شعرت بمسئولية كبيرة فى تجسيد شقيقة «عشماوى» رغم كراهيتى للشخصية
ترددت على منطقة الحسين وقرأت كتب نجيب محفوظ قبل تجسيد شخصية «زينب»
أحاول متابعة ردود الفعل على السوشيال ميديا قدر الإمكان ولكن يهمنى رأى الشارع
استطاعت الفنانة مها نصار، لفت الأنظار فى مسلسلى «الفتوة» و«الاختيار»، اللذين حققا نجاحا كبيرا فى موسم دراما رمضان 2020، حيث قدمت فى الأول شخصية شقيقة حسن الجبالى الذى جسده الفنان ياسر جلال، وفى الثانى قدمت شخصية شقيقة الإرهابى هشام عشماوى الذى جسده الفنان أحمد العوضى.
فى هذا الحوار مها نصار تتحدث لـ«الشروق«، عن أسباب حماسها للمشاركة فى المسلسلين، وإلى أى مدى يمثلا خطوة للأمام فى مشوارها الفنى.
* كيف جاءت مشاركتك فى مسلسلى «الاختيار» و«الفتوة» هذا العام؟
ــ فى مسلسل «الاختيار» كلمنى المخرج بيتر ميمى، وعرض على الدور، ووافقت عليه حتى قبل أن أقرأ الشخصية، لأن فكرة العمل مهمة، وتصنع بوعى قوى جدًا للمشاهدين، وللجيل القادم، وينمى الروح الوطنية، ويعرف الجميع على حياة أبطال الجيش المصرى العظيم، ويلمس أشياء مهمة فى المجتمع مثل روح الوطن، وأهميته فى حياتنا، ومدى تأثر الناس به. أما مسلسل «الفتوة« فعرض على الدور المخرج حسين المنباوى، وحينما قرأت الدور انبهرت بشدة بما سأقدمه، وعندما رأيت الديكور الذى بنى خصيصًا للمسلسل، انبهرت أكثر، وشعرت أننى عدت لتلك الفترة الزمنية التى تدور فيها أحداث العمل، أى عام 1850.
*حدثينا عن استعداداتك لشخصية «شقيقة هشام عشماوي» فى «الاختيار»؟
ــ أى شخصية تأتينى من أجل تجسيدها بأى عمل فنى، أقوم بفصل شخصيتى الحقيقية عن الشخصية التى سأجسدها، وأفصل أيضًا أهوائى ومعتقداتى من أجل التعمق بشكل قوى فى جميع التفاصيل المهمة والأساسية والنواحى الأخرى، وهذه هى المرة الأولى التى أقدم فيها شخصية من الواقع، وهذا جعل على عاتقى مسئولية كبيرة وأنا أقدمها أمام المشاهدين. ورغم كرهى الشديد لهذه الشخصية، لكننى فى النهاية جسدتها، ولقد ذاكرت وقرأت أشياء كثيرة، بالإضافة للمرجع الرئيسى باهر دويدار مؤلف العمل، كى أستطيع إخراج الشخصية بشكلها الصحيح. والحمد لله لم تواجهنى صعوبات بالعمل نهائيًا، واستمتعت كثيرًا بالعمل مع المخرج الكبير بيتر ميمى، وطاقم عمل المسلسل.
* هل تخوفتِ من أن يكرهك المشاهد بعد تقديم هذه الشخصية على الشاشة؟
ــ لم أتخوف من الجمهور نهائيًا، بل أهتم بالشخصيات التى أقدمها، لأننى مؤمنة أننى إذا أحببت الشخصية والعمل واجتهدت عليهما، سيصلان بكل تأكيد إلى الجمهور بشكل حقيقى، وسيتأثر بهما بشدة، ويتحدث عنهما. وأحب عادة أن أفاجئ جمهورى فى كل عمل فنى أشارك به، ولا أفضل الظهور أو الانتماء لنوعية شخصيات معينة، مثل الشخصيات الرومانسية أو غيرها.
* من «الاختيار» إلى «الفتوة».. كيف كان استعدادك لشخصية «زينب» التى تنتمى إلى حقبة زمنية قديمة؟
ــ شخصية زينب كانت بمثابة مفاجأة كبيرة، لأنها شخصية غنية جدًا، ومليئة بتفاصيل كثيرة، وهى غير متوقعة نهائيًا بالنسبة للمشاهد، وطبيعة العمل مختلفة تمامًا عن هذه الأيام فى كل شيء، لأن العمل يدور عام 1850، يعنى أنه حتى أبسط التفاصيل الحياتية مختلفة أيضًا، وكانت الحياة فى هذه العصور، تمثل العلاقات الإنسانية والأسرية بين الشخصيات، ولقد أجهدتنى التحضيرات لشخصية زينب بشكل كبير، لأننى حضرت لها من كتب ومصادر ورقية، وقرأت عن هذه الحقبة الزمنية، واستعنت بكتب الروائى الكبير نجيب محفوظ لأنه كتب عن تلك الفترة كثيرًا، وأنا أعشق جميع أعماله وقرأتها كلها، بالإضافة إلى أننى أحب الأفلام القديمة، مثل «الزوجة الثانية« وغيره من الأعمال التى أظهرت جمال مصر وشعبها الجميل الطيب، وأتمنى فى هذه الفترة عودة مثل نوعية هذه الأعمال الفنية المختلفة. وقد قرأت أيضًا لكتاب آخرين، لكى أكون ملمة بأكبر قدر ممكن من المعلومات، وأنا من الإسكندرية، لذا فى فترة الراحة، أنزل شارع المعز والحسين والمناطق القديمة الرائعة، وأصورها وأتعايش مع أجوائها لأننى أحب التاريخ، وكل شيء قديم فى مصر العظيمة. وخلال تصوير بعض مشاهد العمل، صورنا فى شارع المعز، داخل «بيت العود« لم أكن أتخيل يومًا أن لدينا بيتا بهذا الشكل والروعة، واكتشفت خلال فترة التصوير أن لدينا مناطق أثرية وبيوتا قديمة غاية فى الجمال والرقى والعظمة المصرية الرائعة، وفى النهاية بلدنا لا تقدر بكنوز الدنيا كلها، فأنا سافرت إلى بلاد كثيرة حول العالم، لم أجد روعة وجمال مصر، وتفاصيلها الدقيقة المتنوعة، ومسلسل «الفتوة» أظهر حلاوة مصر بلا أدنى شك نهائيًا. والمخرج حسين المنباوى جعل من كادرات المسلسل «لوح زيتية»، فأى كادر أو مشهد إذا نظرت له ستجده لوحة يمكن طباعتها ووضعها فى منزلك مثلا، وهذا إبداع كبير أظهره المخرج الكبير حسين المنباوى.
