- مصادر أمنية إسرائيلية أبلغت عائلات الأسرى الإسرائيليين بهذا السيناريو ودعت إلى إبرام اتفاق قبل فوات الأوان
أعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من احتمال وقوع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بأيدي جهات يصعب التفاوض معها، في حال انهيار حركة حماس، وفق ما أفاد به الإعلام العبري، الثلاثاء.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تلك المصادر، دون تسميتها، أنها أعربت لعائلات الأسرى عن تخوفها من أن يؤدي انهيار "حماس" إلى وقوع ذويهم في قبضة جهات أخرى يصعب التفاوض معها.
وتقدّر تل أبيب وجود 58 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز سلطات الاحتلال أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني في سجونها، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضافت المصادر: على خلفية حالة الفوضى في قطاع غزة، هناك مخاوف من أن يُسلَّم الأسرى إلى "ميليشيات مسلحة" أو جهات أخرى غير خاضعة لسلطة مركزية.
وأعربت عن قلقها من "احتمال أن ينفصل بعض عناصر قيادة حماس عن الحركة، ويحتفظوا بالرهائن كورقة تفاوض مستقبلية"، وفق تعبيرها.
وتابعت: "في هذه الحالة ستُضطر إسرائيل إلى التفاوض مع جهات متعددة وليس طرفًا واحدًا، ما يُصعّب عملية التفاوض".
وأكدت حركة حماس، في أكثر من مناسبة، حرصها على الحفاظ على حياة الأسرى، رغم القصف الإسرائيلي العشوائي الدموي، وسياسة التجويع الممنهجة التي تطال نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
واعتبرت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن هذا السيناريو المحتمل يستوجب "العمل العاجل على التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن قبل فوات الأوان".
وأعلنت حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يتهرب من ذلك بطرح شروط جديدة، من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويُصر حاليًا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابةً لضغوط الجناح اليميني المتطرف في حكومته، من أجل تحقيق مصالحه السياسية الشخصية، وعلى رأسها البقاء في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلةً كل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت هذه الإبادة، بدعم أمريكي، عن أكثر من 179 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة الكثيرين، بينهم أطفال.
ومنذ عقود، تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.