صحيفة الخليج ــ الإمارات: قرية أم قفص؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 1:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحيفة الخليج ــ الإمارات: قرية أم قفص؟

نشر فى : الخميس 24 مارس 2022 - 8:40 م | آخر تحديث : الخميس 24 مارس 2022 - 8:40 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا بتاريخ 23 مارس للكاتب حسن مدن يقول فيه إنه على الرغم من التسميات الكثيرة التى تطلق على العصر الراهن، مثل عصر الرقمنة أو المعلومات أو الحاسب الآلى، إلا أن التسمية المناسبة التى يقترب منها هذا العصر هو عصر ما بعد الإنسانية أو عصر الأوهام، ويقول الكاتب إن التكنولوجيا لا يجب عليها أن تكون عصرا نعيشه بل أداة تساعدنا على فهم حياتنا.. نعرض منه ما يلى. 

قيل الكثير من المدائح فى «فضائل» وسائل التواصل الاجتماعى، وفى ما وفّره العالم الافتراضى من فرص للتواصل بين البشر لم تكن متيسّرة فى الماضى. ربما بات للواحد منا أصدقاء افتراضيّون أكثر من أولئك الفعليين، وأغلبية هؤلاء الافتراضيين سيظلون كذلك، أى أننا لن نلتقى بهم يوما فى الحياة، فبيننا وبينهم محيطات وقارات، وسيقول قائل، وهو فى ذلك محق، حتى القارات والمحيطات بات عبورها سهلا ومتاحا، كما لم يكن ذلك من قبل، فبين أبعد قارة عنا لا يلزمنا أكثر من بضع ساعات من الطيران للوصول إليها، فى عالم يوصف بأنه بات قرية كونية.

ولكن الافتراضى مهما أصبح واقعيا يظل افتراضيا، وهذا قول ليس فيه حكم قيمة، أى أننا لا نميل إلى وصفه بالسلبى والإيجابى، ولا بأس أن نلجأ هنا إلى نمط الإجابات التوفيقية عن أى سؤال يوجّه لنا عن رأينا فى أمر ما، فنردّ بالقول: له إيجابيات وله سلبيات، وهى إجابة محايدة إلى حدٍ بعيد، لا نخلص منها إلى رأى قاطع.

باحث فى مجال التكنولوجيا والثقافة اسمه نيكولاس كار، نشرت مجلة «الثقافة العالمية» الكويتية ترجمة لمقال له وضعها د. محمد الشيمى، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة بنى سويف فى مصر، لا يذهب فيه إلى القول إن العالم بات قرية، وإنما على العكس تماما، فقد اختار لمقاله هذا عنوان: «العالم أصبح قفصا كبيرا»، والقفص قفص حتى لو كان كبيرا.

فى هذا المقال يعبّر الكاتب عن حيرته فى تسمية العصر الذى نعيشه، فهل هو عصر الرقمنة، أو المعلومات، أو الإنترنت، أو الحاسب الآلى؟ هل هو عصر الاتصال أو «جوجل»، أو هو عصر الرموز التعبيرية (الإيموجى)، أو الألعاب السحرية؟ هل هو عصر الهواتف الذكية، أو البيانات، أو «الفيسبوك»، أو «الروبوت»؟

 لا يقطع الكاتب بأى وصف نصف به عصرنا، ولكنه يفاجئنا بإنهاء أسئلته هذه بالسؤال التالى: «هل هو عصر ما بعد الإنسانية»؟ مشيرا إلى أنه كلما أكثرنا من الأسماء التى يمكن أن نطلقها على هذا العصر اقتربنا أكثر من الوهم.

 وفى خلاصة تجربته فى الحياة يصل نيكولاس كار، إلى أنه لا يريد من التكنولوجيا عالما جديدا، بل يريدها أدوات لاستكشاف العالم والإنصات إليه، يريدها أن تحقق له ما عناه شاعر وكاتب إيرلندى معاصر، هو جيرالد مانلى هوبكنز، (توفى فى عام 2013) بقوله: «أشياء مفارقة للمألوف، أشياء مستحدثة، غريبة».

لا يبدو هدف كهذا سهلا، لسبب معقد، وإن بدا بسيطا، هو أن عالم الرقمنة ليس مجرد منظومة وسائل نستعين بها لتحقيق ما نرغب فيه، وإنما لأنه، بدوره، يعيد تشكيل ذواتنا، وعينا ذلك، أم لم نعِ.

التعليقات