مصر التي في خاطري.. قصيدة في حب قلب العروبة للشاعر الإماراتي إبراهيم بوملحه - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر التي في خاطري.. قصيدة في حب قلب العروبة للشاعر الإماراتي إبراهيم بوملحه

الشاعر الإماراتي إبراهيم بوملحه
الشاعر الإماراتي إبراهيم بوملحه

نشر في: الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 3:44 م | آخر تحديث: الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 6:51 م

في وقت تعالت فيه بعض الأصوات من دول عربية تهاجم مصر وشعبها، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لتخلق أزمات وتذكي الحساسيات بين الشعوب العربية الشقيقة، كتب المستشار إبراهيم محمد بوملحه، رئيس دائرة العدل والنائب العام الأسبق لإمارة دبيّ قصيدة بعنوان "مصر التي في خاطري" يمتدح فيها قلب العروبة النابض وشعبها.


والشاعر إبراهيم محمد بوملحه حاليا هو مستشار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشئون الإنسانية والثقافية، كما يشغل منصب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، كما ينشط في العديد من اللجان والفعاليات بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسبق للشاعر إبراهيم بوملحه، أن عاش في مصر فترة من شبابه، حيث درس في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وهو في قصيدته يشير إلى ما تركته تلك الأيام من بصمات عميقة في حياته ومشواره المهني.
يقول الشاعر بوملحه:

مصر التي في خاطري

 

مصرُ العروبةِ والإسلامِ والألَق       مصرُ الثقافةِ والتاريخِ والعَبَقِ


مصرُ الجمالِ الذي لاينتهي أبَداً            تراهُ في الصبحِ أو في عَتْمةِ الغَسَقِ


مصرُ الحضارةِ ضمّتْ في جوانبها            كلَّ الحضاراتِ ذاتِ الفكْرِ والنَّسَقِ


أمُّ الفنونِ الجميلاتِ التي اشْتهرَتْ           في كلِّ فَنٍّ لها حَظٌّ من السَّبَقِ


تميّزتْ في الدُّنا لا شيءَ يشبِهُها           أمُّ السخاءِ وأمُّ الجودِ والغَدَقِ


مصرُ التي في دمي تنسابُ أمنيةً         جليلةً من أماني الحبِّ والعُشُقِ


تاريخُها رَفْرفَتْ في المجدِ رايتُهُ         كم سَطّرتْ في معاني الخيرِ والخُلُقِ
  

كمْ قد حَمتْ من أتى يبغي حِمايتَها           كم استظلَّ بها المهمومُ من حُرَقِ


مفتوحةُ القلبِ والأيدي وما بَرِحَتْ          في العُسْرِ واليُسْرِ تُعطي دونَما مَلَقِ


طولَ السنين وطولَ الوقتِ ما فَتِئتْ        ريّانةً بالعطا من كفِّها الطَّلِقِ


كم قدْ أتاها الذي يرجو مناصرةً           في شدِّة الوقتِ من ضِيقٍ ومن رَهَقِ


فقدّمتْ وِسْعَها من دونِ ما مِنَنٍ         مدّتْ لهُ يدَها أنجتْهُ من غَرَقِ


لنا بذلك أخبارٌ وأمثلَةٌ                 قريبةٌ من عيونِ النّاظرِ الحَذِقِ


وللفؤادِ حكاياتٌ بها وَلَهٌ          لذلك الزّمنِ الوضّاءِ بالأنَقِ


يا مصرُ في خاطري حُبٌّ وأغنيةٌ           تُطفي لظى القلبِ من حُزْنٍ ومن قَلَقِ


يا أطيْبَ العمْرِ في وقتِ الشبابِ غدا               كومضةٍ من سناً في صافي الحَدَقِ
 
أحلى من الشَّهْدِ أيامٌ بها سلَفتْ             كأنّها الدّرُّ والياقوتُ من ألَقِ


لي ذكرياتٌ بها تنهلُّ عابقةً               من دوحِ ماضٍ زهى في ثوبِهِ العَتِقِ


في كلّ ركنٍ بها ذكرىً لها صلةٌ              بعمريَ الغضِّ في ذاك المدى المهَقِ


من سائغِ الحُلْمِ في وقتِ الشبابِ رؤىً               مرسومةٌ في ثنايا الذّهنِ كالفَلَقِ


أنّى حَلَلْتُ وأنّى سرْتُ يُبْهِجُني             جَمٌّ من الذّكرياتِ الغُرِّ في الأُفُقِ


في كلِّ زاويةٍ شيءٌ يذكّرني               بذلك العمْرِ يا أحلاهُ من فَنَقِ

 

 
فيها تعلّمتُ لم تَبخَلْ عليَّ بِهِ              بَلْ قدّمتْهُ على صَحْنٍ من الوَرِقِ*


إذْ ما أرى الأزهرَ الميمونَ جانبُهُ               حتى أرانيَ مَذْهولاً عن النُّطُقِ


أناظرُ السّاحَ آياتُ الجمالِ بِها            جواهرٌ سِحْرُها كالعِقْدِ في العُنُقِ


إنّي درسْتُ بهِ درْساً يُؤهِّلني           لِمبْلَغِ العلْمِ والأخْلاقِ والصُّدُقِ


أجوبُ أفياءهُ إنّي لأسْرحُ في           تَفْصيلِ كلِّ الذي يَحويهِ من نَسَقِ


أكادُ ألمسُهُ لمْساً بكفِّ يدي                من كثْرةِ الشوْقِ والوجْدانِ والرَّهَقِ


يا أزهرَ العلْمِ فيما لا مثيلَ لهُ                    يُصفيكَ من علْمهِ عَذْباً كما الوَدَقِ


وأبصِرُ الازهريَّ الفذَّ معتمراً                  عِمامةً غُرّةً عُنْوانُ كلِّ تَقي


ما إنْ أحُطُّ رحالي في كنانتِها                إلاّ وأنشقُ نفْحَ التالدِ العَبِقِ


عِشْنا بها زمناً يا حَيَّهُ زمناً                     ذكراهُ باقيةٌ في القلْبِ والحَدَقِ


أيامَ عُمْرٍ لنا ذُقنا حلاوتَها           فيها الجمالُ الذي يزهو كما اليَقَقِ

 

 

 

قصيدة مصر-15-05-2020 by Khaled Hosam on Scribd



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك