نصوص ووثائق تُنشر لأول مرة: سيد محمود يكشف «المتن المجهول لمحمود درويش» فى القاهرة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:39 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصوص ووثائق تُنشر لأول مرة: سيد محمود يكشف «المتن المجهول لمحمود درويش» فى القاهرة

عبدالله محمد
نشر في: الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 7:38 م | آخر تحديث: الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 7:38 م

«وهكذا تجنب درويش (الفضاءات الثقافية الشعبوية) ليتفادى بعض الاحتكاكات مع المثقفين الذين لم يقبلوا برعاية الدولة لـ(موهبته)، لكنه، فى المطلق، لم يحرم نفسه من بناء صداقات مع بعض وجوه الحركة الطلَّابية والشباب المبدعين الذين كانوا بمثل عُمُره، إلا أنه تعرض كذلك لبعض ردود الأفعال التى تكشف عن توترات تلك السنوات، فقد كان نجيب سرور يهتف كلما رآه «إحنا كمان شعراء الأرض المحتلة، عايزين نسكن فى شبرد».
عن هذا التجنب وتفادى الاحتكاكات وأمور أخرى، صدر حديثا عن «منشورات المتوسط ــ إيطاليا»، كتاب جديد للكاتب والصحفى سيد محمود، تحت عنوان «محمود درويش فى مصر ــ المتن المجهول» جاء الكتاب فى 336 صفحة من القطع الوسط. ويتضمن نصوصا ووثائق تُنشر للمرة الأولى، ويكشف تفاصيل الفترة التى قضاها محمود درويش فى مصر بين عامى 1971 و1973 فى القاهرة، ونشاطه الإبداعى والصحفى خلال توقيت سياسى بالغ الدقة إقليميا وفى الداخل المصرى، فحين وفد الشاب الثلاثينى إلى مصر كان هناك مسرح سياسى متكامل، وخشبة جاهزةٌ والكل فى انتظار بطل يعتلى هذه الخشبة ويشغل المكان، لأن أصحاب المواهب الراسخة هدتهم الهزيمة.

الكتاب يسعى إلى تقديم رواية متكاملة، عن ظروف حضور محمود درويش من موسكو إلى القاهرة عام 1971، وأسباب خروجه منها، مع الوعى بأهمية أن تضع هذه الرواية فى الاعتبار طبيعة التوقيت السياسى، الذى كان بالغ الدقة، فهو على الصعيد الإقليمى ارتبط بموضوع الصراع العربى الإسرائيلى، وما فرضه من خيارات أمام الفلسطينيين فى الداخل والخارج بعد نكسة يونيو/ حزيران 1967. وفى الجانب الأدبى تُبرِز المقالات والوثائق التى تنشر للمرة الأولى، المرفقة بمتابعة عميقة وتحليل استقصائى، التحولات المفصلية فى نصوص درويش الشعرية، والتى صنعت القفزة الرئيسة فى تجربته ولم تجعلها قفزة إلى المجهول.
ويذهب سيد محمود فى مقدمة الكتاب، إلى القول: أحسب أنها المرة الأولى التى سيتاح فيها للقارئ التّعرف على مجمل إنتاج محمود درويش فى تلك الفترة، ليس فقط إنتاجه الشعرى، إنما أيضًا المقالات التى كان يكتبها فى مجال التّحليل السياسى، والتى تُنشر هنا كاملة لأول مرة، مرفقة بنسخة طبق الأصل عن صورتِها المنشورة فى صحيفة الأهرام، وفيها قدم الراحل تعليقات حول الشأن الفلسطينى، جاءت فى توقيت مُضطرب بعد أيلول الأسود 1970، ثم محاولات لمِّ الشمل الفلسطينى عقب انعقاد المجلس الوطنى الفلسطينى فى القاهرة عام 1972. تتضمن المقالات تحليلات مبكرة حول الشخصية الإسرائيلية والأدب العربى وظاهرة الخوف التى تأصلت بعدها. وبخلاف ما هو سياسى، يُبرز الكتابُ الطريقة التى كان يتشكل بها الشعر والنثر عند محمود درويش، عبر إبراز النَّماذج الأولى من كتابات الشَّاعر النَّثرية التى تطورت بعد ذلك، ودفعت نقادا لتناول ما يسمى بشعرية «النثر» عنده.

تتيح مقالاته الأدبية التى نشرت للمرة الأولى فى هذا الكتاب، فرصة التعرف على مجمل تصورات درويش الفنية خلال الفترة التى قضاها فى القاهرة، وفيها طور فكرته الشهيرة عن ضرورة تفادى الحبّ القاتل، كما تظهر نفورَه من اختزال تجربتهِ فى الشعر النضالى، وتُبرز تصوراته عن سلبيات وإيجابيات المهرجانات الشعرية، التى تنامت بغرض تأكيد الدور المقاوم للشعر، كما وتظهر معظم المقالات سخريتَهُ المريرة من حالِ الشِّعر فى العالم العربى.

يذكر أن سيّد محمود؛ كاتب وصحفى، وحاصل على جائزة دبى للصحافة العربية. شغل عدة مواقع صحفية منها: رئيس تحرير جريدة القاهرة التى تصدرها وزارة الثقافة المصرية منذ أكتوبر 2014، وحتَّى استقالته فى أبريل 2017، ومن مؤلفاته: ديوان «تلاوة الظّل 2013» دار العين القاهرة 2014، وكتاب «فتنة السؤال مع الشاعر قاسم حداد» (تحرير) بيروت 2007.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك