توقعت الأداء السيئ، لكننى لم أتوقع النتيجة السلبية لمنتخبنا الوطنى تاسع العالم بالخسارة أمام النيجر المصنف رابعا فى قرعة المجموعات للتصفيات الأفريقية، و153 فى قائمة تصنيف الفيفا، ويبدو لى أن رجال السويسرى جوزيف بلاتر قد خدعونا كالعادة، ووقعنا فى الفخ للمرة الثانية بعد التعادل مع سيراليون بالقاهرة فى بداية مشوار التصفيات، وكأننا لا نريد أن نعى الدرس أبدا.

توقعت الأداء السيئ.. وأعتقد أن كثيرين غيرى توقعوا ذلك ولكن أشد المتشائمين لم يخطر بباله أن يخسر منتخبنا من النيجر وتصبح فرص لحاقه بركب المتأهلين إلى نهائيات أمم أفريقيا صعبة ومرهونة بنتائج الآخرين، ولعل القدر كان رحيما بنا حين تعثرت جنوب أفريقيا بتعادلها السلبى مع سيراليون فى العاصمة فرى تاون ليعود إلينا بصيص الأمل فى العودة إلى المنافسة على بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة السابعة فى ملحق أفضل ثوان على الأقل.

توقعت الأداء السيئ.. فما أشبه الليلة بالبارحة، ما حدث ليلة الأحد الماضى أعاد للأذهان سيناريو تصفيات مونديال 2010، التى بدأها منتخبنا بالتعادل مع زامبيا بالقاهرة ثم الهزيمة من الجزائر فى الجزائر، وهو نفس المشهد وإن تغير الأبطال فى السيناريو المكرر نظرا للفارق الفنى والتاريخى بين منتخبى زامبيا والجزائر مقارنة بمنتخبى سيراليون والنيجر، ودعائى ألا يتكرر مشهد الختام المأساوى فى أم درمان، بعدم تأهل حامل اللقب للنهائيات.

توقعت الأداء السيئ، فى غياب زيدان والصقر وعبدربه، الذين أصابتهم لعنة الرباط الصليبى تباعا، ومعهم جدو أفضل بديل، إضافة إلى متعب المرفوع «بمزاجه» مؤقتا من الخدمة انتظارا للقيد فى يناير.

توقعت الأداء السيئ، فالقماشة المتاحة أمام شحاتة، والتى اختار قائمة المنتخب منها تمثل أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والحرس وإنبى خماسى القمة فى المسابقة المحلية فى السنوات الأخيرة، وأنت تعلم عزيزى القارئ، وأنا أعلم مدى تراجع مستوى أغلبهم، فلاعبو الأهلى ليسوا الشياطين الحمر، الذين أرهبوا أسود ونسور ونمور ونجوم القارة السمراء لسنوات عديدة فى دورى أبطال أفريقيا، ولاعبو الزمالك يوم فوق وثلاثة تحت، ولاعبو الإسماعيلى فاقوا من كبوة وداع البطولة الأفريقية بالفوز على الأهلى لتصيبهم صدمة تراجع النتائج فى المسابقة المحلية.. ولاعبو حرس الحدود انفرط عقدهم، وأخيرا لاعبو إنبى ضل بهم الطريق فى بطولة الدورى رغم بذخ الإدارة فى التعاقد معهم ومكافأتهم.

توقعت الأداء السيئ.. وأقولها صريحة لشحاتة ومعاونيه شوقى وصدقى وسليمان «الاعتماد على أهل الثقة فقط لن يفيد فى المرحلة المقبلة» أنتم الخاسرون وهم باقون، وسياسة الإحلال والتجديد التى ترفعون شعارها لن تؤتى ثمارها إلا بمنح الثقة والفرصة كاملة للجدد والصغار، ومراجعة كشف حساب القدامى والكبار.

توقعت الأداء السيئ، فقد تخلى «الجنرال حظ» عن شحاتة فى مواجهة «معزة» النيجر وسحرتها ومشعوذيها، ولم تعد «بدلة» الهوارى هى الفأل الحسن أو التميمة التى تجلب النصر لمنتخبنا.وأخيرا.. توقعت الخسارة بعد بداية المباراة بدقائق وأنا أرى ثلاثى هجوم النيجر المرعب داودا كاميللو وموسى مازو والحسن إيوسفو، وهم يتلاعبون بمدافعى منتخبنا، ويهدرون الفرص تباعا، وأمامهم لاعبون لا حول لهم ولا قوة «دفاع هش.. وسط تائه.. هجوم بلا أنياب».

وفى النهاية.. أقولها للمعلم قبل فوات الأوان والبكاء على اللبن المسكوب. «عفوًا.. لقد نفد رصيدهم» من فضلك أعد الشحن.. ولمزيد من المعلومات برجاء الاتصال بخدمة العملاء.