ألف ليلة وليلة.. حكاية تجذب من يقرؤها لعالم بعيد منذ أن سردتها فتاة حكيمة استطاعت هزيمة السيف بالحكاية؛ لتكون في تلك الحكايات ما يسلي المهمومين عن أحزانهم ويعطي حكمة وعبرة لمن يريد المعرفة، وتحمل الكثير من الطرائف والعجائب في عالم فريد يعج بالملوك المتصارعين على السلطة، والحسناوات الآتي يتلاعبن بمقاليد الحكم، والسحرة والجن، وكثير من القصور والبساتين من العصور الغابرة.
وتسرد جريدة "الشروق" ما روته الملكة شهرزاد من وحي الخيال للملك شهريار عن قصة المرأة والرغيفين.
وتقول "شهرزاد"، إن ملكا فاجرا قرر أن من تصدق بصدقة تقطع يده فتوقف الناس عن التصدق على الفقراء، وكانت امرأة حسناء بتلك البلد فأتاها فقير يطلب الصدقة فخافت بطش الملك فتوسل لها الفقير فرقت له وأعطته رغيفي، ولكن الملك عرف أمرها فقطع يديها.
وتابعت: "أراد الملك الزواج فسأل أمه فخطبت له المرأة صاحبة الرغيفين؛ لشدة جمالها فتزوجها الملك وأعجب بها، فغارت زوجات الملك من المرأة مقطوعة اليدين، فادعت زوجاته أنها زنت وأن ابنها من الملك مشكوك في نسبه، فأمر الملك بنفيها إلى الخلاء".
وأكملت: "رأت المرأة نهرا بالخلاء فأردت أن تشرب منه فسقط ولدها غريقا بالنهر، تحسرت المرأة وظلت تبكي حتى أتى رجلان فسألاها عن حالها فأخبرتهما بقصتها، دعا الرجلان الله -جل وعلا- فخرج الولد من النهر سليما وأصبح للمرأة يدين بدلا من التي قطعت".
واختتمت: "سألت المرأة عن حال الرجلين فقالا لها: نحن الرغيفان الذان تصدقتي بهما على الفقير".
اقرأ أيضا: ألف ليلة وليلة (9).. السندباد مع الرخ والعملاق آكل البشر