يثير ارتفاع عُمر مرشحى الرئاسة الأمريكية، الجمهورى والرئيس الحالى دونالد ترامب والمرشح الديمقراطى جو بايدن، مخاوف بعض الخبراء من قدرتهما على الاستمرار فى السباق الرئاسى.
وضاعف انتشار فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع فى الولايات المتحدة، فى وقت وصل فيه عدد الإصابات لما يقرب من 5,4 مليون حالة واقتراب عدد الوفيات من 170 ألف شخص حتى نهاية يوم الأربعاء الماضى، من القلق على مصير مرشحى الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها فى الثالث من نوفمبر القادم.
ويعد المرشحان هما الأكبر فى التاريخ الأمريكى من حيث السن عند الترشح، وقبلهما كان رونالد ريجان هو الرئيس الأكبر سنا عندما تبوأ مهام منصبه الرئاسى مع بلوغه السبعين من العمر عام 1981.
ويقترب عمر المرشح جو بايدن من 78 عاما إذ ولد فى العشرين من نوفمبر 1942، فى حين يبلغ ترامب 73 عاما حيث ولد فى 14 يونيو عام 1947.
***
إذا حدثت وفاة أحد المرشحين قبل انعقاد المؤتمر العام لحزبهما والتى تجرى لاحقا هذا الشهر، يتم فى الأغلب تصعيد نائب الرئيس، مايك بينس فى حالة الحزب الجمهورى، والسيناتورة كامالا هاريس التى اختارها جو بايدن لمنصب نائبة الرئيس.
بعض الولايات تلزم مندوبيها بالتصويت للمرشح الفائز فى انتخاباتها التمهيدية، وبعض الولايات تمنح مرونة أكبر للمندوبين فى الظروف القاهرة أو الطارئة.
أما فى حالة سيناريو الوفاة بعد المؤتمر العام للحزب وقبل إجراء الانتخابات بوقت كاف يختلف تناول الحزب لكيفية اختيار مرشح بديل.
فى حالة الحزب الجمهورى يجتمع أعضاء اللجنة القومية للحزب البالغ عددهم 168 (ثلاثة من كل ولاية وإقليم أمريكى)، ويمنح كل عضو وزن نسبى طبقا لعدد سكان ولايته، ويتم انتخاب مرشح جديد، وغالبا يكون نائب الرئيس.
فى حالة الحزب الديمقراطى يجتمع أعضاء اللجنة القومية للحزب البالغ عددهم 447 عضوا ليتم اختيار مرشح جديد بأغلبية بسيطة (50%+1)، ويكون فى الأغلب الشخص المرشح لمنصب نائب الرئيس.
***
أما سيناريو الوفاة قبل الانتخابات بأيام قليلة، فيجمع أغلب الخبراء على تصعيد شخص نائب الرئيس ووضعه مكان الرئيس، واختيار نائب رئيس جديد.
إجرائيا قد يتعقد هذا السيناريو إذا حدثت الوفاة قبل يوم أو اثنين من موعد الانتخابات بحيث يستحيل طباعة بطاقات اقتراع جديدة بأسماء جديدة، خاصة أنه قد يكون تم تلقى بعض البطاقات عن طريق التصويت بالبريد فى بعض الولايات.
أما فى حالة سيناريو الوفاة بعد الانتخابات (3 نوفمبر 2020) وقبل تنصيب الرئيس الجديد (20 يناير 2021)، فقد أقر التعديل العشرين للدستور الأمريكى أنه إذا توفى الرئيس المنتخب قبل تنصيبه رئيسا فى العشرين من يناير ينتقل المنصب تلقائيا لنائب الرئيس.
وعند حدوث الوفاة قبل التوثيق الرسمى على نتائج الانتخابات والذى يجرى فى منتصف شهر ديسمبر، يمكن لأعضاء المجمع الانتخابى تغيير اسم الرئيس فى وثائقهم الرسمية التى يقدمونها للكونجرس لاعتماد نتائج الانتخابات.
وتحظر قوانين بعض الولايات تغيير أعضاء المجمع الانتخابى بها اسم المرشح الفائز فى الانتخابات، إلا أن هناك مرونة فى هذه الحالات القاهرة.
***
يعتقد الكثير من الأمريكيين أن ترامب قد يقدم على خطوة تأجيل أو إلغاء انتخابات الرئاسة المقبلة بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستمرة، وأن يستغل حالة الطوارئ الفيدرالية فى سبيل تحقيق ذلك.
ولا يعبر ذلك عن حالة الهيستريا التى تشهدها الولايات المتحدة فقط، إذ لا يمكن دستوريا تأجيل أو إلغاء الانتخابات الرئاسية إلا تحت ظروف قصوى.
ومنذ الاتفاق على موعد الانتخابات الرئاسية عام 1845 لم يتغير هذا الأمر الذى يحتاج إلى إصدار قانون جديد من الكونجرس وأن يعتمده رئيس الجمهورية، وألا تعترض عليه السلطة القضائية. ولم يترك الكونجرس أى مبرر أو سبب يمكن منه للولاية ألا تعقد الانتخابات الرئاسية فيها فى الموعد المحدد.
ونص الدستور على ضرورة قيام أعضاء الكونجرس بحلف اليمين وأخذ القسم قبل الثالث من يناير وأن ينصب رئيس جديد فى العشرين من الشهر ذاته.
***
دستوريا تنتهى رئاسة دونالد ترامب فى تمام الساعة الثانية عشر ظهر يوم 20 يناير 2021 تحت أى ظرف من الظروف، ولا يمكن دستوريا أن يظل ترامب رئيسا بعد هذا التاريخ إلا إذا تم إعادة انتخابه، ولا يصبح رئيسا بعد هذا التاريخ حتى مع عدم إجراء انتخابات جديدة.
وعلى مدار التاريخ الأمريكى، لم يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية، وأجريت الانتخابات أثناء الحرب الأهلية وأثناء الحربين العالميتين. لكن إذا تم تأجيل الانتخابات، وهو ما يتطلب موافقة مجلسى الكونجرس، تصبح زعيمة مجلس النواب رئيسا جديدا للولايات المتحدة ظهر يوم العشرين من يناير القادم، لكن ذلك سيناريو يصعب تخيله.