قبل حوار بيترسبرج للمناخ، أعرب نشطاء في حماية البيئة عن صدمتهم من أن مؤتمر المناخ العالمي المقبل "كوب 28" في دبي سيرأسه مدير شركة نفط.

ورئيس مؤتمر "كوب 28" المقبل هو سلطان أحمد الجابر، وهو وزير الصناعة الإماراتي ورئيس شركة النفط المملوكة للدولة "أدنوك". ويشارك الجابر في حوار بيترسبرج للمناخ الذي سينعقد في برلين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين تحت إشراف وزيرة الخارجية أنالينا بربوك.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة "جرينبيس" المعنية بشؤون البيئة، مارتن كايزر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين إن المنظمة "منزعجة للغاية"، متحدثا عن سابقة خطيرة وتضارب غير مسبوق في المصالح، وقال: "يبدو الأمر كما لو أن وكالة البيئة الألمانية الاتحادية يرأسها رئيس شركة فولكس فاجن"، مطالبا الأمم المتحدة بوضع حد لهذا، وقال: "لإنهاء تآكل ثقة الرأي العام في الأمم المتحدة، يجب على الأمين العام أن يحظر سياسات تضارب المصالح".

ومن المتوقع أن يحضر مشاركون من حوالي 40 دولة حوار المناخ في برلين. ومن المقرر أيضا أن يلقي الجابر كلمة، والذي سيرأس مؤتمر المناخ الدولي في دبي في الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر المقبل. ويضطلع رئيس مؤتمر المناخ الدولي بدور مهم كوسيط في التسويات بين ما يقرب من 200 دولة.

وتعد الإمارات من بين أكبر عشرة منتجين للنفط في العالم، وعلى الرغم من أزمة المناخ، فإنها تريد زيادة إنتاج النفط والغاز الضارين بالمناخ. وفي النصف الثاني من عام 2022 وحده قامت "أدنوك" بتشغيل ثماني منصات حفرية جديدة، وزاد صافي أرباحها بأكثر من 30% إلى حوالي 800 مليون دولار.

ومع ذلك، تدعو وكالة الطاقة الدولية بشكل مُلح إلى عدم التنقيب عن مخزونات نفط وغاز جديدة بأثر فوري من أجل احتواء أزمة المناخ. كما تحذر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن الاستثمارات في المستودعات الأحفورية الجديدة لا تتوافق مع هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل عصر الصناعة.

وقال بريس بومر من منظمة الشفافية الدولية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه من الضروري أن تضع الأمم المتحدة قواعد واضحة لتجنب مثل هذا التضارب في المصالح، مشيرا إلى أنه تم اعتماد أكثر من 600 فرد من أعضاء جماعات ضغط النفط والغاز في مؤتمر المناخ العالمي الأخير في مصر.

وبشأن تعيين الجابر رئيسا للمؤتمر المقبل، قال بومر إن اختياره يهدد مصداقية الأمم المتحدة، موضحا في المقابل أنه ليس من السديد مقاطعة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي، لأن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة الفساد والنفوذ غير المناسب.

وتكرس منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية جهودها لمكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم منذ 30 عاما.

وكررت المدير التنفيذي لشبكة العمل المناخي، تسنيم إيسوب، مطالبتها بأن يستقيل الجابر من منصبه كرئيس تنفيذي لأدنوك - على الأقل في الوقت الذي تستضيف فيه الإمارات مؤتمر المناخ، موضحة أن مثل هذه الخطوة ستضمن حدا فاصلا بين مناصبه.

وذكرت إيسوب أن رئيس المؤتمر العالمي للمناخ يجب أن يتصرف بموضوعية وأن يكون خاليا من مصالح صناعة الوقود الأحفوري، مضيفة أنه كان ينبغي لدبلوماسية الأمم المتحدة بشأن المناخ إصدار مجموعة من القواعد المنظمة لهذا الأمر "منذ عقود". وتضم شبكة العمل المناخي أكثر من 1300 منظمة لحماية المناخ في حوالي 130 دولة.