مدينة النيلين.. الخرطوم تنفض غبار الحرب وتنبض بالحياة مجددا - بوابة الشروق
الإثنين 28 يوليه 2025 9:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

مدينة النيلين.. الخرطوم تنفض غبار الحرب وتنبض بالحياة مجددا

الخرطوم - الأناضول
نشر في: الإثنين 28 يوليه 2025 - 10:34 ص | آخر تحديث: الإثنين 28 يوليه 2025 - 10:34 ص

- بدأت الحياة تدب من جديد في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وأسواقها، وكأن المدينة تصحو من غيبوبة طويلة
- يشاهد المارة في شوارع الخرطوم آثار التفجيرات التي طالت مباني، وفنادق، وأبراج من بينها برج النيل
- في مسجد "الشهيد" أكبر جوامع وسط العاصمة، يبدو الدمار واضحا، حيث طالت نيران الاشتباكات أجزاءه
- معظم شوارع وسط الخرطوم الرئيسية أصبحت نظيفة، بعد إزالة مخلفات الحرب والسيارات المحترقة
- مسؤول باتحاد الغرف التجارية السوداني: سنباشر العمل وسنسعى إلى خدمة رجال الأعمال وحل المشكلات بين التجار والمستثمرين والحكومة

بدأت الحياة تدب من جديد، رويدا رويدا، في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وأسواقها، وكأن المدينة التي أنهكتها الحرب على مدار عامين تطل من بين الركام، لتصحو مجددا بعد غيبوبة طويلة.

وعانت الخرطوم، الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض، كما السودان بأكمله من حرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

لكن خلال الأشهر الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات "الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

وفي 20 مايو الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على كامل مدينة الخرطوم وخلوها من قوات "الدعم السريع".

وفي جولة للأناضول وسط الخرطوم، حيث مركز المدينة السياسي والمالي والتجاري، رصد مراسلها واقع الحياة بعد مرور أكثر من شهرين علي بسط الجيش السوداني سيطرته على كامل العاصمة.

- من تحت الركام

ورغم الدمار الكبير الذي تلاحظه العين في المباني والمرافق الحكومية والخاصة وسط الخرطوم، إلا أن حركة السيارات والدرجات النارية القليلة في الشوارع تشير إلى أن الحياة بدأت تدب في العاصمة السودانية كأنها تقوم علي مراحل من تحت الركام، وظهر سكانها وكأنهم يختبرون شعور العودة إلى الحياة.

ووسط بارقة الأمل تلك، لا يخفى على المارة في شوارع الخرطوم آثار التفجيرات التي طالت مباني، وفنادق، وأبراج بينها برج النيل، وبرج بنك الساحل والصحراء، وبرج سوداتل.

وظهر الدمار على هذه المباني متمثلا في جدران محترقة، ونوافذ مهشمة، وثقوب أحدثتها القذائف والأعيرة النارية على الجدران.

وفي مسجد "الشهيد" أكبر جوامع وسط العاصمة السودانية، والذي يتميز بموقعه في مقرن النيلين (التقاء نهر النيل الأزرق والأبيض ) يبدو الدمار جليا، حيث طالت نيران الاشتباكات أجزاءه.

- حياة جديدة

اليوم وبعد مرور أكثر من عامين على اندلاع تلك الحرب، أصبحت معظم طرق وشوارع وسط الخرطوم الرئيسة نظيفة، بعد إزالة مخلفات الحرب و السيارات والمركبات المحترقة منها بواسطة حكومة ولاية الخرطوم، وفق مراسل الأناضول.

إلا أن المباني المدمرة لازالت على حالها في انتظار ترميم وصيانة يعيدها لسابق عهدها.

وفي 19 يوليو الجاري هبطت الطائرة الرئاسية لأول مرة وكان على متنها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدرج مطار الخرطوم، المغلق منذ 15 أبريل 2023.

وسبقه بيوم وصول رئيس الوزراء كامل إدريس إلى العاصمة السودانية في أول زيارة له منذ تعينه في المنصب، في 30 مايو الماضي.

وقال إدريس في حينه إنه "سيتم إعادة تأهيل مدينة الخرطوم بالكامل خلال 6 أشهر".

وتأتي هذه الزيارات بالتزامن مع دعوات حكومية وشعبية للعودة إلى الخرطوم و إعمارها من جديد.

وفي السياق، أفاد عضو مجلس السيادة ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، إبراهيم جابر، في أول اجتماع للجنة إن "توفير المياه يمثل الأولوية القصوى".

كما لفت إلى أن تهيئة البيئة لعودة المواطنين للخرطوم تستلزم "توفير الكهرباء والطاقة، وذلك من خلال العمل علي إدخال المحطات الرئيسية للعمل وإنارة الشوارع العامة وتشغيل المرافق الصحية".

وشُكلت تلك اللجنة بقرار من البرهان في 16 يوليو الجاري.

- تهيئة الخرطوم

وفي إطار رصد مظاهر عودة الحياة للخرطوم، زار مراسل الأناضول مقر اتحاد الغرف التجارية (أهلية)، الذي شرع في العمل وبدأ فعليا في حصر الأضرار التي تعرضت لها العاصمة السودانية.

وقال أسامة عوض رئيس لجنة "حصر الضرر" بالاتحاد، إنهم يحاولون العمل مجددا، حتى يتسنى لهم القيام بالدور المطلوب من اتحاد الغرف التجارية.

واضاف: "سنباشر العمل وسنسعى إلى خدمة رجال الأعمال و حل المشكلات بين التجار والمستثمرين والحكومة.

وذكر عيسى أن الأضرار التي طالت برج الغرف التجارية بالخرطوم "لم يكن كبيرا"، وخلال فترة وجيزة سيتم صيانته.

وإلى حين إكمال خطة الحكومة بتهيئة بيئة العاصمة الخرطوم، يواصل النازحون واللاجئين العودة إلى ديارهم بالمدينة.

وبلغ عدد السودانيين العائدين حوالي 26 ألفا و965 شخصا خلال شهر يونيو الماضي، وفق منظمة الهجرة الدولية

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك