلة الفترة الماضية، أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالضلع الأول "حمدوك"، وسيطرة الآخرين على المشهد السوداني حتى الآن.
من هو محمد حمدان دقلو؟
هو الفريق الأول محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، وبالرغم من أنه لم ينتم أصلا إلى المؤسسة العسكرية إلا أنه حمل رتبة الفريق أول بقرار من الرئيس السابق عمر البشير.
حسب بي بي سي، ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات وهي قبيلة ذات أصول عربية تسكن إقليم دارفور غربي السودان. لذلك اشتغل حميدتي في العشرينات من عمره بتجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، وهو ما أكده في حوارٍ سابق بأن تجارته "تعتمد على الإبل والمواشي والقماش".
وكان حميدتي يستخدم السلاح لتأمين قوافله التجارية، ما سمح له بتكوين ميلشيا كبيرة وصلت إلى نحو 40 ألف حسب وسائل إعلام سودانية محلية.
في التسعينات ذاع صيت حميدتي حتى وصل إلى الرئيس عمر البشير، وذلك بفضل تجارته وثروته الكبيرة، فقربه البشير إليه ومنحه امتيازات واسعة، وأطلق على قواته الخاصة اسم "قوات الدعم السريع" وزودها بأسلحة وسيارات دفع رباعي، لتساعد نظام البشير والقوات المسلحة في مهمات محددة، تحت مسمى "الجنجويد".
وأول مهمات هذه القوات كانت في دارفور، واتهمت بانتهاكات لحقوق الإنسان، واستخدام نظام البشير لها لردع المخالفين والمعارضين لسياساته.
وتشير تقارير إعلامية إلى صراع مكتوم بين قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي وبين الجيش السوداني الذي ينظر إلى تلك القوات بريبة وشك، سيما أنها أصبحت تنازع الجيش في اختصاصاته وصارت تشكل تهديدا على الأمن القومي لما تتمتع به من دعم وتسليح كبير.
وبعد الثورة السودانية ظهر اسم حميدتي بقوة، بعد أن أفادت وسائل إعلام سودانية أنه تخلى عن البشير ولم يقدم له الدعم المطلوب، لينحاز إلى الثورة السودانية "وهي محاولة لتلميع صورته"، حسبما يرى مراقبون.
وبعد الثورة تولى حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي العسكري في السودان. وقال بعد الأحداث الأخيرة في السودان إنه حريص دعم عملية الانتقال الديمقراطي وصولا للانتخابات العامة في البلاد.