أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أنه لن يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة إلا بشروط المقاومة، قائلاً إن الحركة قدمت رؤيتها لمصر وقطر، حيث تركز تلك الرؤية على الوقف الشامل للعدوان والاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني العادلة.
*الأسرى وحكم القطاع
وقال هنية، خلال كلمته، التي نقلتها شبكة "الجزيرة" الإخبارية: "لن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة؛ فهي سيدة المكان والزمان في غزة وفلسطين"، مضيفاً: "وفي ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها الذي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة".
وأوضح هنية أن الحركة تلقت العديد من المبادرات التي تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي الصادرة عن جهات وشخصيات فلسطينية وعربية، وأنهم أكدوا تمسكهم الحركة بوحدة الشعب والقضية، وانفتاحهم على كافة المكونات الوطنية من أجل إعادة بناء المرجعية الوطنية عبر الخيار الديمقراطي إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع ".
وأشار إلى أن "العمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت وفي مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير"، مشدداً على أنه لن يكون "هناك فوضى أو فراغ في القطاع؛ فالأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حاليا والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان".
وقال: "نعمل على مدار الساعة مع الجميع من أجل أن يحصل شعبنا على احتياجاته وينعم بالحرية والاستقلال، وفي الوقت ذاته إذ نحمّل الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذه المعاناة".
*رواية الاحتلال الزائفة
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، أوضح رئيس المكتب السياسي للحركة: "بدأ الاحتلال يروج بأنه ينتقل من المرحلة الثانية إلى الثالثة للقيام بعمليات عسكرية مركزة لمنع المقاومة من النهوض، ولكنها ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها فأبطال فلسطين، أبطال غزة، أبطال القسام (الجناح العسكري للحركة) وكل فصائل المقاومة، يصنعون اليوم تاريخا وعهدا جديدا لفلسطين حرة عزيزة كريمة".
وأكد هنية أن "المقاومة ما زالت في تصاعد متواصل، تذيق هذا العدو وجيشه جزاء جرائمهم، فالمقاومة بخير، والمقاومون وقياداتهم بخير، والنصر صبر ساعة، وعدونا إلى اندحار".
وأشار إلى أن العمليات التي يراها الشعب والأمة "هي غيض من فيض مما تقوم به المقاومة كل يوم وساعة"، مشدداً على أن "كل يوم يمر يزيد مقاومتنا قوة وصلابة وثقة بالنصر".
وأكد أن "هذا العدوان سيتوقف تحت ضربات المقاومة وصمود شعبنا، وليس أمام الاحتلال إلا الاستجابة لإرادة شعبنا"، مشيراً إلى أن "الاحتلال أراد من هذه المعركة بث روح الهزيمة والانكسار لدى عموم شعبنا فانقلب السحر على الساحر، وظهر كذب الاحتلال وانكشف وجهه القبيح".
*المسئولية الأمريكية ورؤية جديدة للقضية
وحمل هنية الدول التي شاركت وساندت هذا العدوان "خاصة الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة من حيث دعمها العسكري والأمني والسياسي لدولة الاحتلال، والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الذي ينادي بوقف العدوان إنصاف شعبنا".
وتابع: "لقد وضعت هذه الحرب شعبنا وقضيتنا في محطة جديدة مختلفة يدرك فيها العالم أجمع أن لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقبلة وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة، وأن لا مستقبل للاحتلال على أرضنا بل لا شرعية للاحتلال على شبر من أرض فلسطين".
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إن الحرب أكدت أن "شعبنا ليس وحيدا، بل معه أمتنا العربية والإسلامية والكثير من الأحرار في العالم شرقا وغربا"، موجهاً التحية لكل المشاركين "في إسناد هذه المعركة العظيمة على امتداد الوطن العربي والإسلامي والتحية والاعتزاز للشهداء الذين قضوا في اسناد المعركة في لبنان واليمن والعراق".
ووجه هنية حديثه إلى الحكومات حول العالم، قائلاً: "آن الأوان للحكومات الاستجابة إلى الحق والضمير والمعاني الإنسانية التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية وأن تتخلى عن صمتها على الانحياز الأمريكي الغربي للاحتلال وتعاملها بإزدواجية معايير فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها"، متوجهاً بالتحية إلى جنوب أفريقيا، التي خصها بالذكر، بعدما توجهت بشكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال بسبب الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
*شعب مثابر وضفة شامخة
كما أشاد هنية بشعب غزة الذي قال عنه إنه "في اليوم الثامن والثمانين للعدوان الصهيوني على قطاعنا الحبيب لا يزال شعبنا الفلسطيني يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحدي، وهو يقدم نماذج أعجزت العالم وجعلته يقف احتراما واجلالا أمام هذا العطاء."
وأضاف: "شعبنا العظيم يستحق أسمى آيات التحية والتقدير والاحترام، فقد أثبت رغم الوجع الكبير الذي يعيشه من ألم النزوح والتدمير والمجازر التي تعرض لها رغم ما يواجهه من أهوال وجرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها هذا العدو الذي استباح كل شيء بمنتهى الهمجية والوحشية".
وفيما يتعلق بعنف المستوطنين، قال هنية: "شعبنا في القدس والضفة رغم التنكيل والقمع والإرهاب والاقتحامات والإعدامات والاعتقالات التعسفية وعربدة المستوطنين وتقطيع الأوصال، إلاّ أن الضفة ستبقى عصية شامخة ومتجددة في مقاومتها وأجيالها محتفظة بحقها في المواجهة الموحدة والشاملة مع إخوانهم في غزة وفي كل مكان".
وأكد هنية أن "القضية الفلسطينية وغزة هي قضية إنسانية سياسية عادلة، ونتطلع كشعب عانى ويعاني من احتلال عنصري لأكثر من 75 عاماً أن يصدر قرار يحقق العدل لشعبنا وقضيته ويوقف جرائم الحرب التي تجري اليوم في غزة".