النداء الأخير - شريف عبد القادر - بوابة الشروق
الأربعاء 22 مايو 2024 4:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

النداء الأخير

نشر فى : السبت 16 أكتوبر 2010 - 10:12 ص | آخر تحديث : السبت 16 أكتوبر 2010 - 10:12 ص

  ● لاعب متمرد يريدها بحثا عن الخلع.. مدرب يجدها ضالته لتبرير إخفاق.. وإدارة عاجزة تراها الحل السحرى لعدم الوفاء بعهودها وعقودها.. إنها الأزمة المالية السابقة والحالية واللاحقة، نعم هى الازمة المالية الطاحنة التى عصفت وستعصف بباقى الاندية الجماهيرية من جدول الدورى.

● قبل الانتخابات وعود براقة وبرامج يسيل لها لعاب الناخبين امام صناديق الاقتراع من عينة «مدرب عالمى ــ مهاجم سوبر ــ صفقات من العيار الثقيل ــ حمام سباحة أوليمبى ــ تحديث المبنى الاجتماعى ــ مقر جديد للنادى بمساحة 50 فدانا «بالتجمع التاسع عشر» ــ مصيف للاعضاء مطل على شاطئ الغرام ــ ملعب يسع 40 ألف متفرج اسفله جراج متعدد الطوابق لـ«تحت» ــ مول تجارى بداخله «هايبر ماركت.. من الإبرة للصاروخ «مهبط للطائرات الشارتر لاستقبال العاملين بالخارج» خميس وجمعة» ــ بوتيكات تغلف سور النادى.. الخ.. الخ، وفجر السبت بعد إعلان النتيجة، يبدأ الأعضاء فى تقديم طلبات الإحاطة لمجلسهم الموقر طمعا فى تنفيذ البرنامج الانتخابى، ويعقد المجلس اجتماعه الأول بهيئته الجديدة وبعد ساعات طويلة من مناقشات ومداولات وخناقات وصراعات يخرج علينا المجلس ببيان مهم ملخصه: «منين يا فرج.. ويا دلال».

وهنا يبدأ المسلسل الهابط بحل المجلس الفاشل فى تنمية موارد النادى وتعيين مجلس آخر يقوده رجل أعمال تكون مواصفاته «محب للنادى.. غاوى شهرة.. مرشح للبرلمان.. ايده فرطه على اللاعبين.. مشجع من الدرجة الثالثة.. يعمل بالنفط أو الغاز أو السياحة أو الحديد أو أراضى الدولة.. مؤهل عال من جامعة خاصة فى رومانيا.. خبرة فى زيادة الديون المتلتلة وتوقيع الشيكات بدون رصيد».

● والمؤكد أن الاندية الجماهيرية فى طريقها للانقراض، فلم يتبق سوى الاهلى والزمالك والاسماعيلى والاتحاد السكندرى والمصرى البورسعيدى فى جدول الدورى، وأكاد أجزم أن الأزمة المالية التى يعانى منها هذا الخماسى ستدفع بهم إلى الهاوية قريبا جدا فى مواجهة أندية الشركات والاشخاص، فالأهلى نادى القرن الاكثر شعبية يعانى من أزمة مالية اخفتها انتصارات فريق الكرة، وإن أعلن عنها رئيس النادى الذى يبحث تخفيض عدد اللعبات التى تكبد خزينة النادى أموالا طائلة دون أى عائد، والزمالك الضلع الثانى فى مثلث الكرة المصرية مرضه المالى مزمن منذ سنوات وعلاجه يصعب على أطباء ميت عقبة، رغم الجماهيرية والبوتيكات وبيع وإعارة النجوم، أما الاسماعيلى الضلع الثالث فى نفس المثلث فحدث ولا حرج، عمال وموظفون يعملون بلا رواتب وضرائب حجزت على أرصدة ناد انقطعت عنه الكهرباء والمياه، فمن أين يأتى مجلسه بمصاريف فريق الكرة، النشاط الرياضى الوحيد بالنادى الكبير، ولولا ابوعلى فى المصرى ومصيلحى إلى حد ما فى الاتحاد السكندرى لهبط الفريقان الموسم الماضى إلى دورى النسيان.

● وندائى الاخير.. الأمر جد خطير، وأخشى أن يأتى يوم ونشاهد على شاشة قناة «old sport» المالك الحصرى لحقوق بث دورى السبنسة مباراة الصعود إلى دورى الظل بين نادى شبان العاصمة وشبان المناشى.

والحل لن يكون عند الجهة الإدارية، فالديون ثقيلة ولا قبل لصقر بسدادها والميزانية محدودة وأوجه الصرف عديدة، ولابد من تعديل أو تغير فى اللوائح والقوانين المنظمة للعمل داخل الهيئات الرياضية، خاصة مع اقتراب تنفيذ أوامر «الفيفا» بتطبيق دورى المحترفين فى أندية لايزال الهواة والمتطوعون يحكمونها بعقلية القطاع العام فى زمن الخصخصة.

شريف عبد القادر كاتب صحفي وناقد رياضي
التعليقات