* كان ديكور المسلسل لافتا لدرجة أن الكثير رأى مواقع التصوير وكأنها حقيقية؟
ــ نحن قمنا بتصوير بعض المشاهد بالفعل فى مناطق أثرية حقيقية موجودة فى القاهرة، أما أغلب المشاهد فقد تم بناء ديكور مخصص لها فى مدينة الإنتاج الإعلامى، ومهندس الديكور أحمد عباس، اجتهد بشدة وقدم أفضل ما لديه، وصراحة يستحق تحية عظيمة لأن الديكور كان شكله واقعيا جدًا، وقام «عباس» بعمل مدينة كاملة داخل مدينة الإنتاج، وأثناء الراحة من التصوير، وقبل موضوع فيروس الكورونا، كان يأتى الكثير من الوسط الفنى وخارج الوسط إلى الديكور لمشاهدته، وكل من كان يشاهده كان يشعر أنه انعزل عن العالم الخارجى، وعاد بالزمن إلى الوراء إلى عصر المسلسل.
* ألم تتخوفى من أن فكرة الحارة المصرية القديمة والفتوات قدمت فى الأعمال التراثية كثيرًا وحققت نجاحات كبيرة؟
ــ نهائيًا لم أتخوف، لأن الحقب الزمنية لا تنسب إلى أشخاص، وذلك لأن كل كاتب له منظوره الخاص به والمختلف عن غيره من الكتاب، ومؤلف العمل هانى سرحان، كان له منظور ورؤية مختلفة، وذلك ظهر من خلال تأثر المشاهدين بالعمل، ذلك بالإضافة لطاقم العمل المتميز والمختلف، وحب طاقم العمل للمسلسل، كان من الأسباب الرئيسية لنجاحه.
* كيف كان العمل مع الفنان ياسر جلال خلال الكواليس؟
ــ ياسر جلال أخ وفنان كبير جدًا بالنسبة لى، وأنا سعدت بالعمل معه وكنت مستمتعة بشدة، وهو شخص محترم، وشاطر ومجتهد، ومثال للفنان الحقيقى الذى يحترم فنه وأعماله ومن حوله من طاقم العمل، ولا يتدخل فى شيء نهائيًا، ويترك المساحة للجميع، ويمنحنا الحماس الطاقة لتقديم أفضل ما لدينا.
* ما هى أبرز الصعوبات التى واجهتك في المسلسلين؟
ــ لم أواجه صعوبات نهائيًا، بالعكس لقد استمتعت بالمشاركة فى المسلسلين رغم الصعوبات وكل شيء، وعشقى للمجال الفنى لا يجعلنى أشعر بمشقاته مطلقًا، ويدفعنى دومًا للاستمرار وتقديم أفضل ما لدى. ومسلسل «الفتوة» والأعمال التاريخية عادة ذات أهمية كبيرة جدًا، وتطلع المعاصرين على طرق الحيوات القديمة المختلفة، وطريقة التفكير والأكل، والشرب، والملابس، وغيرهم من الأمور العديدة.
والحقيقة أننى تجذبنى المشاركة فى أى عمل تاريخى، لأننى أحب قراءة الكتب التاريخية والروائية. أما بالنسبة لنوعية الأعمال الوطنية مثل مسلسل «الاختيار» فهو ذات قيمة كبيرة جدًا، وأتمنى دومًا المشاركة فى أى عمل مثله خلال الأعوام القادمة، وأنا أرى أن التجسيد الحقيقى للممثل حينما يقدم شخصية حقيقية من أرض الواقع.
* كيف تابعت ردود الفعل عن دورك فى العملين عبر وسائل التواصل الاجتماعى؟
ــ خلال شهر رمضان كنت أصور الحلقات، وحاولت متابعة ردود الفعل على مواقع التواصل قدر الإمكان، لكن بشكل عام، أنا عادة أحب ردود الفعل التى تأتينى من الشارع، وأهتم بكل الآراء حتى ولو كانت سلبية، وبفضل الله منذ بدايتى فى الوسط الفنى، والناس تدعمنى بشكل كبير، وهذه نعمة عظيمة من الله على، لأنه فى النهاية أى ممثل يعمل من أجل الجمهور، ورأيه، والتأثير فيه بشكل جيد، والحمد لله وفقت فى أدوارى التى أديتها حتى الآن.