شاركت نخبة من القادة والشركاء في فعالية نظمها المجلس القومي للمرأة بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر والاتحاد الأوروبي وسفارة مملكة هولندا في مصر؛ لإحياء حملة الـ16 يوما من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة في مصر، وذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.

وذكر المجلس القومي للمرأة - في بيان اليوم الاثنين - أنه تم إضاءة المتحف باللون البرتقالي، وهو اللون الذي يرمز إلى عالم خالٍ من العنف ضد النساء والفتيات، وذلك تحت الشعار العالمي للحملة لهذا العام (لون العالم برتقاليا.. فلننهِ العنف ضد المرأة الآن)، بحضور وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، في إطار أولى زياراتها الرسمية منذ توليها منصبها العام الجاري.

وقالت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، في كلمة مسجلة لها ضمن الفعالية، "بمناسبة حملة الـ16 يوما من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة أطالب كل بنت وسيدة مصرية أن تعرف حقوقها جيدا وتطالب بها، وتعرف أنها تعيش عصرا ذهبيا، وأنه لا يمكن تعزيز وحماية حقوق الإنسان بشكل كامل دون حماية حقوق المرأة وتمكينها".

وأضافت: "أتمنى ونحن نحتفل الأعوام المقبلة بالقضاء نهائياً على كل أشكال العنف ضد المرأة، لأن كل سيدة وفتاة مصرية تستحق أن تعيش حياة آمنة خالية من العنف".

ومن جهتها، عرضت سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في كلمتها، التحديات العالمية التي تسعى حملة الـ16 يوما إلى معالجتها، قائلة: "يجب ألا ندير ظهورنا لملايين النساء والفتيات اللواتي لاتزال تتعرض حياتهن إلى الخطر بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي.. لدينا جميعًا دور نلعبه للقضاء على هذه الظاهرة".

وطالبت الجميع بالانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة على الصعيد العالمي في الدعوة إلى وضع حد لإفلات أي شخص جاني من العقاب ووضع حد للثقافة العالمية الأوسع التي مازالت لا تأخذ العنف القائم على النوع الاجتماعي على محمل الجد بما فيه الكفاية.

وقالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي "إنه على الصعيد العالمي، هناك زخم متزايد للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وندرك جميعًا أنه لا يمكن تهميش هذه القضية بعد"، مؤكدة أن تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على العنف ضد المرأة من الأولويات القصوى لأهداف التنمية المستدامة لجميع الحكومات حول العالم، ولكن لاتزال هناك حاجة إلى التمويل والاستثمارات الطموحة لتحويل هذه التطلعات السياسية إلى حقيقة واقعة.

وأضافت: "هذه الاستثمارات هي بالفعل استثمارات ذكية، حيث تشير الدراسات العالمية إلى أن كل دولار يُستثمر في النساء والفتيات يولد عائدا كبيرا".

وبدورها، قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر إيلينا بانوفا "لدى العنف ضد النساء والفتيات عواقب مدمرة وفورية وطويلة الأجل، وذلك من شأنه أن يهدد إنجازات جهود التنمية بأكملها، خاصة بعد أزمة فيروس كورونا المستجد".

وأضافت: "لإنهاء هذه الظاهرة، يتعين علينا جمعيًا أن نعمل بشكل مشترك وتعبئة الجهود لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها، وهذا لا يمكن تحقيقه من خلال الحكومة وحدها أو المجتمع المدني وحده أو من خلال شركاء التنمية الدوليين فحسب، ولكنها تتطلب مسؤوليتنا المشتركة، حيث لدينا جميعًا دور نلعبه".

وتابعت: "يدافع فريق الأمم المتحدة في مصر عن حقوق النساء والفتيات في التمتع بحقوق متساوية، وفي العيش في حياة خالية من جميع أشكال العنف، وتحقيق إمكاناتهن الكاملة من خلال نهج استراتيجي ومنسق داخل البلاد"، مجددة التأكيد على التزام الأمم المتحدة بمواصلة العمل مع الحكومة المصرية والمجتمع لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف ضد النساء والفتيات بطريقة شاملة وفعالة.

ومن جانبه، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستين برجر عن فخر الاتحاد الأوروبي، عبر تعاونه القوي مع السلطات المحلية والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، بتمكين النساء والفتيات في مصر وحمايتهن من جميع أشكال العنف.

وقال هان موريتس شابفيلد سفير هولندا في مصر "إن قضية العنف ضد المرأة معقدة للغاية، ولا تزال جميع البلدان في محاولات للقضاء عليها، ورغم ذلك مازال أمامنا الفرص لحلها.. ونحن على اقتناع بأن القضاء على العنف ضد النساء والفتيات يفتح الباب أمام المزيد من النساء والفتيات المصريات للنجاح وتطوير أنفسهن.. وعليه، سيساهم بشكل كبير في المجتمع المصري ككل".

وأضاف: "إطلاق حملة (21 من 21) على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا للاحتفال معًا بإنجازات 21 امرأة مصرية مؤثرة في مختلف المجالات في عام 2021".

جدير بالذكر أن إضاءة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط باللون البرتقالي يأتي ضمن حملة (اتحدوا) للأمين العام للأمم المتحدة، فخلال الـ16 يوما من النشاط، تضيء المباني والمعالم الأثرية الشهيرة في جميع أنحاء العالم باللون البرتقالي، ويتم تنظيم عدد من الأنشطة كدعوة للعمل في العالم أجمع لزيادة الوعي وحشد الجهود لتوصيل رسالة إلى العالم مفادها بأن "العنف ضد النساء والفتيات أمر غير مقبول".

وحملة الـ16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة، هي حملة عالمية تبدأ كل عام في 25 نوفمبر، وهو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي في 10 ديسمبر، وهو يوم حقوق الإنسان.