شهادة نادرة.. ضابط إسرائيلي: قاتلت في غزة ولن أعود لهذه الأسباب - بوابة الشروق
الإثنين 1 سبتمبر 2025 1:18 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

شهادة نادرة.. ضابط إسرائيلي: قاتلت في غزة ولن أعود لهذه الأسباب

آية صلاح ووكالات
نشر في: الأحد 31 أغسطس 2025 - 10:07 م | آخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2025 - 10:07 م

في شهادة نادرة، يكشف ضابط إسرائيلي خدم في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 عن تحوله من قائد دبابة يقاتل في الميدان إلى رافض علني للخدمة العسكرية.

فبعد عام كامل من المعارك، اكتشف أن الحرب التي بدأت بدافع حماية بلده تحولت إلى حرب بلا هدف، تُدار من قبل حكومة شعبوية قومية ترفض إنهاء القتال وتقدم الجنود والرهائن والمدنيين إلى التهلكة، وفق تعبيره.

يروي يوتام فيلك، نقيب احتياطي بجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل تجربته القاسية، انتقاده الحاد لقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودعوته الصريحة لجنود الاحتياط إلى رفض المشاركة في إعادة احتلال غزة، مؤكدًا أن "الرفض اليوم ليس خيانة للدولة، بل السبيل الوحيد لإنقاذها"، وفق قوله.

*مشاركة عسكرية مشحونة بالغضب

قال فيلك في مقاله، إنه عندما وقعت هجمات السابع من أكتوبر 2023 كان الشعور بالألم "لا يطاق" في صفوف العسكريين الإسرائيليين لإحساسهم “"الفشل في حماية الأفراد الذين يحبونهم".

وأضاف فيلك أنه شارك في الحرب، مثل غيره من العسكريين، مشحونا بمشاعر "الغضب والذنب" بعد العجز عن مواجهة هذه الهجمات.

وأوضح فيلك أنه شارك في الحرب في قطاع غزة لمدة عام، كان خلاله قائدا لكتيبة دبابات ثم نائبا لقائد السرية التابعة لها. وشارك أثناء خدمته في مناورات برية داخل قطاع غزة بهدف تدمير أنفاق ومستودعات أسلحة تابعة لحركة حماس.

وأوضح أنه يوما بعد يوم بدأ يواجه الحقيقة الصارخة للحرب "الموت والدمار من مسافة قريبة، واتخاذ قرارات ثقيلة لا تراجع عنها، والمطالبة بالتصرف بشكل مستمر تحت النيران".

*إسرائيل ضلت طريقها

لكن فيلك أدرك بمرور الوقت "حقيقة قاسية"، كما قال، هي أن "دولتنا ضلت طريقها، إذ ذهبنا للحرب لإنقاذ أعز الناس لدينا، لكن اتضح لي أننا نقاتل لأن قادتنا لم يخططوا أبدا منذ البداية لوقف الحرب"، وفقا لموقع "الجزيرة نت".

وقدَّم فيلك ملامح "الحقيقة القاسية" التي اتضحت له بقوله "كانت حربا أشعلها قوميون شعبويون، يرفضون دفع الثمن السياسي اللازم لاتخاذ قرار وقف الحرب. وبدلا من ذلك طالبونا -نحن الجنود والرهائن والفلسطينيين- بأن ندفع الثمن من دمائنا".

وتابع في وصف المشهد في قطاع غزة قائلا "نشن حربا بلا جدول زمني وبلا أهداف يمكن تحقيقها وبدون استراتيجة للخروج (من الحرب)، وهذا الوضع القائم يقوض فكرة الدولة المعاصرة".

وأوضح أنه ومجموعة من العسكريين الإسرائيليين أصدروا رسالة عامة في 9 أكتوبر 2024، أعلنوا فيها أن "خدمتنا أصبحت غير قابلة للاستمرار في ضوء السياسة الإسرائيلية في غزة والأدلة المتزايدة على أن الحكومة تعمل عمدا على تخريب صفقات الرهائن".

وكانت النتيجة -وفق قوله- أن قائد وحدته العسكرية أصدر أمرا فوريا بوقفه عن العمل على الرغم من احتجاج الجنود الذين كانوا تحت قيادته.

يُذكر أن فيلك، ومعه مجموعة من العسكريين الإسرائيليين السابقين الذين شاركوا في الحرب في غزة ويرفضون العودة للخدمة، شاركوا في تأسيس منظمة "جنود من أجل الرهائن" لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى.

⦁ انتقاد نتنياهو وخطة احتلال غزة

ويرى فيلك أن خطة إعادة احتلال مدينة غزة ليست خطوة عسكرية مدروسة، بل هي أحد أعراض إدمان الاحتلال من قِبَل حكومة لا تعرف إلا التدمير، لا البناء، وفقا لوصفه

كما يرى أن إعلان نتنياهو الأسبوع الماضي عن عودة الفريق الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات جزءًا من نمط مألوف. في كل مرة تشتد فيها الاحتجاجات الشعبية، يُعلن عن تقدم أو عودة إلى المحادثات - ليسمح بانهيار العملية مرة أخرى. "السؤال الحقيقي هو لماذا تغادر إسرائيل طاولة المفاوضات أصلًا؟ لماذا نُقاد بدلًا من أن نقود؟".

*دعوة للامتناع عن الخدمة العسكرية

ودعا فيلك في مقاله عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، الذين استدعاهم الجيش للمشاركة في احتلال مدينة غزة، إلى الامتناع عن الخدمة في الجيش، مشيرا إلى أن "الآلاف امتنعوا عن الحضور (لمواقعهم) وتعرَّض البعض للسجن، وبقى كثيرون صامتين".

وأوضح فيلك أسباب دعوته للامتناع عن الخدمة العسكرية بأن الأمر لا يرتبط فقط بحياة الجنود، ولكن "بفكرة إسرائيل نفسها"، موضحا أنه "إذا واصلنا هذا الطريق، وسيطرنا بشكل كامل على مدينة غزة، فلن يتبقى شيء من الرؤية الهشة لإسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية، التي حددت من قبل هذه الدولة".

وأضاف قائلا "في ظل حكومة متهورة يقودها القوميون الشعبويون، ولا تقبل حدودا لسلطاتها، فإنه يجب على كل فرد يحب إسرائيل، البلد الذي عُرف من قبل بقدرته على النجاة من المستحيل، أن يفعل كل ما بوسعه ليجنبنا هذا المسار التصادمي".

وتابع "لم يعد هناك أي هدف يستحق تحقيقه من إطالة أمد الحرب. الآن هو الوقت المناسب لرفض التعاون، ورفض الرضوخ الصامت. إن رفض الخدمة ليس خيانة للدولة، بل هو السبيل الوحيد لإنقاذها".


*هكذا تنتهي الحرب

وفقا لفيلك، فهذه الحرب ستنتهي باتفاق. و"كل تأخير يجلب المزيد من الضحايا، ويزيد من احتمالية عدم عودة الرهائن أحياء، ويزيد من تآكل مكانة إسرائيل لدى الوسطاء والشركاء الدوليين".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك