نحن ملوك الإحباط - جمال نور الدين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 9:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحن ملوك الإحباط

نشر فى : الجمعة 17 ديسمبر 2010 - 11:19 ص | آخر تحديث : الجمعة 17 ديسمبر 2010 - 11:19 ص

 توقفت كثيرا عند تصريح رئيس المفوضية الأوروبية قبل أن يتم اختيار الدولة المنظمة لمونديالى 2018 ــ و2022 وتناقلته جميع وسائل الإعلام من حولنا، ومع الأسف لم يلتفت إليه أحد فى مصر ولم نهتم بما جاء فيه، فقد جاءت كلمات الرجل واضحة وصريحة عندما أعلن أن الدول الأوروبية لن تقف إلا مع من يحقق مصالحها، وسوف تعطى صوتها لأصدقائها فقط بغض النظر عن حجم الدول المتنافسة، وهو ماوضح جليا فى فوز روسيا وهى ممثلة الكتلة الشرقية التى كانت معزولة عن المصالح الأوروبية منذ زمن وحان الوقت لأن تنضم إليها وهو ما جاء على حساب جميع الدول الأخرى.


فقد كانت العوامل السياسية والاقتصادية هى أول الأسباب التى تحكمت فى عملية التصويت، وهو ما حدث أيضا مع قطر الدولة الصغيرة التى أصبحت حديث العالم كله ومصدر انتقاد لبلاتر نفسه فى كل المناسبات التى يوجد فيها، ولكن أحدا لم يسأل نفسه عن إمكانات قطر الرهيبة فى عدد من المجالات التى تقدمها للعالم دون أن تعلن عنها وهى الدولة التى تفوقت على أمريكا بكل جبروتها لتكون هى عروس المونديال عام 2022، وهو يعكس مصالح الكتلة الأوروبية معها دون غيرها وهو العامل الذى رجح كفتها على أقرانها ممن تقدموا بملفات من الممكن أن تكون أفضل ولكن هناك عوامل لابد أن نعترف بها غير القدرة التنظيمية والملاعب والمواصلات والإمكانات.


هذا فكر الآخرين فى اختيار الدولة المرشحة لتنظيم أى بطولة قارية أو عالمية وهو رد بالغ الأهمية لمن فتح صفحة صفر المونديال هذه الأيام ودق ناقوس الخطر خشية أن نحصل على صفر ثان فى ملف ألعاب البحر المتوسط، وهو الملف الذى تمت مناقشته بمجلس الشورى والأصوات التى طالبت بعدم خديعة الشعب المصرى مرة أخرى وردود كل من حسن صقر على هذا وكلمات زاهى حواس التى وضعت النقاط فوق الحروف.


ولكن هل اختيار الدولة المضيفة لألعاب البحر المتوسط يخضع لكل العوامل التى تحدثنا عنها من خلال تصريحات مسئول المفوضية الأوروبية؟ نعم هناك حسابات أخرى أصبحنا الآن ندركها بعيدا عن الملف الجيد وإمكانات البنية التحتية للدولة وهى عوامل سياسية واقتصادية ومجتمعية لابد أن يتم التكامل بينها جميعا من أجل الفوز بتنظيم أى بطولة دولية قادمة، ومهما يحدث من تصريحات ومعارك كلامية فأنا مازلت مقتنعا بأن ملف البحر المتوسط يحتاج إلى تدخلات فى جميع المستويات ولا نكتفى بالترويج عن طريق الماضى والتاريخ، أتمنى لمصدرى التشاؤم ومروجى الشائعات ومحتكرى اليأس أن يبتعدوا عن الكلام فى ملف ألعاب المتوسط حتى لاينتقل هذا الشعور إلى بعض الأصوات التى تقرأ العربية.


يا عالم إذا كنا لا نثق فى إمكانات بعضنا البعض فلماذا نطلب من الآخرين الوثوق بنا.

جمال نور الدين كاتب صحفي رياضي تولى منصب نائب رئيس مجلة الإذاعة والتلفزيون وساهم في تأسيس القسم الرياضي في صحيفة الشروق له العديد من البرامج الرياضية الإذاعية والتليفزيونية التي كان لها صدى جماهيري وتأثير كبير في الوسط الرياضي ..شارك في تغطية العديد من البطولات العالمية والدولية وحصل على جوائز في التفوق الصحفي أخرها جائزة نقابة الصحفيين المصرية عام 2007.
التعليقات