اليوم.. اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث «جرائم الاحتلال».. وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 18 فلسطينيًا
لليوم الرابع على التوالى، واصل الفلسطينيون، اليوم، فاعليات «مسيرة العودة» فى غزة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عددا من الأطفال. جاء ذلك تزامنا مع إعلان وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، اليوم، عن خيارين أمام الفلسطينيين للتحرك فى الأمم المتحدة بشأن قتل جيش الاحتلال 18 فلسطينيا فى قطاع غزة خلال مجزرة «يوم الأرض» التى انطلقت الجمعة الماضية.
وأوضح المالكى، فى حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن الخيار الأول يتضمن «الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ترجمة اقتراحه حول تشكيل لجنة تحقيق بالأحداث»، والثانى يتضمن «تقديم مشروع قرار فى مجلس الأمن لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى».
وأكد المالكى على استمرار المشاورات مع جميع الأطراف الدولية للتحرك نحو مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية بشأن ما جرى فى قطاع غزة، وكيفية التوجه لهذه المنظمات لتشكيل لجنة تحقيق، مشيرا إلى أن فلسطين خاطبت المقررين الخاصين لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية على اعتبار أن ما قام به جيش الاحتلال «جريمة حرب».
ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية فى القاهرة، اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين، لبحث «جرائم الاحتلال الإسرائيلى» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة العربية، سعيد أبو على، فى بيان، إن المجلس يعقد اجتماعه الطارئ فى دورة غير عادية، برئاسة السعودية وبناء على طلب فلسطين، وتأييد كل من الكويت ومصر والأردن لبحث «جرائم الاحتلال الإسرائيلى» بحق الشعب الفلسطينى.
من جانبها، أعلنت اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة «العودة الكبرى» عن تشكيل لجنة قانونية دولية تضم عددا من الخبراء القانونيين والحقوقيين من عدة دول حول العالم لملاحقة جنود الاحتلال على خلفية أحداث «مسيرة العودة»، وفقا لوكالة «معا» الفلسطينية.
فى غضون ذلك، ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين فى قطاع غزة، الذين قضوا فى «مسيرة العودة»، الجمعة الماضية إلى 18 شهيدا، فيما بلغت عدد الإصابات فى صفوف المتظاهرين، منذ الجمعة لـ1500، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ولليوم الرابع على التوالى، تجمع عشرات الفلسطينيين قرب السياج الفاصل الذى أقامه الاحتلال الإسرائيلى بين القطاع والضفة الغربية المحتلة، فى إطار مشاركتهم بمسيرة العودة التى بدأت مع إحياء الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
وفى تل أبيب، تظاهر مئات الإسرائيليين، مساء أمس، منديين بالمجزرة التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى بحق المتظاهرين على حدود قطاع غزة مطالبين بفتح تحقيق. وذكر موقع «مكوميت» الإسرائيلى أن قرابة الـ500 شخص من أنصار اليسار الإسرائيلى شاركوا فى المظاهرة بالإضافة لمشاركة فاعلة من الأحزاب العربية بالداخل المحتل، حيث رفعوا شعارات من بينها «أوقفوا القتل بغزة».
فى المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلى، فجر اليوم، حملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين طالت عددا من الأطفال. وفى الحرم القدسى، كثفت الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحامها لساحات المسجد الأقصى، خلال اليوم الرابع من «الفصح العبرى» حيث اقتحم 244 مستوطنا ساحات الحرم بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وقال ضباط كبار فى الجيش الإسرائيلى، أمس، إن الجيش لن يغير من سياسته الخاصة بإطلاق النار فى قطاع غزة، على الرغم من الانتقادات التى وجهت له بعد أحداث «يوم الأرض». ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن الضباط، الذين وصفتهم بـ«الكبار» قولهم: «سنواصل العمل ضد المتظاهرين فى غزة، كما فعلنا يوم الجمعة الماضية»، مؤكدين أن نشر القناصة على طول الحدود سيستمر ولن يكون هناك أى تغيير فى مهامهم.
وأوضح الضباط أن «المهمة الرئيسية للقوات على طول الحدود، هى منع المتظاهرين من اجتياز السياج الفاصل»، مشيرين إلى أن الجيش سيحقق فى اتهامات فلسطينية حول مقتل مدنيين لم يشكلوا تهديدا للجيش.
إلى ذلك، حذر المعهد الديمقراطى الإسرائيلى (مركز بحثى مستقل)، فى تحليل لعدد من الخبراء القانونيين، من اطلاق النار الحى ضد المتظاهرين الفلسطينيين، موضحا أن هذه الخطوة «غير قانونية»، إلا إذا شارك المدنيون بصورة مباشرة فى الأعمال العدائية.
وأوضح المعهد أن محاولة عبور الحدود بين غزة وإسرائيل لا تشكل مشاركة «مباشرة» فى الأعمال العدائية، مطالبا إسرائيل بأن تستخدم فقط تدابير انفاذ القانون ضد أولئك الذين يحاولون عبور الحدود مثل إلقاء القبض على العابرين للحدود، بحسب «هاآرتس».