قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن بيان إدانة وزارة الخارجية للتوسع العسكري الإسرائيلي على غزة يوضح خطورة المرحلة، مشيرا إلى مخططات التهجير القسري أصبحت «على المكشوف»، بعد أن تجاوزت مجرد رؤى العين من القصف الإسرائيلي العشوائي؛ ولكن لمخططات تُحاك في واشنطن، وبشكل «فج وغير مسبوق» لا يتسق مع أي قواعد أخلاقية أو دينية أو حتى مع أبسط قواعد القانون الدولي.
واستشهد خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر فضائية «صدى البلد» باجتماع البيت الأبيض، منذ أيام، الذي شهد مشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تونى بلير، ومستشار الرئيس الأمريكي في ولايته الأولى وصهره جاريد كوشنر لمناقشة «الخطة الشاملة» للإدارة بشأن غزة بعد انتهاء الحرب، ومخطط التهجير.
وشدد أن مصر كانت ولا تزال تدرك أبعاد هذا المخطط، مؤكدا أنها تمثل «حائط الصد» في مواجهته، مشيدا بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصائب بعدم زيارة واشنطن خلال الفترة الماضية، والذي كان مبنيا على إدراكه بأن «رأس القضية الفلسطينية هو المطلوب».
وأكد أن «من أفشل صفقة القرن من قبل، هو قادر على التصدي؛ ولكن الحملة هذه المرة عنيفة»، مضيفا: «يجتمع مجلس الأمن ويصوت 14 عضوا مقابل عضو واحد، ولا يُسمح لأحد بوقف الحرب»، في إشارة إلى استخدام الفيتو الأمريكي.
وأشار إلى إجماع المجتمع الدولي والعربي والإسلامي، على الرؤية التي قدمتها مصر لإنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانها؛ ولكن تظل الولايات المتحدة تؤيد هذا «الحوار المشبوه» الذي يجري في البيت الأبيض.
ونوه إلى إدراك الدولة المصرية لمخطط التهجير منذ السابع من أكتوبر، من خلال استخدام القصف المركز والتجويع وقطع أوصال القطاع، والضفة الغربية اليوم.
وقالت الخارجية في بيانها أن مصر «تدين استمرار توسع العدوان العسكري الإسرائيلي في والإمعان في انتهاك القانون الدولي الإنساني، بما يتعارض بشكل كامل مع الرغبة الدولية في وضع حد للحرب علي قطاع غزة، وللتصعيد الناتج عنها بالمنطقة».
وأكد بيان الخارجية، أن «عدم تجاوب إسرائيل حتى الآن مع الصفقة المطروحة من مصر وقطر، يعكس غياب كامل للإرادة الإسرائيلية في خفض التصعيد وإحلال الهدوء والسلام، ووجود نوايا واضحة للاستمرار في العدوان على الأبرياء في قطاع غزة، وهو ما يهدد بمضاعفة العواقب الكارثية الوخيمة على الوضع الإنساني في غزة، ولا سيما في ظل سياسات التجويع والحصار التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في القطاع».