-هيكل: الانخفاضات تدفع المصانع لتقديم حوافز للتجار لتنشيط المبيعات
-حنفي: الركود يجبر المصانع على تخفيض الطلب من الخردة
تراجعت أسعار خردة الحديد محليًا بنحو 2500 جنيه، وبنسبة وصلت إلى 10% خلال الشهر الحالي، رغم استقرار أسعارها عالميًا؛ ما أرجعه التجار إلى تراجع أسعار الدولار، وتخفيض مصانع الحديد مشترياتها منها مع تراجع طاقتها الإنتاجية، وسط ركود في مبيعات حديد التسليح.
وتراوح سعر طن الخردة في السوق المحلية منذ بداية الشهر الحالي بين 18 ألفًا و400 جنيه، و20 ألف جنيه بالنسبة للخردة التي تشتريها مصانع حديد التسليح، فيما وصل سعر الخردة التي تشتريها مصانع المسبوكات إلى 24 ألف جنيه، وهي الأفضل جودة، بحسب تجار تحدثوا لـ«الشروق».
وقال محمد حنفي، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن أسعار الخردة سجلت تراجعًا منذ بداية الشهر الحالي، بسبب انخفاض الطلب عليها في السوق المحلية من قبل مصانع الحديد.
وأضاف "حنفي"، أن استهلاك الخردة تراجع بشكل كبير خلال الفترة الماضية من قبل مصانع الحديد، بسبب ركود المبيعات الذي تشهده حركة بيع حديد التسليح في كثير من المصانع.
وانخفض إجمالي إنتاج مصر من حديد التسليح خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025 بنسبة 7%، ليسجل نحو 3.86 مليون طن، مقارنةً بـ4.16 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، بحسب اتحاد الصلب العربي.
كما تراجع إجمالي حجم المبيعات خلال الفترة نفسها بنسبة 3% إلى 2.97 مليون طن، مقابل 3.06 مليون طن في الفترة من يناير إلى يونيو 2024.
من جانبه قال أيمن هيكل، عضو غرفة الصناعات المعدنية، إن أسعار الخردة تراجعت في السوق المحلية رغم استقرارها عالميًا، تأثرًا بانخفاض كلفة استيرادها بعد تراجع أسعار الدولار خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى انخفاض الطلب محليًا.
ويذكر أن أسعار الدولار شهدت تراجعًا كبيرًا مقابل الجنيه خلال تعاملات شهر يوليو، لتسجل أدنى مستوى في 9 شهور عند 48.85 جنيه.
فيما تستورد مصانع الصلب نحو 90% من مدخلات الإنتاج، بحسب غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، بينما تعتمد على 10% من السوق المحلية.
بدوره، قال أيمن العشري، رئيس مجموعة العشري للحديد والصلب، لـ"الشروق"، إن انخفاض أسعار الخردة يشجع على تراجع أسعار حديد التسليح في السوق المحلي خلال الفترة القادمة.
وكان "العشري"، وعد خلال لقائه برئيس الوزراء مع أعضاء الشعب التجارية، أول أمس الثلاثاء، ضمن الاستعدادات لإطلاق مبادرة لخفض الأسعار، بخفض أسعار الحديد إلى أقل هامش ربح ممكن، على أن يتم الإعلان عن الأسعار الأسبوع المقبل.
ولم يحدد "العشري" نسبة متوقعة لتراجع الأسعار، مؤكدًا أن "الوفر المتحقق في تكاليف الإنتاج مؤخرًا يمنح المصانع مرونة في تخفيض الأسعار، لكن بعض المصانع قد لا تُقدم على خفضها بسبب ارتفاع حجم التزاماتها".
ورغم من الانخفاضات التي شهدتها أسعار الخردة في السوق المحلية، لم تتأثر أسعار حديد التسليح كثيرًا، بالرغم من اعتماد عدد من المصانع عليها كمكون رئيس في الإنتاج، منها: "العز، والمصريين، والسويس، وبشاي".
كما قال "حنفي"، إن مصانع حديد التسليح لا تستطيع تخفيض أسعارها، نظرًا لأنها تبيع في الأساس بسعر التكلفة، كما أن الزيادات في كلفة الإنتاج من أسعار الطاقة والكهرباء تلتهم انخفاضات أسعار الخردة.
فيما رأى هيكل، أن المصانع بدأت تتأثر نسبيًا بتراجع الخردة، بينما لم يظهر تأثيرها على المستهلك النهائي، حيث قدم عدد منها حوافز وخصومات سعرية لعدد من المتعاملين الرئيسيين معها.
وسجلت أسعار حديد التسليح استقرارًا محليًا في السوق لتتراوح بين 32,500 و38,200 ألف جنيه للطن.